اخبار السودان

سرية رسائل السياسة تفضح ميل الهوى

سرية رسائل السياسة تفضح ميل الهوى

زين العابدين صالح عبد الرحمن

طلبت قيادة قوى الحرية والتغيير المركزي من رئيس دولة جنوب السودان أن يكون همزة الوصل بينهم والقائد العام ورئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد ميليشيا الدعم، في سعيها لوقف الحرب، دون أن تفصح عن أي برنامج أو رؤية تريد أن تتفاوض عليها مركزية قحت مع الجيش والمليشيا.

وأيضا في اللقاء الذي كانت قد عقدته قيادتها مع توت قلواك المستشار الأمني لرئيس دولة جنوب السودان في جوبا قال رئيس الوفد عمر الدقير أنهم سوف يقدمون مشروعا للحل بهدف وقف الحرب إلى دولة جنوب السودان، لكي تطلع عليه، وقال الدقير في الاجتماع إنهم سوف يطرحون المشروع إلى اجتماع الجبهة المدنية العريضة “تقدم” ثم بعد ذلك تطرح للشعب، ومن خلال هذه المقولات تكون قد حددت “قحت المركزي” أولوياتها في برنامج سعيها لوقف الحرب.

في ذات اللقاء؛ قال توت؛ إنهم بالفعل يريدون الاطلاع على هذا المشروع لكي يطرحونه على بقية القوى السياسية كمسودة للتفاوض، باعتبار أن دولة جنوب السودان تريد أن تقوم بمهمة تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية السودانية، وقال نائب وزير الخارجية لجنوب السودان رمضان محمد عبد الله إنهم لا يريدون تأسيس منبر آخر إضافة للمنابر الموجودة أصلا، ولكنهم يدعمون المنابر القائمة “جوبا الإيقاد” وبالتالي تكون زيارة “قحت المركزية” لدولة جنوب السودان الهدف الجوهري منها هو السعي من أجل توسط الرئيس سلفا كير لكي يلتقوا بالبرهان وحميدتي، بهدف التحاور معهما لوقف الحرب كما جاء على لسان الدقير في المؤتمر الصحفي.

ويصبح هناك سؤلان: الأول لماذا قحت تجعل الشعب دائما في ذيل أجندتها وهي درجت دائما أن تتحدث باسمه وآخر من تقدم له رؤيتها بالحل؟ الثاني هل “قحت المركزي” تريد الرجوع مرة أخرى لذات اجندة “الاتفاق الإطاري” والحوار مع الذين كانوا مشاركين فيه مع إبعاد “المؤتمر الشعبي وانصار السنة” حسب ما جاء في بيان اجتماع القاهرة “الثاني” إبعاد هؤلاء من أي حل يخص المشكل السوداني.

أليس من الأفضل أن تطرح “قحت المركزي” للشعب وكل المهتمين بشأن السوداني الرؤية التي تريد أن تتحاور على ضوئها مع البرهان وحميدتي، حتى يتعرف الشعب ما هي الخيارات المطروحة وأولوية الأجندة.

قبل 15 إبريل كانت الأولوية عند قحت “استلام السلطة” لذلك كانت تردد قياداتها أنها لا تريد أن تغرق العملية السياسية، وهذه شكلت لها عقبة لعدم أتمام الصفقة، فهل ماتزال تحمل ذات المشروع الذي أدى إلى الحرب، أم أن لها رؤية جديدة تقدم في أجندتها عملية التحول الديمقراطي، وهي رؤية تحتاج إلي أدوات مغايرة عن سابقتها. ومعرفة التغيير في الأجندة، عندما تقدم قحت رؤيتها للشعب سوف تحاسب بموجبها.

القضية الأخرى؛ أثارها طه عثمان في المؤتمر الصحفي عندما تحدث عن “ميليشيا الدعم” حيث قال “إن الجيش يذهب للثكنات، أم مليشيا الدعم هي قوى عسكرية ولكن لها قاعدة اجتماعية عريضة كيف نتعامل معها” الأمر الذي يؤكد أن قحت المركزي ماتزال مقتنعة بعودة الميليشيا لذات موقعها السابق، وبالتالي تطرح أسئلة معروفة الإجابة عليها سلفا عندما يطالب الكل أن يكون هناك جيشا واحدا في السودان، وكل الحركات المسلحة تخضع لترتيبات أمنية، أن يجند الذين يتوافقون مع معطيات القوات المسلحة حسب قانونها، والبعض يسرحوا ومع تقديم بعض الدعم المالي، وقيادات الحركات إذا راغبة في العمل السياسي تتحول إلى أحزاب سياسية، لكن لا يمكن تقديم أي استثناءات لقوى مسلحة لكي تحتفظ بسلاحها ومقاتليها، هل قحت تريد في ذلك شرحا.

مثل هذه الأسئلة حقيقة تضع قائلها موضع الشك…! معنى ذلك أن قحت تريد أن تساوم في الحل على بقاء الميليشيا عسكريا، الأمر الذي يؤكد أنها لم تغير أجندتها السابقة 15 إبريل 2023م، وهذه تصبح معضلة. وعلى قيادتها أن تطرح رؤيتها للحل للشعب. باعتبار أن الشعب ربما يكون له رأيا مؤيدا أو مخالفا. نسأل الله حسن البصيرة.

[email protected]

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *