اخبار المغرب

ندوة علمية تحذر من “المنشورات المزيفة”

ناقشت ندوة علمية دولية احتضنتها كلية العلوم بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، الخميس، بمشاركة باحثين من دول مختلفة، موضوع “المجلات والمؤتمرات المخادِعة: جسر نحو نزاهة البحث الأكاديمي وجودة التّعليم بالمغرب”، في إطار رفع مستوى الوعي وتمكين الباحثين الشباب في مواجهة الممارسات الضارة في النّشر الأكاديمي.

واستهلّت النّدوة العلمية بكلمات افتتاحية ألقاها كلّ من عبد الله مير، عميد كلية العلوم، وحميدو الوردي، مدير قطب دراسات الدّكتوراه بجامعة مولاي إسماعيل، إلى جانب اللجنة المنظّمة، وتطرّقت أساسا إلى مختلف الجوانب المتعلّقة بالموضوع، من حيث الممارسات غير الأخلاقية لبعض المجلّات المخادِعة (أو المفترسة)، وتأثيراتها الضّارة على ميدان البحث العلمي والمشهد الأكاديمي عمومًا.

وضمن أشغال الندوة ذاتها ألقى باولو كروسيتو، وهو باحث أول متفرغ في INRAE (المعهد الوطني لبحوث الزراعة والأغذية والبيئة) في غرونوبل بفرنسا، مداخلة قدّم من خلالها تحليلاً كميًا حول النشر العلمي تحت الضغط، متطرقّا إلى التحديات الحالية التي تواجه الباحثين.

وفي السّياق ذاته، قدّم كلّ من محمد بوعشرين، أستاذ في قسم الكيمياء بكلية العلوم بجامعة مولاي إسماعيل ورئيس فريق البحث “نمذجة المواد والبيئة” بمختبر LASMAR، ونبيل بنعمر وبلخير الحموتي، معطيات بخصوص “مقاييس النشر العلمي وطرق تحقيقها؛ التحايل على المجلات المفترسة”.

من جانبه، ألقى فنسنت لاريفيير، أستاذ في كلية علوم المكتبات والمعلومات بجامعة مونتريال، الحائز على جائزة اليونسكو للعلوم المفتوحة، ونائب رئيس الجامعة للاتصالات والتخطيط الإستراتيجي، الضوء على “الإستراتيجيات التي يستخدمها الناشرون المفترسون لإضفاء الشرعية على ممارساتهم الضارة في نشر المقالات المزيّفة التي لا تستجيب لمعايير البحث العلمي”.

بعد ذلك، قدم أنيس مؤمن، أستاذ بمختبر العلوم الهندسية بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، دراسة حالة مؤثرة عن الجامعة ذاتها، مبينا “التأثير الضار للمجلات المفترسة على سمعة الجامعة؛ الجامعات المغربية نموذجا”.

وأخيرًا، ألقى غيوم كاباناك، أستاذ علوم الكمبيوتر والباحث المتخصص في الكشف التلقائي عن المنشورات العلمية المشتبه في احتيالها، حول “العلم الزائف”، مداخلة قدم من خلالها رؤية عالمية للأخطاء وسبل مواجهة هذه الممارسات المضللة.

وفي تصريح لهسبريس، قال منسّق النّدوة الحسين بويعمرين، أستاذ باحث في كلية العلوم بمكناس: “إن موضوع النّدوة يكتسي أهمية بالغة في الساحة العلمية، لكن رغم ذلك مازال لم يحظَ بما يستحقّه من اهتمام في المغرب، لذلك حاولت هذه الندوة مقاربة موضوع ‘المنشورات المزيّفة’ من مختلف جوانبه، مع تسليط الضّوء على بعض التفاصيل بالاستعانة بتجارب متخصّصين على المستوى الدّولي، في إطار التّعريف به للرقيٍ بالبحث العلمي الأكاديمي الخالص في بلادنا”.

وأضاف المتحدّث ذاته: “غالبًا ما تستخدم هذه المجلات أو الناشرون تقنيات تسويق قوية، مثل رسائل البريد الإلكتروني غير المرغوب فيها أو الإعلانات المستهدفة، لجذب المؤلفين؛ ورغم افتقارهم إلى المؤهلات المناسبة أو الاهتمام الحقيقي بتحسين جودة المقالات العلمية فإنهم يعطون الأولوية للربح المادي وتحقيق أهداف النشر الخاصة بهم”.

وهذه الندوة، يتابع بويعميرن، “هدفت بالأساس إلى تدريب وتمكين الباحثين الشباب من خلال تسليط الضوء على الممارسات الأكاديمية المفترسة؛ كما تم اعتبارها كمنصة للتنديد بهذه التصرفات غير الأخلاقية، من خلال توفير وجهات نظر الخبراء عالميا في الحقل العلمي الأكاديمي”.

وشدّد منسّق الندوة على أنّ “الباحثين الناشئين يجب أن يتزوّدوا بالمعرفة والأدوات اللازمة في رحلتهم العلمية من أجل القضاء على تصرّفات هؤلاء النّاشرين المتفرسين، وتحديد ومكافحة السلوك المفترس في النشر الأكاديمي من أجل حماية النزاهة الأكاديمية، مع مساعدة المؤلفين على اتخاذ قرارات مستنيرة في ما يتعلق بنشر أعمالهم”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *