حركات بلا قوات !! السودانية , اخبار السودان
صباح محمد الحسن
بعد مرور سبعة أشهر على الحرب قتل فيها أكثر من عشرة ألف سوداني ونزح بسببها سبعة ملايين، بعد كل المعارك بكافة هزائمها وخيباتها وخسارة طرفي الصراع على الأرض وخيارهم للتفاوض وبعد أن أرسل الجيش وفده إلى جدة، خرجت الحركات المسلحة لتمارس لعبة (الإستهبال) السياسي من جديد لتعلن خروجها من موقف الحياد والإنحياز إلى الجيش في بيان قالت فيه: إن السبب لانحيازها هو تزايد الإنتهاكات التي قام بها الدعم السريع في إقليم دارفور.
و الإستهبال في دهشة البيان من جرائم وانتهاكات الدعم السريع وكأنه كان حملا وديعا تحول بين ليلة وضحاها إلى ذئب مفترس ، ألم يولد من يومه (وحشا) عرفته دارفور قبل أن تعرفه الخرطوم وتدرى ببطشه وتمرده الحركات قبل الجيش!!
فالدعم السريع منذ ميلادها ونشأتها في دارفور حرقت ونهبت وقتلت فهي قوات منتهكة لحقوق الإنسان منذ صناعتها فكل من رأى ذلك بعد (١٥ أبريل) ولم يراه من قبل فهو يمارس النفاق السياسي وتبقى إدانته لسلوكها بدوافع وأغراض سياسية.
فما الذي جعل هذه الحركات تصمت طوال هذه الشهور لتخرج الآن تحدثنا عن إنحيازها الي الجيش؟.وقبل الشروع في الإجابة على هذا الإستفهام.
كم هو عدد قوات جبريل إبراهيم وكم عدد قوات مني اركو مناوي وماهو حجم إمكانياتها العسكرية!!
فالحركات المسلحة في آخر عملية إحصائية لحصر قواتها قبل اتفاق سلام جوبا اكتشف الجيش انها واجهات وقيادات بلا قوات على الأرض، وهذا ماجعل قادة الحركات يتشبثون بإتفاقية سلام تدر عليهم المال وتمنحهم المناصب لذلك ظلوا يرددون (إلا اتفاق جوبا) لأن العودة للغابة مرة أخرى شبه مستحيلة فمناوي تمرد بعد أن دخل القصر الجمهوري لكنه لم يستطيع التمرد بعد سلام جوبا بالرغم من أن الاتفاق لم ينفذ منه سوى 10٪.
لكن لماذا إنحازت الحركات للجيش بعد (خراب سوبا) وبعد أن انضم عدد من قواتها على الأرض للدعم السريع!!
لأن الحركات تعلم أن الإتفاق القادم عبر منبر جدة سيجعلها خارج المعادلة السياسية فالمنبر أخذ من الحركات نصيب الأسد الذي يرى أنها لا تستحقه فما ينطبق على الدعم السريع والجيش من إبعاد عن الحكومة القادمة ينطبق عليها ويجعلها خارج المعادلة.
أكثر منه أن عملية الإصلاح الأمني الشامل تنص على دمج كل الجيوش في جيش مهني واحد وهذه عملية (ذوبان سريع) وتلاشى لهذه الأجسام.
لذلك أن قرار الإنحياز هو قرار مطبوخ بعناية للوقوف تحت مظلة الجيش سيما إذا إتجه الخيار لنظام الحكم الكونفدرالي بعد الحرب، هذا يعني أن لاربح في تجارة التحايل و (السمسرة السياسية) بالزي المدني.
والتناقض الواضح في البيان وحده يكشف لك عملية الإستهبال جلية بين سطوره فكيف تنحاز إلى طرف في الحرب لتقاتل في صفوفه وتدعم خيار وقف الحرب في ذات الوقت
ولماذا خرج البيان بعد ساعتين من لقاء الحركات مع قيادة الدعم السريع ، ألا يعني هذا أن هناك صفقة معه… لم تكتمل؟!.
طيف أخير:
المعارك حول جبل الأولياء خطر يهدد الملايين من المدنيين ليكشف سوءات الحرب التي لاربح فيها إلا حصاد أرواح الأبرياء.
نقلاً عن صحيفة الجريدة
المصدر: صحيفة التغيير