نقص التمويل أكبر عقبات مواجهة التغيّر المناخي
أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف (COP28) الدكتور سلطان أحمد الجابر، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تركز رئاسة المؤتمر، على تكريس التوافق لتحقيق الإجماع، وتسريع التقدم في العمل المناخي والتنمية المستدامة بشكل متزامن، من أجل حماية كوكب الأرض وازدهار البشرية في كل مكان، موضحاً أنه لابد من تكثيف الجهود وتقديم التعهدات اللازمة للتمويل المناخي الذي وصف نقصه بأنه من أكبر العقبات التي تعوق تحقيق التقدّم في مواجهة تغير المناخ.
جاء ذلك خلال كلمة في ختام الاجتماعات الوزارية التمهيدية لـ«COP28»، التي حضرها أكثر من 70 وزيراً و100 وفد، لمناقشة مختلف الجوانب المتعلقة بمفاوضات المؤتمر، في محطة مفصلية قبل شهر على انطلاقه، بهدف بناء توافق في الآراء وتحديد مسار العمل المرتقب في «COP28»، حيث دعا الجابر الوزراء والوفود المشاركة من جميع أنحاء العالم، إلى تسريع التقدم في المفاوضات خلال المؤتمر، مؤكداً عدم وجود مجال لتأخير العمل المناخي المطلوب حالياً.
وأشاد بجهود المشاركين في الاجتماعات الوزارية التمهيدية، ومناقشاتهم البنّاءة حول مجموعة القضايا المهمة والمطروحة، وسعيهم إلى تقارب وجهات النظر في عدد من المجالات الحاسمة. وثمّن جهود رؤساء الهيئات الفرعية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الهادفة إلى وضع العناصر الأولية والأساسية للاستجابة للحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تحقيق أهداف اتفاق باريس التي يمكن اتخاذها أساساً للتفاوض.
وركز الجابر، على دعوة كل الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، إلى الاستمرار في التواصل، وبناء توافق الآراء، وتحفيز العمل والإنجاز استعداداً لـ«COP28»، مشدداً على الحاجة إلى تكثيف الجهود لتسهيل التوصل إلى قرارات توفر للعالم مؤشرات وموجِّهات واضحة وعمليّة، حول كيفية معالجة الثغرات التي كشفت عنها الحصيلة العالمية.
وجدّد دعوته إلى تكثيف الجهود وتقديم التعهدات اللازمة للتمويل المناخي، الذي وصف نقصه بأنه من أكبر العقبات التي تعوق تحقيق التقدم في مواجهة تغير المناخ. وأشار إلى ضرورة إنشاء منظومة جديدة تعالج مشكلة عدم الإنصاف التي تواجه دول الجنوب العالمي، داعياً الأطراف إلى تطوير مؤسسات التمويل الدولية، والتركيز على وضع «آليات سوق عملية» لتقليل المخاطر، وجذب الاستثمار الخاص.
كما أكد حاجة الأطراف إلى استعادة الثقة بوصول التمويل المناخي إلى مستحقيه، من خلال تأكيد الوفاء بتعهد 100 مليار دولار، وزيادة الإسهامات في صندوق المناخ الأخضر، والتعهدات لصندوق التكيّف، وتقديم تعهدات مبكرة لصندوق معالجة الخسائر والأضرار.
وأوضح أن التقدّم في معالجة الخسائر والأضرار، يصب في مصلحة الأفراد الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ في مختلف أنحاء العالم، مؤكداً ضرورة تفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار وترتيبات تمويله، وتحقيق تفاهم حول الموضوعات الثلاثة الأساسية في هذا المجال، وهي الترتيبات المؤسسية، والحوكمة، ومصادر التمويل.
ووضع الجابر في كلمته إطاراً لتوقعاته من الأطراف في مجالات إضافية حاسمة، بما يشمل تسريع انتقال منظّم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وتعزيز العمل المتعلق بالهدف العالمي بشأن التكيّف.
وأوضح أن المناقشات تجاوزت بحث إمكانية تحقيق الانتقال المنشود في قطاع الطاقة، إلى الحديث عن موعد إنجازه، وسبل وسرعة تنفيذه بطريقة لا تترك أحداً خلف الركب، مشيراً إلى ضرورة تمتع كل دولة بحرية تحديد مسارها الخاص بتحقيق الأهداف العالمية.
ولفت إلى رغبة بعض الأطراف في إدراج بنود تتعلق بالوقود التقليدي، والطاقة المتجددة، في النصوص المطروحة للتفاوض. ودعا الأطراف إلى المضي قدماً في المحادثات في هذه النقطة، مشيراً إلى ضرورة التوصل إلى الخطوات التالية، والحلول اللازمة بشكل جماعي.
وجدد الإشارة إلى عدم تخصيص حصة منصفة خاصة بـ«التكيّف» من التمويل المناخي، وأن المفاوضات بشأنه ليست في مسارها الصحيح، مؤكداً أهمية تحديد وجهة يتوحد حولها الجميع، وهدف محدد وواضح لموضوع التكيف، مثل هدف 1.5 درجة مئوية بالنسبة للتخفيف. ودعا الأطراف إلى تنفيذ توصيات الاجتماعات الوزارية التمهيدية، بتقسيم هذا الهدف إلى محاور يسهل تنفيذها ومتابعتها، وتقديم حلول ملموسة وفعّالة في هذا الشأن خلال «COP28».
وأكد الجابر أهمية الاستعداد لـ«COP28» بصورة مناسبة، والاستفادة من الوقت المتاح قبل انطلاقه، لإحراز تقدّم عبر كل عناصر العمل المناخي، ضماناً لتحقيق نتائج ومخرجات ناجحة تلبّي توقعات وتطلعات العالم. ولفت إلى ضرورة تسريع الإجراءات اللازمة للتقدم في المفاوضات والتوصل إلى قرارات ملموسة، وإرساء الأسس للعمل المطلوب خلال المؤتمر.
وقال للمشاركين في الاجتماعات التمهيدية: «يمكننا إثبات جدّيتنا بعد أسابيع قليلة، بأن نأتي جاهزين للاتفاق على جدول أعمال في اليوم الأول، وعلينا أن نستمد القوة الدافعة للعمل، ونتكاتف من أجل البشرية». جدير بالذكر أن الاجتماعات الوزارية التمهيدية لـ«COP28» هي اجتماعات للوزراء والمفاوضين قبل انطلاق المؤتمر نهاية الشهر المقبل، وشهدت هذا العام حضوراً قياسياً بلغ نحو ضعف العدد المعتاد للمشاركين في تلك الاجتماعات.
سلطان الجابر:
• نجدّد دعوة الأطراف المعنية إلى تأكيد الوفاء بتعهّد 100 مليار دولار، وزيادة الإسهامات في صندوق المناخ الأخضر.
الملك تشارلز يشارك في قمة العمل المناخي
لندن وام / يشارك الملك تشارلز الثالث، ملك المملكة المتحدة، يوم الجمعة الأول من ديسمبر 2023، في حفل افتتاح القمة العالمية للعمل المناخي المنعقدة ضمن برنامج أعمال الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، في دولة الإمارات، استجابة لدعوة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وبناء على طلب الحكومة البريطانية.
وذكر قصر بكنغهام أن الملك تشارلز الثالث سيلقي كلمة افتتاحية خلال القمة التي تنعقد في دبي. وخلال زيارته لدولة الإمارات، يعقد الملك تشارلز الثالث اجتماعات مع القادة الإقليميين، قبل مؤتمر الأطراف (COP28).
ميثاق الانتقال إلى الحياد المناخي
أكد وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف (COP28)، الدكتور سلطان أحمد الجابر، حرص رئاسة المؤتمر على احتواء الجميع في العمل المناخي، وتفعيل مشاركة القطاع الخاص، وتضافر جهود كل الأطراف لبناء مستقبل أفضل للبشر.
جاء ذلك بمناسبة إطلاق «ميثاق الانتقال إلى الحياد المناخي» لتشجيع مؤسسات القطاع الخاص على اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة تداعيات تغير المناخ، والالتزام بتعزيز الشفافية في تطبيق تعهّداتها بتحقيق الحياد المناخي. وقال إن الميثاق يدعم قدرة الشركات على اتخاذ إجراءات فعالة للوصول إلى الحياد المناخي، ويرصد التزامها بآليات الإشراف والمتابعة. ودعا جميع مؤسسات القطاع الخاص المؤهّلة، إلى الانضمام لهذا التعهّد وتوقيع الميثاق في أقرب فرصة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم