تقرير تلفزي حول “السمارة المغربية” يؤجج سعار جبهة البوليساريو في ألمانيا
انتقد تنظيم البوليساريو، المدعوم من الجزائر، سياسة مؤسسة “دويتشه فيله” الإعلامية الألمانية، التي نقلت في أحد برامجها الأوضاع في السمارة المغربية بعد التفجيرات الإرهابية التي مست أحياء سكنية.
وقالت الجبهة، من خلال ما يسمى “ممثليتها في ألمانيا”، إنها “تشعر ببليغ القلق تجاه التقرير التلفزي الذي أعدته الصحيفة الألمانية حديثا بخصوص مدينة السمارة، وبشكل عام عن جل التقارير التي تعدها شبكة دويتشه فيله حول قضية الصحراء”.
وأورد المصدر ذاته أن “المؤسسة الألمانية كانت تسعى للتحيز إلى الجانب المغربي، من خلال وصفها في البرنامج مدينة السمارة على أنها مغربية”، حسب تعبيره.
وعرج بيان البوليساريو على برامج المؤسسة الألمانية، آخرها الذي تطرق إلى وجود تعاون عسكري بين البوليساريو وإيران برعاية جزائرية، قائلا إن “أحد البرامج حاول فيه أحد الصحافيين إبراز علاقة بيننا وإيران دون تقديم أي أدلة”.
ودعت “قيادة الرابوني”، التي تتحكم في وسائل الإعلام في المخيمات بدعم جزائري، مؤسسة “دويتشه فيله” الألمانية إلى “التحلي بالمهنية”.
ويأتي غضب جبهة البوليساريو في سياق توجه إعلامي دولي للتخلي عن الأطروحة الانفصالية، إذ تسعى عديد من القنوات التلفزيونية إلى الاعتماد على خريطة المملكة كاملة، ووسائل إعلام أخرى تسعى للكشف عن حقيقة النزاع والأوضاع المزرية في المخيمات.
وتزامنا مع أحداث مدينة السمارة التي عرفت حالة وفاة واحدة وثلاثة إصابات متفاوتة، تؤكد الجبهة الانفصالية تبنيها للهجوم الإرهابي، سواء من خلال تصريحات قيادييها المتفرقة، أو الارتباك الحاصل في دعايتها الإعلامية المدعومة من النظام الجزائري، واليوم بانتقادها للصحف الأجنبية في تغطيتها لهذا العمل الإرهابي.
في هذا الصدد، يرى محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن “ما تقوله الجبهة لا يتعدى أن يكون مرافعة سياسية لم تستطع من خلالها نبذ الاتهامات الموجهة إليها في علاقتها بإيران”.
وأضاف سالم عبد الفتاح، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الاتهامات الموجهة إلى البوليساريو تتصاعد من خلال العديد من التقارير الدولية التي تبين وجود تعاون جزائري إيراني لتوظيف الجبهة ضد المملكة المغربية”.
واعتبر المتحدث ذاته أن “هناك تقاطعا واضحا في الأجندة بين الجزائر وإيران بخصوص المنطقة، إذ يوفر قصر المرادية غطاء آمنا لتحرك الجبهات الإرهابية المسلحة والتابعة لإيران في منطقة الساحل”.
وزاد أن “طهران تحاول تحقيق إنزال سياسي ديبلوماسي وثقافي في هاته المنطقة، من خلال استهداف الأمن الروحي للبلدان المغاربة، عبر السعي لنشر المذهب الشيعي، واستغلال هذا العامل الديني والثقافي والاقتصادي كحصان طروادة في محاول لاختراق هاته البلدان، وضرب أمنها واستقرارها بتوظيف ميليشيات مسلحة انفصالية”.
وشدد سالم عبد الفتاح على أن “إيران تعول على جبهة البوليساريو من أجل ضرب استقرار المملكة المغربية، عبر خلق تيار حوثي جديد في المنطقة”.
المصدر: هسبريس