حلم الشباب يتحقق بعد الستين.. مدرس بالمعاش في المنيا يحصد المركز السادس بالبطولة العربية لكمال الأجسام- صور
03:53 م
الأربعاء 22 نوفمبر 2023
المنيا جمال محمد:
“العمر مجرد رقم والحلم ما بيموتش”.. لسان حال أحمد مصطفى، مدرس وموجه اللغة الإنجليزية بمحافظة المنيا، والذي حقق حلمه بخوض أول بطولة رسمية لكمال الأجسام، وحصل على المركز السادس منذ أيام قليلة، ليحقق ما لم يحققه في شبابه، ويُرضي طموحه.
عاش المدرس سنوات طويلة يمارس فيها الرياضة بشكل منتظم خلال فترة الشباب، وكان يحلم بأن تسنح له الفرصة ليبذل مزيد من طاقته لتحقيق ميدالية ولو صغيرة، ولكن شغلته الحياة العملية في مهنة التدريس، وظل يتنقل من دولة لثانية، حتى عاد واستقر في مصر، وفور خروجه للمعاش، عاد لحلمه القديم للتفرغ للرياضة بقصد الحصول على صحة جيدة، ولكن ساقه القدر لخوض أول بطولة رسمية والفوز بميدالية فيها.
يقول أحمد مصطفى، 62 سنة، موجه لغة إنجليزية بالمعاش، إن تلك البطولة أولى بطولاته الرسمية في حياته بعد البطولات الطلابية التي كان يدخلها أثناء دراسته بالجامعة خلال فترة الشباب، إذ كان يعتاد منذ الصغر على لعب السباحة والعدو، وعقب انتهاء فترة دراسته الجامعية، اندمج في الحياة العملية، وكذلك الالتحاق بالجيش كضابط احتياطي وأنهى فترة خدمته في عام 1986، ليسافر بعدها إلى اليمن عدة سنوات، ثم عمان لنحو 15 عامًا تقريبًا، وابتعد طوال تلك السنوات عن الرياضة إلا ممارستها بشكل طفيف، إلى أن عاد لمصر منذ عدة سنوات واستقر فيها مجددًا.
“المعاش كان نقطة تحول علشان أرجع للرياضة من تاني وأحقق حلمي”.. هكذا يستكمل موجه اللغة الإنجليزية حديثه لـ”مصراوي”، إذ عاد لممارسة الرياضة بانتظام في العامين الأخيرين بعد خروجه للمعاش، ووجد مُدربه يُطلق مسابقة في شهر رمضان الماضي للتخسيس، وقرر المشاركة فيها أمام عشرات المشاركين، وفقد بالفعل من وزنه الكثير، إلى أن ظهر بفورمة جيدة مع الانتظام في اللعب داخل صالة رفع الأثقال، حتى طلب منه المُدرب صبري سلامة، أن يفكر بجدية في المشاركة في البطولة العربية المقامة بالإسكندرية لكمال الأجسام لفئة فوق الستين.
وبعد محاولات عديدة اقتنع المدرس وبالفعل بدأ يكثف من تدريباته ونظامه الغذائي وسحب المياه من الجسم، إلى أن وصل لوزن 75 كيلو جرام عند انطلاق البطولة، التي أقيمت من 17 حتى 19 نوفمبر الحالي، وقدم عرضا جيدًا فيها وحصل على المركز السادس.
وناشد مصطفى جميع الشباب بممارسة الرياضة، وعدم التراجع فيها والانخراط في العمل على حسابها، لأن فترة الشباب هي كنز حقيقي لتحقيق الطموحات، مؤكدًا أن الرياضة “مجال مغري” بحسب وصفه، ومن يعشقها لن يتركها مهما تقدم في السن.