مراسلون بلا حدود.. إلا في الكيان
ارتقى مصور قناة الجزيرة سامر أبو دقة وزميله وائل الدحدوح يصاب بجروح في محاولة لحجب صور المحرقة التي يتعرض لها سكان قطاع غزة.
عشرات الصحفيين لقوا مصرعهم منذ بداية العدوان النازي، والهدف واضح منع وصول معاناة المدنيين وفرض تعتيم شامل لما آل إليه القطاع من دمار.
فعشية الهدنة الإنسانية، قالت يومية نيويورك تايمز، أن الرئيس الأمريكي العجوز جو بايدن، قال في اجتماع مغلق أن صور الدمار التي ستنقلها وسائل الإعلام ستلعب دورا هاما في تأليب الرأي العام العالمي.
واستهداف الشهيد سامر أبو دقة ووائل الدحدوح بكل تأكيد مدبر وهدفه ثني قناة الجزيرة التي يجب الاعتراف تحدت كل العراقيل، وواصلت نقل أول بأول كل ما يجري في مختلف أنحاء غزة.
وليس مستبعد أن يتم استهداف صحفيين آخرين في فادم الأيام، فاصرار النازي النتن ياهو مواصلة الحرب رغم تحفظ واشنطن يستوجب تقليل الصور المروعة التي تصل العالم.
المحرقة التي يتعرض لها الصحفيون في غزة، أسقطت هي أيضا الأقنعة عن المنظمات التي تدعي الدفاع عن حرية التعبير والصحفيين، ففي وقت يتساقط فيه أصحاب القلب في ميدان الشرف في غزة تروج منظمة مراسلون بلا حدود عبر صفحتها في فايسبوك لحملة للدفاع عن صحفية من روسيا البيضاء واتسمت مناشيرها عن صحفيي غزة بـ”الاحتشام” وغاب ممثلوها عن بلاطوهات القنوات التلفزيونية وفي مقدمتهم رئيسها بيار هاسكي.
فرغم ما يحدث من تقتيل لرجال الإعلام في غزة لم تباشر هذه المنظمة بأي إجراء ولا تجمع ولا نشاط عمومي كما اعتادت عليه واكتفت بعد الصحفيون الذي يتوفون، حسب معاييرها (13 أثناء أداء مهامهم و56 خارج أوقات العمل)، فعودتنا على تنظيم احتجاجات في ساحات عامة بشعارات قوية وتمثيليات لأفواه مكمومة لما يتعلق الأمر بصحفيين في بعض الدول أما في دولة الاحتلال “لا عين شافت ولا أذن سمعت”.
والأمر ينطبق على باقي المنظمات التي ظهرت أنها بيادق في أيدي نظام عالمي يسيطر عليه اللوبي اليهودي طولا وعرضا.
فلا تصدعوا رؤوسنا مستقبلا بشطحاتكم حول حرية التعبير وحرية الصحافة.