اخبار السودان

مس عيون أدركتني فيه العناية والرعاية!!

الكاتب عيسى إبراهيم

ركن نقاش

عيسى إبراهيم

مس عيون أدركتني فيه العناية والرعاية!!

** قبل فترة ظهرت مراكز تدريبية على مهنة الصيدلة لمدة ستة أشهر وقد علمت ممن أثق فيه أن السلطات الرسمية في العام الماضي 2022 منعت وصفت هذه المراكز وجعلت ممارسة المهنة قاصرة على خريجي كليات الصيدلة فقط (ست سنوات دراسية) وهناك دوريات رقابة صارمة تبذل جهدها لضبط أمور عمالة الصيدليات.

** ذات مرة (وقبل أعوام تطاولت) كنت أعاني من مشكلة في عيوني لجأت إلى إحدى الصيدليات طالباً مس عيون [وقبل أن استرسل في الحكي اعترف أن هذا السلوك نفسه خطأ فالأصل مهما أجدنا وصف الحالة للصيدلي فهو ليس الجهة المختصة وإنما الجهة هي طبيب العيون الاختصاصي إذ هو من يحق له الكشف وتحديد العلة وتوصيف الدواء المناسب] فقدمت لي إحدى العاملات بالصيدلية صباعاً و(فللي) إلى المنزل وقدمت الصباع إلى زوجتي لتعمل على إلحاق المس بعيوني (وحسب مداومتها مع أطفالها) قالت لي: دا ما مس.. استغربت وقلت لها بإصرار: أنا جايبو هسع من الأجزخانة.. أصرت على إجابتها ورفضت أن تقوم بمسه لعيوني بحجة أن صباع المس له رأس مدبب وهذا ليس كذلك.. اهتميت بملاحظتها ونهضت لاستجلي الأمر من (النشرة المرفقة) وهالني أن اكتشفت في التحذير منع اقترابه من العيون .. حمدت الله وزوجتي وضمرت أن أفرج الناس على تلك العاملة بالصيدلية!!..

** في صبيحة اليوم التالي وأنا في طريقي لمكان عملي ذهبت رأساً إلى الصيدلية المعنية وقدمت للبنت محتجاً على فعلتها وأنها لولا لطف الله وعنايته ونباهة زوجتي وفطنتها إلى شكل الصباع الحقيقي لكنت أعمى مقاداً برفيق فامتصت البنت غضبي باستسلامها ولعلها من خريجات تلك المراكز التي علمت أن السلطات المختصة أغلقتها ومنعت توظيف غير خريجي كليات الصيدلة المؤهلين..

** وحتى نتخلص نحن أيضاً من عادتنا غير العلمية بلجوئنا للصيدلي لصرف الدواء اختصاراً لصاحب الشأن الطبيب المختص نطلب من أطبائنا مراعاة فروق الجيوب من الوصول إليهم واختصارهم (زي ما فيش) ألا يتمادوا في رفع رسوم مقابلاتهم بتلك الطريقة فمرتباتنا تتضاعف بمتوالية حسابية ومقابلاتهم تتضاعف بمتوالية هندسية حيث يجبرنا ذلك على اللجوء إلى أخف الضررين الصيدلاني لا الطبيب (أبو مقابلة غالية) ولعله اتضح الآن أن أخف الضررين الطبيب (البي غلاتو يضوقك حلاتو)!!..

[email protected]

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *