قمة إفريقيا وكوريا تسلط الضوء على تجاهل البوليساريو بالمواعيد الدولية
تستعد القارة الإفريقية وكوريا لعقد القمة الاقتصادية الجديدة في يونيو القادم، ما يلقي الضوء من جديد على قضية حضور جبهة البوليساريو في المنتديات الدولية.
وكان لافتا خلال التحضيرات للقمة التي تمت على مستوى سفراء الدول بكوريا، عدم استدعاء الجبهة المدعومة من الجزائر، ما يؤشر على توجه القوى العالمية إلى الاقتصار في اجتماعاتها مع القارة السمراء على الدول ذات السيادة فقط.
وتشكل المنتديات الدولية محطة استغلال من طرف جبهة البوليساريو من أجل الترويج لأطروحتها الانفصالية وأنها دولة ذات سيادة وعضو مؤسس بالاتحاد الإفريقي، وهو ما كان واضحا في اجتماعات تحالف “بريكس” الاقتصادي.
وسط هذا التقرب للقمة التي ستناقش فرص التعاون بين كوريا والاتحاد الإفريقي، يرى خبراء أن “حضور الجبهة في المنتديات الدولية التي تجمع القارة السمراء والقوى العالمية، أصبح يتراجع في ظل تزايد الوعي الدولي بحقيقة نزاع الصحراء المفتعل”.
ويرى محمد الغواطي، محلل سياسي، أن “هاته القمة من المرتقب أن تشكل محطة جديدة من المكاسب التي تجنيها المملكة، خاصة على مستوى طرد الجبهة من الاتحاد الإفريقي”.
وقال الغواطي، في تصريح لهسبريس، إن “العلاقات التي تجمع كوريا بإفريقيا مبنية على تعزيز فرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي والتجاري، وفي سياق تطور مستمر يفتح آفاقا جديدة، باعتبار أن كوريا قوة عالمية”.
وأضاف أن “القمة فرصة للرقي بالعلاقات بين المغرب وكوريا. الأخيرة تسير في نهج جميع القوى العالمية في مواقفها من قضية الصحراء التي تنبني أساسا حول الوعي بحقيقة هذا النزاع”.
وشدد المتحدث لهسبريس على أن “كوريا تعلم أن حضور الجبهة في هذا المنتدى سيشكل نقطة ضعف في مجال التعاون المثمر والمتطور مع البلدان الإفريقية”، موردا أن “القمة من المرتقب أن تعمق من عزلة الجبهة على المستوى الدولي”.
ولفت الغواطي إلى أن “الجبهة تعيش في الأصل على وقع عزلة كبيرة على المستوى القاري والدولي، في ظل استمرار الحصاد الكبير للديبلوماسية المغربية على جميع المستويات”.
من جانبه سجل، إبراهيم بلالي السويح، محلل سياسي مختص في قضية الصحراء، أن “حدث انعقاد القمة الإفريقية الكورية يأتي في سياق تعزيز التعاون الإفريقي وتنويعه وفق مقاربة تهدف للإقلاع الإفريقي، ولكن هذه اللقاءات بدأت بمثابة تجاذب سياسي يعكس المنحى العام الذي تعرفه قضية الصحراء المغربية”.
وصرح السويح لهسبريس بأن “الاستراتيجية والإطار السياسي للشراكات الإفريقية الجديد عززا التوجه بأن هذه التحالفات الإفريقية تنبني على الدول التي تمارس السيادة الفعلية، وليس الوهمية، فكان ذلك فعليا في قمم سابقة وشكل إحباطا لكل المناورات السابقة للخصوم التي كان من آثارها الانزلاقات التي حدثت في القمة المنعقدة بتونس”.
وبين المتحدث ذاته أن “إقصاء البوليساريو من الحضور أمر سيعزز الاعتقاد بأن الدول انخرطت في المسار العالمي الجديد، خصوصا الدول الآسيوية التي تعرف إقلاعا اقتصاديا متناميا عزز حضورها في المشهد السياسي العالمي كما هو الحال بالنسبة لكوريا اليوم مع الصين”.
وشدد المحلل السياسي على أن “علاقات التعاون المبنية على منطق رابحرابح تستبعد كل ما من شأنه التشويش أو حرف القمة عن معالجة القضايا الجوهرية وتفادي الحالة التصادمية التي ترافق إقحام البوليساريو في أشغال القمة، ناهيك عن تزايد الداعمين لمغربية الصحراء في إفريقيا الذين يدعون إلى تحفظ في مزاج الدبلوماسية العالمية، خصوصا وأن مسار تسوية هذا النزاع المفتعل يتجه إلى الحل السياسي الذي يلوح في الأفق باعتماد المبادرة المغربية كأرضية تفاوضية”.
واعتبر المتحدث لهسبريس أن “إقصاء البوليساريو من الحضور في هذه التظاهرة الهامة، مطلب ضروري، تحققه مستقبلا سيعكس نهج الدبلوماسية الملكية الذي بدأت ثماره تتحقق بمجموعة من المكاسب التي تجاوزت في إفريقيا أربعة وعشرين دولة، وكذلك على المستوى الآسيوي، بدعم شبه كامل للتوجه المغربي، سواء على مستوى آسيا الشرقية أو دول الخليج العربي”.
وخلص السويح إلى أن “هاته القمة ستؤشر إلى مزيد من العزلة لجبهة البوليساريو التي يبدو أن المنظومة العالمية بتباين مصالحها تفرض إعادة الحسابات التي قد تدفع إلى إفراغ جدوى عضوية البوليساريو في الاتحاد الإفريقي من كل شرعية وفشل مشروعها الانفصالي بمرور الزمن”.
المصدر: هسبريس