مؤسسة “فوسبوكراع” تضع “خارطة طريق” للتنمية المستدامة بالأقاليم الجنوبية
خلُص التقرير السنوي لأنشطة مؤسسة “فوسبوكراع”، التابعة لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، لعام 2022 إلى أن المؤسسة وضعت “خارطة طريق” تتميز بـ”خيارات استراتيجية شُجاعة جرّيئة”، مما يضمن “تعزيز التزامها بالتنمية المستدامة” بمختلف أقاليم الجهات الجنوبية الثلاث، وذلك منذ إنشائها عام 2014.
“اتساق ونجاعة”
التقرير الصادر عن المؤسسة، وهو بمثابة تقييم لحصيلة إنجازاتها خلال عام 2022، أبرز أنها تُركز على “الاتّساق والفعالية والنجاعة”، باعتبارها “تدابير هامة وذات معنى لتحسين فهم القضايا الرئيسية التي تواجه المناطق الجنوبية والاستجابة لها”.
كما لفتت الوثيقة، التي توصلت جريدة هسبريس الإلكترونية بنسختها الكاملة، إلى أن “مؤسسة فوسبوكراع واصلت خلال السنة المنصرمة تعبئة مواردها لدعم البحث العلمي التطبيقي، وقضايا التعليم/ التربية، وكذا ريادة الأعمال والمشاريع الاستثمارية”، مسجلة أنها “إجراءات تستند كلُّها إلى منظور الاستدامة”.
وذكر التقرير السنوي أن المؤسسة عمَدَت خلال سنة 2022 إلى إنشاء “لجنة تتبع علمية (Comité de Suivi Scientifique) مكلَّفة بتقييم المشاريع البحثية المموَّلة والنهوض بها قصدَ تطويرها”، مبرزا أن ذلك “يضمن مَلْمُوسية وفِعليّة المبادرات وتسهيل تحويلها إلى مشاريع قابلة للتطبيق والاستمرار ذاتِ تأثيرٍ حقيقي”.
التعليم.. “جهود تخدُم التفوق”
بالإضافة إلى ما سبق، كثفت مؤسسة “فوسبوكراع” جهودها غير الفاترة في مجال التربية التعليم، محددة هدف “تعزيز التفوق الأكاديمي ونظام تعليمي ذي أداء قوي في الجهات الجنوبية للمغرب”.
ومن خلال ربطها “شراكات استراتيجية” مع منظمات مثل جمعية “الصحراء والفلك” وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، يرصد التقرير، الذي جاء في قرابة 60 صفحة، وضْع المؤسسة “برامج مختلفة تهدف إلى تنمية مهارات الطلاب، وتعزيز التفوق الأكاديمي، وتوفير فرص جديدة للشباب”.
كما لم يفت التقرير التذكير بأن المؤسسة “نَـفّذتْ مبادرات استراتيجية لتعزيز فرص الحصول والولوج إلى التعليم العالي والاستفادة المُثلى من فرص النجاح” للطلبة المنحدرين من الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وزاد باسطا معطيات رقمية دالة محققة برسم عمل المؤسسة وأنشطتها لعام 2022: “استفادت ثلاث مدارس ثانوية من رعاية المؤسسة ودعمها من خلال برنامج رعاية التلاميذ في العيون”، مضيفا أنه “فيما يتعلق بهذا المشروع تم دمج 113 من تلاميذ وتلميذات المدارس الثانوية في “نادي التميز”، بينما استفاد 1500 طالب وطالبة من “منتدى التوجيه”، مما عَـضَّدَ التزام المؤسسة وانخراطها لصالح قضايا التعليم”.
وتابع التقرير في هذا الشق التعليمي أنه “بتعاون وثيقٍ مع المعهد العالي للعلوم البيولوجية وشبه الطبية، التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، وضعت مؤسسة “فوسبوكراع” برنامجًا لدعم تلامذة شباب بالمدارس الثانوية في جهة العيون الساقية الحمراء للولوج إلى سلك الإجازة المهنية في مهن التمريض”. وأبرز أن “هذه المبادرة تروم ضمان اندماجهم المهني في قطاع من قطاعات المستقبل الواعدة”، مشيرا إلى أن “النتائج كانت ملموسة حين تقديم تكوين “الإجازة المهنية في مهن التمريض” في 17 مدرسة ثانوية تأهيلية (40 مرشحًا ترشحوا لمباراة الولوج، نجَحَ منهم 15 مرشحاً)”.
تعزيز “كفاءة حاملي مشاريع”
في عام 2022 بصمَت المؤسسة ذاتها “قرارا استراتيجيا رئيسيا” من خلال “تعزيز برنامجها الذي يهدف إلى تطوير مهارات قادة وحاملي المشاريع الشباب وكذا التعاونيات والجهات الفاعلة في المنظومة المحلية لريادة الأعمال”.
وتم وفق حصيلة المؤسسة، في إطار “برنامج ريادة الأعمال المبتكِرة”، تجسيد 152 نموذجا اقتصادياً للأعمال، مما أثمرَ إنشاء 66 شركة خلال السنة ذاتها.
ريادة الأعمال النسائية
قام برنامج “ريادة الأعمال النسائية” (Women Entrepreneurship) بتدريب وتكوين 147 امرأة من خلال 84 ورشة عمل، مما تطلب “190 ساعة من التداريب”.
وقد أدت هذه الجهود، حسبما ورد في التقرير السنوي، إلى تصورات تهم 64 “فكرة مشروع”. أما بالنسبة لبرنامج Scaleup””، فقد استفادت 72 شركة من الدعم، وعُقدت 36 ورشة عمل جماعية مع 56 جلسة تدريب.
في الوقت نفسه كان “برنامج تنمية وتطوير المهارات” (Programme Développement des Compétences) مساهما عبر 72 دورة تدريبية مهنية، تضمنت تدريب 350 من رواد الأعمال والأجراء، بالإضافة إلى تنفيذ برنامجَين للتوجيه والإرشاد (programmes de mentorat).
في سياق متصل، شهد “برنامج تعزيز الابتكار التكنولوجي” التابع للمؤسسة نشاطاً “مستداما” طيلة عام 2022، مع “تنظيم 4 أنشطة مخصَّصة لتعزيز الابتكار”. وقد أسفرت هذه المبادرة عن تحقيق وتجسيد واقعي لـ10 نماذج تكنولوجية، ودعم 8 شركات في اعتماد تقنيات جديدة، بالموازاة مع نسْج المؤسسة خيوط “شراكتيْن مع معاهد البحوث”.
“دعم التعاونيات القطاعية”
عنصر “دعم التعاونيات القطاعية” تنسحب عليه بدوره دينامية متجددة أيضا خلال 2022، حيث سجلت المؤسسة في تقريرها كجُزء من برنامج “INFARMER” مرافقَتَها ومواكبتَها لـ31 مستفيدا من قطاع “التكنولوجيا الزراعية أو الفلاحة الرقمية”. إضافة إلى أنها “قدّمت التكوين إلى 20 تعاونية في قطاع النسيج وأطلقت 4 دورات تدريبية إشهادية (تسليم شواهد)”. أما فيما يتعلق بدعم الهياكل التمويلية مبادرات “Moubadarat”، فقد نجحت المؤسسة في تمويل 21 مشروعاً، في حين “يتم تقييم 45 مشروعا آخر قصد مواكبتها”.
ومن أجل “تعزيز مرونة الزراعة المالحة والمستدامة” أنشأت المؤسسة 11 منصة تجريبية موزعة على مناطق مختلفة من الجنوب عام 2022. كما ساهمت في تدريب أكثر من 100 مُزارِع وفلاح في الحقول.
وخلص التقرير إلى أنه “بفضل استراتيجية محكَمة التصميم أدت هذه المبادرات إلى مردودية تصل إلى 75 طنا في الهكتار، وقد أصبحت ممكِنةً من خلال إدخال أصناف زراعية جديدة واستخدام خليط عالي الإنتاجية”.
المصدر: هسبريس