البوليساريو تصعد التحركات الإرهابية للتشويش على التنمية في الصحراء المغربية
في خطوة خطيرة وغير محسوبة العواقب، أطلقت المنظمة الإرهابية “البوليساريو”، التي تتخذ من الأراضي الجزائرية مركزا لعملياتها الإجرامية، مقذوفات متفجرة استهدفت أحياء سكنية بمدينة السمارة الواقعة بالنفوذ الترابي لإحدى أبرز جهات الصحراء المغربية، عشية قرار مجلس الأمن الأممي الصادر في نهاية أكتوبر الماضي حول قضية الصحراء المغربية.
واستهدفت المليشيات المسلحة التابعة للمنظمة الإرهابية “البوليساريو” أهدافا مدينة وأحياء سكنية بمدينة السمارة المغربية، بعد فشلها من استهداف المواقع العسكرية التي ترد بقوة وحزم على كل تهديد للتراب الوطني. ويعتبر المنتظم الدولي أن استهداف المدنيين بصورة متعمدة أو تنفيذ هجمات ضد المناطق السكنية والمنشآت المدنية والمدارس والمستشفيات جرائم حرب جسيمة.
وأكد عدد من النشطاء الحقوقيين والجمعويين أن الجزائر تستغل المنظمة الإرهابية “البوليساريو” من أجل زعزعة استقرار المملكة المغربية وخاصة في أقاليمها الجنوبية، موضحين أن الجزائر هي المتورطة الأولى في جريمة استهداف المدنيين بمدينة السمارة المغربية وبعدها بعض الدول التي أصبحت تشكل خطرا وتهديدا على السلم والأمن العالميين، محملين المسؤولية في جريمة السمارة إلى النظام العسكري الجزائري ودميته المنظمة الإرهابية “البوليساريو”.
وأوضح النشطاء أن عناصر المنظمة الإرهابية المذكورة تستغلهم الجزائر لإخفاء مشاكلها الداخلية والتغطية على جرائمها الإنسانية ضد شعب القبائل الذي يطالب بتقرير المصير والاستقلال، مشيرين إلى أن الجزائر تسقط في كل مرة في تناقض لا تحسد عليه ويجعلها منبوذة من قبل الدول العظمى، من خلال تصنيفها قادة حركة استقلال القبائل بالإرهاب مقابل دعمها للمنظمة الإرهابية الحقيقية التي أصبحت تحتضن عناصر إرهابية وترسلهم إلى مناطق الصحراء والساحل وأوروبا، وفق تعبيرهم.
حمدي ولد ميلود، ناشط حقوقي بمدينة الداخلة المغربية، قال إن منظمة “البوليساريو” الإرهابية، بعد فشل كل تحركاتها من قبل مرتزقتها ببعض الدول وفشلها في إقناع المنتظم الدولي بمطالبها غير المشروعة، لجأت إلى قصف المدنيين في مدينة السمارة المغربية، موضحا أن أكثر ما يغيض هذه المنظمة والنظام الحاكم في الجزائر هو حجم الاستثمارات والمشاريع التنموية والإستراتيجية التي تعرفها الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
وأكد ولد ميلود، في تصريح هاتفي لهسبريس، أن الجريمة المقترفة من لدن “البوليساريو” ضد المدنيين، والتي حضرها عناصر من القبعات الزرق الذين رفعوا تقريرا حول هذه الخطوة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، يجب تصنيفها ضمن جرائم إرهابية؛ وبالتالي لا مفر من تصنيف “البوليساريو” في لائحة المنظمات الإرهابية، وتحميل المسؤولية للجزائر لكونها تحتضن في أراضيها منظمة إرهابية مسلحة.
من جهته، قال كريم آيت الحاج، ناشط جمعوي بالرشيدية، إنه لا يمكن الاختلاف في القول إن ما اقترفته عناصر البوليساريو من استهداف المدنيين في مدينة السمارة المغربية يدخل في خانة الإرهاب، مضيفا أن العالم اليوم يحارب الإرهاب والإرهاب واحد لا أنواع فيه، منوها بما قام به المغرب من ضبط النفس وعدم رده على هذا الاستهداف من أجل فضح وحشية هذه العناصر ومن يقف وراءها، مؤكدا الجزائر دفعت البوليساريو الإرهابية إلى ضرب المدنيين من أجل جر المغرب إلى حرب إقليمية، بغية تحقيق هدف واحد وهو كبح وفرملة قطاع التنمية الذي يسير بسرعة قياسية في جميع الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأضاف آيت الحاج، في تصريح لهسبريس، أن الإرهاب جبان على الدوام؛ لأنه يفشل في مواجهة القوات العسكرية ويوجه ضرباته إلى المدنيين، مشددا على أن كل الشروط الإرهابية تتوفر في البوليساريو وحتى في النظام العسكري الجزائري، لافتا إلى أن عدم تصنيف البوليساريو في خانة المنظمات الإرهابية يجعل قوانين الأمم المتحدة بدون قيمة، داعيا في الوقت نفسه مسؤولي الأقاليم الصحراوية المغربية إلى مواصلة مسيرة النهضة والتنمية تحت رعاية الملك محمد السادس، لأن الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه، أضاف المتحدث ذاته.
وفي السياق نفسه، سجل صالح أمغار، ناشط جمعوي بإقليم تنغير، أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، يواصل مسار طويل من التحديث والتنمية في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية (الصحراء الكبرى المغربية)، مضيفا أن مدن الصحراء المغربية شهدت مشاريع تنموية ضخمة وإقلاعا اقتصاديا كبيرا مع دخول شركاء دوليين للاستثمار في الصحراء المغربية باعتبارها منطقة إستراتيجية لها وزنها الإقليمي والجهوي.
وأضاف المتحدث ذاته أنه، مع حلول الذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء، تقفز إلى الواجهة مسارات التنمية التي شهدتها الأقاليم الجنوبية خلال العهد الجديد (منذ تولي الملك محمد السادس الحكم)، مبرزا أن العناية الملكية تواصل رسم مسارات التأهيل والتنمية في الصحراء المغربية، لافتا إلى أن هذه الذكرى الغالية على الأمة المغربية تمثل محطة أساسي للوقوف عند ما تحقق من إنجازات بنيوية ضخمة واستثمارات اقتصادية وتنمية هائلة في المناطق الصحراوية.
وخلص الناشط الجمعوي بإقليم تنغير إلى أن مسارات التنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية المغربية تغيض قيادات الجزائر ومعها عصابات مسلحة تابعة لها “البوليساريو”؛ وبالتالي تحاول دائما التشويش على هذه الإنجازات الكبرى والمهمة، سواء بترويج أكاذيبها في منابر إعلامية دولية أو في ملتقيات دولية.
وفي هذا الصدد، سجل أنه أمام فشل كل تحركات تلك العصابات المسلحة ومخططاتها لم تجد إلا المدنيين في مدينة السمارة لقصفهم، مؤكدا أن الجريمة الأخيرة ضد المدنيين ترقى إلى جريمة إرهابية مكتملة الأركان.
يذكر أن العناية، التي يوليها الملك محمد السادس للأقاليم الجنوبية (الصحراء المغربية الكبرى)، أحيت هذه المناطق وأخرجتها من عزلة الاستعمار إلى عالم الاستثمار، وحولتها إلى قبلة للمستثمرين الأجانب الذين يتوافدون من كل حدب وصوب من أجل البحث عن الفرص الواعدة التي تتيحها هذه الجهات الصحراوية المغربية الثلاث.
المصدر: هسبريس