لانغ يمدد معرض “ما تقدمه فلسطين للعالَم”
قرّر معهد العالم العربي بباريس تمديد فترة معرض “ما تقدمه فلسطين للعالَمَ”، الذي يقدّم للفرنسيين الإبداع الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة وخارجها.
وأعلن جاك لانغ، وزير الثقافة الفرنسي السابق رئيسُ “معهد العالم العربي”، أن المعرض الذي افتُتح في 31 ماي الماضي شهد “نجاحا إعلاميا وجماهيريا”، وكان أكثر من نصف زوّاره شبابا تقلّ أعمارهم عن 26 سنة، علما أنه “خصص مكانا خاصا للمبدعين الشباب من غزة”، وأن المعهد الباريسيّ “هو المؤسسة الثقافية الوحيدة في العالم التي خصّصت نشاطا بهذا الحجم لفلسطين”.
ويقدَّم معرض “ما تقدمه فلسطين للعالَم” بمقاربة متحفية “بصيغة الجمع”، تحضر فيها “الحوارات الفوتوغرافية بالأرض المقدسة، التي ‘اخترعها’ المستشرقون، وتلك الخاصة بالمعاصرين”، وتحضر فيها الأرشيفات الخاصة بالأديب الفرنسي جون جونيه حول فلسطين، ويروم “إظهار فلسطين للعالَم”؛ “المسكونة بنفَس الشاعر محمود درويش”، الذي “لم يتوقف شعره عن تقديم يد الإرشاد لعدد من التشكيليين، من مختلف الجنسيات، الذين كانوا صدى للقضية الفلسطينية”.
هذا المعرض يقدم أيضا فلسطين بعيون ماضية أو بتصوير استشراقي، في مقابل “نظرة ثانية” يقدمها 14 فوتوغرافيا فلسطينيا معاصرا.
هؤلاء الفوتوغرافيون المعاصرون يقترحون “صور المعيش من أرضهم، بناء على تجاربهم الحميمية، ويقترحون رؤية متأصلة ودينامية حول المعيش الفلسطيني اليومي، بعيدا عن كل تصورات تقديمهم ضحايا أو أبطالا”. ولا تخلو هذه الأعمال من “كوميديا سوداء” تحاول تجاوز “الاضطهاد”، ويكون فيها العمل الإبداعي “فعل مقاومة”.
ومن بين محطات المعرض الكبرى جزء خاص بـ جون جونيه، الذي “ذات يوم”، وبين أكوام كتاباته المبعثرة، “ظهرت وبشكل غامض مخطوطة عمل إبداعي جمع بين الأدب والسياسة، بفرادة لا مثيل لها، وربط المغامرة العظيمة للفهود السود والفدائيين بقصة حياة أحد أبناء الملاجئ”؛ ثم ”بعد وفاة جان جينيه بشهر واحد صدر كتاب ‘أسير عاشق’، أعظم كتاب خطته أنامل أديب غربي عن نضال الفلسطينيين”.
ويأتي هذا المعرض في إطار “الذكرى الـ 75 للنكبة”، وينظّم بمعهد العالم العربي مع مجموعة المتحف الوطني الفلسطيني المستقبلي للفن الحديث والمعاصر، التي تضم نحو 400 قطعة فنية، بمبادرة من سفير فلسطين الأسبق لدى اليونسكو إلياس صنبر، وتنسيق الفنان إرنست بينون ارنست، وفق دليل الحدث.
ويقدم معهد العالم العربي، الذي يترأسه جاك لانغ، هذا المعرض في إطار “طموح هادف إلى عرض العالم كما يُرى من فلسطين، وعرض فلسطين للعالم”، حيث “تتجاوز اللوحات والصور والمنحوتات وفنون الجرافيك مسألة الشهادة التاريخية، لتؤكّد الرغبة في العيش والأمل”.
المصدر: هسبريس