اخبار المغرب

إسرائيل تستبيح الدم الفلسطيني .. والتطبيع العربي “غير مشرّف”

إسرائيل “سيكولوجيا سادية بالغة التعقيد، وخلطة هجينة من أقوام خُلاسيين ومأجورين من كل فجّ، لا يعلم أحد أصلهم وفصلهم ولا جيناتهم وفصائلهم الدموية”، لا يجمع ساكنتها إلا الولوغ “في الدم الفلسطيني المستباح”، وفق الناقد نجيب العوفي.

هذا الولوغ يدعمه دهاقنة “الإمبريالية المتوحشة” القائلين: (ولو لم تكن إسرائيل موجودة، لخلقناها)، منذ “اللورد بلفور إلى اللورد بايدن”، ولو صرخت المفارقات: “تؤازر الإمبريالية الغربية في الساعة الخامسة والعشرين وبكل العدّة والعتاد معاناة أوكرانيا، وتضرب صفْحا عن معاناة أكثر من 75 سنة كالحة وفادحة من معاناة فلسطين والفلسطينيين (…) ولا تسأَلْ هنا عن هيئة الأمم المتحدة، فهي مُلحقة إدارية للولايات المتحدة”.

أما في الجانب العربي، كتب العوفي: “إن النفس لتذهب حسرات، جرّاء هذا التطبيع العربي الشقي الناتج عن (وعي شقي) بتعبير عبد الكبير الخطيبي”، وهو “تطبيع غير مشرّف بتاتا لأي مواطن عربي، مع الأبارتايد الإسرائيلي الصهيوني الذي يعْتاش على أساطير العهد القديم”، قبل أن يختم منبها إلى مقصد “إسرائيل من النيل إلى الفرات”، قائلا: “ونارُ جارك، أكيدٌ ستصل إلى دارك”.

هذا نص مقال نجيب العوفي “التطبيع والأبارتيد”

في كتابه الجريء (موسى والتوحيد) يطرح سيغموند فرويد رأيا تاريخيا راديكاليا، مفاده أن موسى لم يكن عبرانيا بل كان مصريا، وأن أتباعه اليهود هم من قتله.

وما يهمّنا من هذا الطرح الفرويدي الجريء لعالم يهودي الأرومة، أن غريزة القتل مركوزة في الجينات اليهودية منذ “العهد القديم” مرورا بيهوذا الإسخريوطي وحكايته مع المسيح، إلى شواهد التاريخ والأدب التي يزخر بها الأرشيف والبيبليوغرافيات والتواريخ المَقصية والمنسية..

وما جرى ويجري الآن، على الأرض الفلسطينية المحتلة، ليس إلا استمرار لمسلسل دموي عبري لا يرتوي.

ويبدو الفلسطيني “سيزيف” العصر الذي حمل الصخرة منذ عام النكبة 1948.

ولا تزال الصخرة الكؤُود تُبهظ كاهله وتتدحرج به إلى الآن.

ولهذا السيزيف الفلسطيني أن يجأر بلسان علي محمود طه.

أخي جاوز الظالمون المدى / فحقّ الجهاد وحقّ الفدا

أنتركهم يغصبون العروبة / مجد الأبوّة والسؤددا

وليسوا بغير صَليل السيوف / يُجيبون صوتا لنا أو صدى

ولقد بلغ السيل الدموي الإسرائيلي الصهيوني مداه. ولم يَشفِ الدمار والقتل من عُلوّ، من الراجمات المدمّرات، غيظه وعُقده وسيكولوجيته التاريخية الدموية المريضة.

وإسرائيل بالمناسبة، سيكولوجيا سادية بالغة التعقيد، وخُلطة هجينة من أقوام خُلاسيين ومأجورين من كل فجّ، لا يعلم أحد أصلهم وفصلهم ولا جيناتهم وفصائلهم الدموية.

فقط، هم منذورون للولوغ في الدم الفلسطيني المستباح.

إن الحقد الإسرائيلي الصهيوني، بعبارة، يريد أن يرى الفلسطيني مصلوبا على الصليب، كنبي الله عيسى الذي سفكوا دمه، في سردية إخوتنا المسيحيين.

وأهل عيسى هذه المرة، هم الذين يضربون صفحا عن التاريخ، ويتنادون للدفاع عن يهوذا الإسخريوطي، لأنه المفيد دائما، في المكر السياسي العالمي، وحصان طروادة في مصالح القوم الاقتصادية والسياسية واللوجستيكية والاستراتيجية…

(لو لم تكن إسرائيل موجودة، لخلقناها)، هكذا يُصرّح جهارا نهارا، دهاقنة الإمبريالية المتوحشة منذ اللورد بلفور إلى اللورد بايدن.

هكذا يبدو المشهد التراجيدي الأسود فاقعا فاجعا أمام أنظار العالم.

مع السيل الإسرائيلي الصهيوني الموتور في الإبادة المتوحّشة للشعب الفلسطيني فوق أرضه، في أكبر وأخطر أبارتايد “لا تاريخي” باركته ورعته “القوى العظمى” المتنافسة دوما على خرائط وقنائص العالم، مع هذا السيل الصهيوني الكدر، تُنزع الأقنعة تماما، ويبدو المشهد رهيبا عاريا وتعيسا على مرأى ومسمع من شعوب هذا العالم الخاضعة رغم أنفها، لهيمنة ونرجسية وانحطاط الضمير الأخلاقي والإنساني لقادة القوى العظمى المتسلطة، حارسي الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان والحيوان.

فكيف ترى يدافع الحيوان عن الإنسان؟

وأين هي حلقة داروين المفقودة، بين الإنسان والحيوان؟

والمفارقة المُبكية المُضحكة، أنْ تؤازر الإمبريالية الغربية في الساعة الخامسة والعشرين وبكل العدّة والعتاد معاناة أوكرانيا، وتضرب صفْحا عن معاناة أكثر من 75 سنة كالحة وفادحة من معاناة فلسطين والفلسطينيين.

ولا تسألْ هنا عن هيئة الأمم المتحدة، فهي مُلحقة إدارية للولايات المتحدة.

وها هي ذي فلسطين، تتألم.

ها هي ذي تتكلم.

وإن النفس لتذهب حسرات، جرّاء هذا التطبيع العربي الشقي الناتج عن (وعي شقي) بتعبير عبد الكبير الخطيبي.

تطبيع غير مشرّف بتاتا لأي مواطن عربي، مع الأبارتيد الإسرائيلي الصهيوني الذي يعْتاش على أساطير العهد القديم، وعلى استيهامات وأوهام وضغائن (بروتوكولات حكماء صهيون)

إسرائيل من النيل إلى الفرات

فهل يفْقه أبناؤنا الحُكام العرب، من الجيل الجديد، جيل العولمة وما بعد الكولونيالية والحداثة، هذه الدروس والعبر، أم أن على قلوب أقفالها؟

وها نحن على أرض الواقع، وجها لوجه مع أشرس أبارتايد صهيوني إمبريالي لإبادة شعب شرعي مقهور مغلوب على أمره، غالب بجهاده واستشهاده.

ونارُ جارك، أكيد ستصل إلى دارك.

وصدق شاعرنا العربي زهير بن أبي سلمى:

وما أدري وسوف إخالُ أدري / أقوْمٌ آلُ حصن أم نساء.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *