الاعتراف الرسمي بالسنة الأمازيغية يفرغ تخليد “إيض إيناير” من الاحتجاجات
بخلاف السنوات الماضية خَلت الاحتفالات، المنظمة أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، مساء اليوم الأحد، من طرف هيئة “شباب تامسنا الأمازيغي”، من أي تعبيرات احتجاجية أو رفع للمطالب، بعدما تم إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية مؤدى عنها في جميع القطاعات.
وكانت الاحتفالات، التي دأبت هيئة “شباب تامسنا الأمازيغي” على تنظيمها مع حلول رأس السنة الأمازيغية أمام البرلمان، تتخللها تعبيرات عن مطالب، على رأسها إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية. وأفضى استجابة الدولة لهذا المطلب إلى جعل “الفرح” بهذا القرار يُبعد التعبير عن أي مطالب.
وكان الملك محمد السادس قد أعلن في شهر ماي الماضي عن إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية، وهو القرار الذي تم تفعيله من طرف الحكومة شهر غشت المنصرم، مما منح احتفالات هذه السنة طعما خاصا.
“هذه السنة استثنينا الشقّ الاحتجاجي لأننا في يوم عيد ولا يمكن أن نحتج ونحن في لحظة فرح واحتفال، وسنترك الاحتجاج إلى مواعيد لاحقة”، يقول عادل أداسكو، منسق هيئة “شباب تامسنا الأمازيغي”.
وخلّف إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، وهو المطلب الذي رفعته الحركة الأمازيغية منذ سنوات طويلة، ارتياحا كبيرا في صفوف الأمازيغ، عكسه زخم الاحتفالات التي جرت هذه السنة في مختلف ربوع المغرب، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، حيث احتضن مسرح محمد الخامس حفلا كبيرا ترأسه رئيس الحكومة وحضره عدد من الوزراء.
وكالعادة تميزت الاحتفالات الشعبية التي نظمتها هيئة “شباب تامسنا الأمازيغي” أمام البرلمان، والتي استُهلت بقراءة الفاتحة ترحما على أرواح ضحايا الزلزال الذي ضرب عددا من الأقاليم في الحوز وتارودانت، بتقديم الأكلات التقليدية التي يتم إعدادها في رأس السنة الأمازيغية، إضافة إلى عروض فنية عبارة عن رقصات احتفالية.
الفرح الذي عمّ بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية بشكل رسمي، عبر عنه أداسكو بقوله: “أخيرا نحتفل بشكل رسمي برأس السنة الأمازيغية، وهذه مناسبة لترسيخ الثقافة والهوية الأمازيغيتين في المغرب لأن تاريخنا يمتد لأكثر من ثلاثة وثلاثين قرنا”، مضيفا أن “هذه المناسبة بمثابة عيد وطني لجميع المغاربة”.
من جهته قال عبد الله واسلام، عضو هيئة “شباب تامسنا الأمازيغي”، إن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية هذا العام “يجري في أجواء بهيجة لأننا نحتفل بها لأول مرة في ظل إقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية، وقد ناضلنا كثيرا، هنا في العاصمة، من أجل تحقيق هذا المطلب، وها قد تحقق ذلك”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “هذا الاحتفال هو تعبير عن الشكر لكل المناضلين، الأمازيغ وغيرهم، بمختلف تلاوينهم، الذين ناضلوا من أجل الاعتراف برأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا”، مضيفا “نحسّ بأننا وُلدنا من جديد في المغرب، وسوف نستمر، في إطار الدعم الذي قدمته لنا الدولة، في المطالبة بكل حقوقنا، اجتماعيا وثقافيا”.
المصدر: هسبريس