مازال موضوع تداعيات زلزال 8 شتنبر لم ينته بعد، بعدما عادت ساكنة دواوير جبلية بإقليم الحوز إلى إثارة مشكل اقتراب موسم الثلوج التي تتساقط بكثافة عالية في هذه الدواوير التي تقع في أعلى الجبل، خصوصا وأن الوصول إليها يظل مستعصيا بحكم صعوبة الطرق.
ولم تنف السّاكنة، ضمن تواصلها مع هسبريس، أن “الجهات الرسميّة وأطر مؤسسة محمد الخامس للتضامن زارا المنطقة بداية نونبر الجاري وقدما المساعدات الكافية. كما عززت السلطات عدد الخيام بأنامر وأمسلان الزاوية التابعين للجماعة التّرابية إيجوكاك”، لكن الجهة ذاتها شددت على أن “ما توفّر ليس كافيّا للصمود أمام موسم الثلوج الذي يؤرق الساكنة”.
محمد آيت عبد الله، أحد سكان المنطقة، أفاد في تصريح لهسبريس بأن “النقاشات اليوميّة وسط الساكنة لا تغيب عنها مصطلحات موسم الثلج، باعتباره الخطر الوحيد الذي مازال يتهدّد من يعيش بالدوارين، إلى جانب الهزات الأرضيّة الخفيفة التي صرنا نعيشها بشكل يومي، وآخرها تلك التي كانت أمس الإثنين”.
وسجل آيت عبد الله أن “السّلطات كانت منذ أواخر أكتوبر اقترحت أن يتمّ حفرُ بقع خاليّة بالدوار لوضع منازل متنقّلة أو غطاء بلاستيكي صلب وضخم تدخل تحته كل خيام الساكنة الحالية، لكن هذا الموضوع لم يأت بأيّ جديد رغم أن الثّلوج لن تنتظر تفعيل هذه الوعود، بل عند تسوقها ستُجهز على ما تبقّى من المنازل الآيلة للانهيار”.
وأكد المتحدث أن “الثّلوج هي التخوف الأكبر اليوم، لكونها كانت تشكل محنا حقيقية بالنسبة لنا ونحن داخل البيوت، فما بالك الآن ونحن نعيش في خيام يمكن أن تنهار كليا في أقل من أسبوع واحد تكون تساقُطاته الثّلجية كثيفة ومُتواصلة”، مشددا على أن “الساكنة لا تستطيع أن تقبل تهجيرها مرحليا إلى غاية إعادة البناء، لكون حياتها اليوميّة تتوقّف عند حدود الجبل”.
من جهته، قال مصطفى إدحماد، من السّاكنة المحلية، إن “السلطات تُبدي إلى حدود الآن رغبة في التّعامل مع الإشكال الذي يُؤرق بال السّاكنة خلال هذه الفترة، لكون الخطابات تذهب في اتجاه إيجاد حل لهذا المشكل المتعلق باقتراب موسم الثّلوج”، موضحاً أن “الوضع صار أكثر قلقاً وخطورة مع مرور كل يوم يقربنا من فصل الشتاء وتغيراته المفاجئة؛ ففي أي لحظة يمكن أن تظهر توقعات طقسية بسقوط الثلوج مثلما حدث طيلة السنوات الفارطة”.
وسجّل إدحماد، في تصريح لهسبريس، أن “موجة البرد الآن متباينة، لكن ليلا تصبح الحاجة إلى تكثيف الأغطية شيئا أساسيا، ورغم أن الخيمة تستطيع صد البرد، لكن ليس مثل الحيطان الطينية أو الإسمنتية الأكثر صلابة في وجه البرد القارس”، مبرزا أن “الطرق تحتاج بدورها إلى تأهيل في الوقت الحالي، لأنه حين تسقط الثّلوج تنعزل الساكنة، ولا يستطيع أحد التحرك، وحتى القادمون يجدون صعوبة”.
وأكد المتحدث عينه أن “السّاكنة تنتظر بفارغ الصبر وحدات منزلية متنقلة، لأن ذلك هو الأمل الوحيد المتبقّي في انتظار ورش إعادة بناء المنازل المتضررة والمتصدّعة”، موردا أن “السلطات قالت إنها تدرس سبيل توفير هذه الوحدات، ونحن ننتظرها لكونها ستقلل من المعاناة الحالية في انتظار حلول أفضل تكفل كرامة الساكنة المفجوعة”.
واطلعت هسبريس على فيديوهات قديمة تعود إلى موسم الثلوج الماضي، تبرز أن التساقطات الثلجية تمثّل إشكالاً حقيقيّا لهذه السّاكنة، التي اتضح في زيارتنا السابقة في شتنبر الفائت أن الوصول إليها صعب، لكونها تعيش في منطقة مرتفعة ومعزولة تقريبا عن بقية الدواوير الأخرى القريبة من إيجوكاك بالتحديد.
وتواصلت هسبريس مع السلطات المحلية بالمنطقة، التي أكدت أن “التفكير في الدوارين مطروح، والسلطة تتفهم معاناة الساكنة مع اقتراب موسم الثلوج وقلقها حيال الأمر، لذلك نحن نسابق الزمن لأجل توفير الوحدات المتنقلة”، مشددة على أنه “سيتم توفير هذه الوحدات في القريب العاجل، بعدما تم حسم مسألة الأرض مع مديرية المياه والغابات، بحكم أن الأراضي التي ستكون عليها هذه الوحدات تابعة للملك الغابوي”.
المصدر: هسبريس