أولويتنا للفترة المقبلة هي الأسرة.. حماية وتمكيناً وتطويراً وتماسكاً
أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أمس، «أجندة دبي الاجتماعية 33» حتى عام 2033، تحت شعار «الأسرة أساس الوطن»، بهدف تكوين أسر مستقرة، وتهيئة أجيال واثقة بقدراتها، متمسكة بهويتها وجاهزة للمستقبل.
ويأتي إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لـ«أجندة دبي الاجتماعية 33»، جرياً على عادة سموه بالكشف عن مشروعات وبرامج وطنية واعدة في الرابع من يناير كل عام، تزامناً مع مناسبة تولي سموه مقاليد الحكم في إمارة دبي.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «الإخوة والأخوات.. جرياً على عادتنا السنوية في إطلاق مشروعات وبرامج وطنية واعدة في الرابع من يناير كل عام، نعلن اليوم عن إطلاق (أجندة دبي الاجتماعية 33)، وهي خطتنا لمجتمع دبي للعشر سنوات المقبلة، شعارها (الأسرة أساس الوطن)، وميزانيتها 208 مليارات درهم خلال العشر سنوات المقبلة، وهدفها أسرنا المواطنة في دبي، إسكاناً ومستوى معيشة وهوية وقيماً وترابطاً اجتماعياً، ورعاية صحية وتطويراً لمهارات المستقبل في أجيالنا المقبلة».
وتابع سموه: «هدفنا مضاعفة عدد الأسر المواطنة إلى الضعف خلال عقد، وتوفير أحياء سكنية ذات أفضل معيشة لهم على مستوى العالم، وتوفير حماية مجتمعية لأجيالنا من الأفكار غير السويّة والممارسات التي يمكن أن تهدد استقرار الأسرة وتماسكها».
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «الأجندة الاجتماعية لها مستهدفات واضحة وبرامج معتمدة، وميزانيات مخصصة، وسيتابعها أبنائي حمدان ومكتوم وأحمد وإخوانهم، وهم أحرص الناس على أسرة دبي الكبيرة التي نشأوا فيها وأحبوها، وتربطهم بها أواصر المحبة والمودة والدم».
وقال سموه: «الوطن ليس أرقاماً وبنياناً.. الوطن أسر وإنسان.. ورسالتي لجميع المسؤولين أن أولويتنا في الفترة المقبلة هي الأسرة حماية وتمكيناً وتطويراً وتماسكاً، ونسأل الله أن يوفّقنا في خدمة البلاد والعباد».
وتتكامل «أجندة دبي الاجتماعية 33» مع أهداف أجندة دبي الاقتصادية (D33)، حيث تستهدف ترسيخ أسس التنمية الاجتماعية المستدامة، وتوفير الخدمات التي تتصل بحياة الأفراد المباشرة، من صحة وسكن وتعليم وثقافة ورياضة وتنمية مجتمع، بما يلبي تطلعات مجتمع دبي ويستجيب لطموحاته.
برامج مبتكرة
من جانبه، أكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، أن الاهتمام بالمواطن وتعزيز مستويات رفاهيته واستقراره الأسري يتصدر أولوياتنا، بما يترجم رؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهاته باعتبار المواطن أولاً وثانياً وثالثاً.
وقال سموه: «إن (أجندة دبي الاجتماعية 33) ستكون خارطتنا لتحقيق ما تصبو إليه دبي من مستويات سعادة الأسرة وترابطها، وتوفير أرقى المعايير في الإسكان والرعاية الصحية، والوصول إلى بناء المنظومة التعليمية الأكثر قدرة على تلبية طموحات دبي المستقبلية، وتحصين منجزها بالمجتمع الأكثر تسامحاً وتمسكاً بالهوية الوطنية».
استثمار في الإنسان
بدوره، قال سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية: «إن أهداف (أجندة دبي الاجتماعية 33) تتكامل مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33)، بما يجسد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للتنمية المستدامة، واهتمام سموه بالاستثمار في الإنسان».
وأكد سموه أن موازنة «أجندة دبي الاجتماعية 33» البالغة 208 مليارات درهم حتى عام 2033، ستسهم في تحقيق قفزات نوعية في مجالات العمل وتطوير القدرات والمبادرات الفردية لكل مواطن، مضيفاً سموه أن «أجندة دبي الاجتماعية 33» تتسم بالتوازن في غاياتها ومجالاتها، وشمولها لمختلف أوجه الحياة في دبي، واهتمامها بكل ما يشغل المواطن حاضراً ومستقبلاً.
تعزيز مسيرة التنمية
من جانبه، أكد سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، أن «أجندة دبي الاجتماعية 33»، تترجم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بتسخير جميع الإمكانات لتحقيق أفضل جودة حياة للمواطنين في دبي، باعتبارهم محور الخطط الاستراتيجية للإمارة.
وقال سموه إن الغايات والمستهدفات الطموحة التي تسعى «أجندة دبي الاجتماعية 33» إلى تحقيقها، ستنعكس إيجاباً على تعزيز مسيرة التنمية الشاملة في إمارة دبي، بما يسهم في بناء المستقبل الذي يريده المواطن ويطمح إليه، وبما يعزز مكانة دبي مدينة مفضلة للعيش والعمل على مستوى العالم.
5 غايات
وتطمح «أجندة دبي الاجتماعية 33» إلى تحقيق خمس غايات تتمثل الأولى في تحقيق الأسر الأسعد والأكثر ترابطاً وتسامحاً وتمسكاً بالقيم والهوية الوطنية، حيث تستهدف تمكين مواطني دبي ورفع إنتاجيتهم وإسهاماتهم الاقتصادية، بما يحقّق اكتفاءهم الذاتي واستقلالهم المادي، إضافة إلى ضمان الاستقرار الأسري والاجتماعي للإماراتيين، والتركيز على رفع معدلات النمو الطبيعي، من خلال دعم الأسرة وتلبية تطلعاتها، مع العمل على صون الثوابت والقيم، وتعزيز الهوية الوطنية والسمات والثقافة الإماراتية.
وتركز الغاية الثانية على المنظومة الصحية الأكثر كفاءة وجودة ومواكبة لأفضل المستويات العالمية، من خلال تعزيز أنماط الحياة الصحية (مثل النشاط البدني والتغذية السليمة والصحة النفسية)، وتطوير جودة الخدمات الصحية والوقائية والدامجة (البدنية والنفسية) بكلفة مقبولة.
وتسعى الغاية الثالثة لـ«أجندة دبي الاجتماعية 33» إلى المنظومة التعليمية الأكثر قدرة على مواكبة طموحات دبي المستقبلية، وتعزيز رأسمالها البشري، حيث تستهدف تطوير منظومة تعليمية متميزة ترتقي بالتعليم بمراحله كافة، من خلال التركيز على رفع الجودة، والكلفة المقبولة، وضمان توفير منصات وبدائل تعليمية متنوعة، تُكسِب الطلبة مهارات وقدرات متنوعة للمستقبل.
وركزت الغاية الرابعة على المنظومة الاجتماعية الأكثر فاعلية واستباقية في الحماية والرعاية والتمكين، عبر تطوير نموذج يعزز الحماية والرعاية الاجتماعية، وتكافؤ الفرص لأطياف المجتمع كافة، بما فيها الفئات الأكثر عرضة للضرر، ويقيهم المخاطر الاقتصادية والاجتماعية، من خلال تطوير بيئة تعزز العمل المجتمعي والإنساني، والتطوع الفردي والمؤسسي.
وتستهدف الغاية الخامسة لـ«أجندة دبي الاجتماعية 33»، تطوير المدينة المُثلى بتجربتها المعيشية وخدماتها الإسكانية، وحراكها الثقافي ونشاطها الرياضي، حيث تعمل على تطوير منظومة إسكانية متاحة وملائمة لكل أطياف المجتمع، وتطوير منظومة تحقق التنافسية في الثقافة والفنون وتحفز المشاركة الفاعلة من فئات المجتمع، وتعزيز البنية التحتية والخدمات الرائدة لاكتشاف وتطوير المواهب الرياضية، وتشجيع الرياضة لجميع فئات المجتمع، بما يدعم الارتقاء بقطاع الرياضة. كما تسعى الأجندة الاجتماعية في دبي حتى عام 2033، عبر هذه الغاية، إلى إبراز قيمة التراث الوطني الثقافي والمعماري والبيئي محلياً ودولياً.
محوران رئيسان
وانعكست مساعي دبي في الاستثمار في العنصر البشري على إجمالي الدعم الحكومي المرصود لتنفيذ «أجندة دبي الاجتماعية 33»، وتحقيق مستهدفاتها، حيث يصل إجمالي الدعم لتنفيذ الأجندة بحلول عام 2033 إلى 208 مليارات درهم، بزيادة تبلغ أكثر من ضعفي موازنة العقد الماضي.
وتركز «أجندة دبي الاجتماعية 33» على محورين رئيسين، يتمثل الأول في محور الصحة، حيث ارتفع الدعم الحكومي الموجّه لهذا المحور إلى ما يعادل 1.8 ضعف موازنة العقد الماضي من 66 مليار درهم بين 2014 و2023، إلى 120 مليار درهم خلال العقد المقبل.
وتمنح إمارة دبي أولوية قصوى لتطوير القطاع الصحي، وصولاً إلى أن يكون ضمن الأفضل عالمياً، حيث تسعى إلى تعزيز قدراته على مواجهة التحديات المستقبلية كافة، من خلال تطوير البنية التحتية للمستشفيات والمراكز الطبية، وتأهيل الكوادر البشرية المواطنة القادرة على قيادته، بما يعزز جودة الحياة ويواكب تطلعات سكان دبي، ويتماشى مع خطط دبي التنموية الطموحة التي تضع صحة ورفاهية الإنسان وسعادته هدفاً استراتيجياً.
وتعد تنمية المجتمع، المحور الثاني الرئيس في موازنة الدعم الحكومي المزمع تقديمها لتنفيذ أجندة دبي الاجتماعية، حيث ارتفع الدعم الحكومي المقدم لهذا المحور إلى ما يعادل 3.4 أضعاف موازنة العقد الماضي، من 26 مليار درهم بين 2014 و2023، إلى 88 مليار درهم خلال العقد المقبل.
ويتضمن محور تنمية المجتمع عدداً من القطاعات المختلفة التي تستهدف ترسيخ جودة حياة المواطن والمقيم، وتحقيق رفاهيته، حيث يتوجه دعم هذا المحور إلى قطاع التعليم، ودعم المواطنين، والجهات الاجتماعية، والثقافة والفنون، وإسكان المواطنين، وقطاع الرياضة.
وأولت «أجندة دبي الاجتماعية 33» اهتماماً كبيراً بدعم المواطنين، إذ تم تخصيص 26 مليار درهم لهذا المحور، ويأتي ذلك في إطار مساعي دبي لتسخير الإمكانات والبرامج والخطط التنموية، لما فيه خير المواطن وتعزيز استقراره الأسري وطمأنينته حيال حاضره ومستقبله، بما يتماشى مع منظومة الرفاه المجتمعي وجودة الحياة التي تحرص دبي على إرساء دعائمها وترسيخ مقوماتها لمواطنيها.
كما رصدت «أجندة دبي الاجتماعية 33» 21.9 مليار درهم لدعم الجهات الاجتماعية، حيث تسعى إلى تطوير أطر التنمية المجتمعية في الإمارة والارتقاء بمعايير الخدمات الاجتماعية، وتعزيز التلاحم بين فئات المجتمع، وتعزيز وعي المواطنين بالهوية الوطنية، وتفعيل دورهم في المجتمع. وتحمل «أجندة دبي الاجتماعية 33» خططاً إسكانية طموحة، حيث تخصص 14.5 مليار درهم لدعم إسكان المواطنين في الإمارة، من خلال تطوير مجمعات سكنية متكاملة تسهم في بناء أحياء دبي المستقبل.
ويحظى التعليم باهتمام خاص من «أجندة دبي الاجتماعية 33»، حيث تم تخصيص 13 مليار درهم لدعم قطاع التعليم في دبي، من خلال تطوير منظومة تعليمية مستدامة، وبيئة حاضنة في مجال ريادة الأعمال والابتكار، تدعم قدرات الطلبة الدراسية والأكاديمية، بغرض الوصول إلى أفضل المستويات لمهارات المستقبل ومواكبة التوجهات المستقبلية لسوق العمل، بما يضمن تأهيل جيل منفتح على تجارب الدول المتقدمة ينطلق للعالمية بكل ثقة.
وتولي «أجندة دبي الاجتماعية 33» أهمية كبيرة لدعم قطاع الثقافة والفنون، حيث خصصت لهذا المحور 6.4 مليارات درهم، في إطار سعي دبي لتصبح مركزاً للثقافة وحاضنة للإبداع، وملتقى للمواهب ومنارة للأدباء والمفكرين والفنانين والمبدعين من مختلف دول العالم، الأمر الذي يسهم في تحويلها إلى عاصمة عالمية للاقتصاد الإبداعي، حيت تعمل الأجندة على خلق حراك ثقافي وفني في الإمارة هو الأكبر والأشمل من نوعه، بما يواكب الحراك الاقتصادي المستدام لدبي. كما رصدت «أجندة دبي الاجتماعية 33» نحو 6.2 مليارات درهم لدعم قطاع الرياضة، الذي يعد واحداً من القطاعات الحيوية التي توليها الإمارة كل الاهتمام والتشجيع، وتحيطها بكل أوجه الدعم والرعاية، حيث تستهدف الأجندة تعزيز مكانة الرياضة في مجتمع واقتصاد دبي، وترسيخ مكانتها على خريطة الرياضة العالمية، إذ تأتي دبي في صدارة الوجهات العالمية المفضلة لاستضافة البطولات والفعاليات والمعسكرات التدريبية الدولية.
مستهدفات طموحة
وحددت «أجندة دبي الاجتماعية 33»، ستة مستهدفات طموحة للعقد المقبل، حيث يتمثل المستهدف الرئيس في أن تكون دبي من أفضل ثلاث مدن عالمياً في مستوى المعيشة، وأن يكون متوسط العمر الصحي المتوقع لمواطني دبي ضمن الـ10 الأفضل عالمياً، وأن تكون جودة التعليم في دبي من أفضل 10 مدن في العالم. وتستهدف «أجندة دبي الاجتماعية 33» زيادة عدد المواطنين العاملين في القطاع الخاص إلى ثلاثة أضعاف العدد الحالي. كما تسعى إلى توفير أرض وقرض سكني لكل أسرة إماراتية جديدة خلال عام من التقديم، وتشجيع زيادة الأسر الإماراتية الجديدة في دبي إلى الضعف بحلول عام 2033.
محمد بن راشد:
• الأجندة سيتابعها حمدان ومكتوم وأحمد وإخوانهم.. وهم أحرص الناس على أسرة دبي الكبيرة التي نشأوا فيها وأحبوها وتربطهم بها أواصر المحبة والمودة والدم.
• الأجندة هي خطتنا لمجتمع دبي للعشر سنوات المقبلة.. شعارها «الأسرة أساس الوطن» وميزانيتها 208 مليارات درهم.
حمدان بن محمد:
• ترجمة لرؤى محمد بن راشد.. الاهتمام بالمواطن وتعزيز مستويات رفاهيته واستقراره الأسري يتصدر أولوياتنا.
مكتوم بن محمد:
• أهداف «أجندة دبي الاجتماعية 33» تتكامل مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية (D33) بما يجسد رؤية محمد بن راشد للتنمية المستدامة واهتمام سموه بالاستثمار في الإنسان.
أحمد بن محمد:
• «أجندة دبي الاجتماعية 33» تترجم رؤية محمد بن راشد بتسخير جميع الإمكانات لتحقيق أفضل جودة حياة للمواطنين في دبي باعتبارهم محور الخطط الاستراتيجية للإمارة.
5 غايات لـ «أجندة دبي الاجتماعية 33»
الأسر الأسعد والأكثر ترابطاً وتسامحاً وتمسكاً بالقيم والهوية الوطنية.
المنظومة الصحية الأكثر كفاءة وجودة ومواكبة لأفضل المستويات العالمية.
المنظومة التعليمية الأكثر قدرة على مواكبة طموحات دبي المستقبلية وتعزيز رأس مالها البشري.
المنظومة الاجتماعية الأكثر فاعلية واستباقية في الحماية والرعاية والتمكين.
المدينة المُثلى بتجربتها المعيشية وخدماتها الإسكانية وحراكها الثقافي ونشاطها الرياضي.
مستهدفات «أجندة دبي الاجتماعية 33»
دبي من أفضل 3 مدن عالمياً في مستوى المعيشة.
متوسط العمر الصحي المتوقع ضمن الـ10 الأفضل عالمياً.
جودة التعليم في دبي من أفضل 10 مدن في العالم.
ثلاثة أضعاف عدد المواطنين العاملين في القطاع الخاص.
توفير أرض وقرض سكني لكل أسرة إماراتية جديدة خلال عام من التقديم.
تشجيع زيادة الأسر الإماراتية الجديدة إلى الضعف.
المصدر: الإمارات اليوم