معاش بنكيران الاستئنائي يثير جدلا خلال مناقشة مشروع قانون المالية 2024
رغم مغادرته كرسي رئاسة الحكومة لأزيد من 7 سنوات، مازال طيف رئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بنكيران حاضرا في نقاشات البرلمانيين وخصومه السياسيين بالبرلمان، إذ شهدت جلسة المناقشة العامة لمشروع قانون المالية برسم سنة 2024 اليوم الثلاثاء انتقادا له من برلمانيين ينتميان إلى أحزاب الأغلبية الحكومية.
وشن النائب محمادي توحتوح، المنتمي إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، هجوما حادا على رئيس الحكومة الأسبق، بسبب قضية المعاش الاستثنائي الذي مكنه منه الملك محمد السادس بعد مغادرته رئاسة الحكومة، معتبرا أن هذا المعاش يغطي الدعم المباشر لحوالي 180 أسرة، وهو الدعم الذي تنوي الحكومة منحه للأسر المعوزة.
وقال توحتوح: “أكيد أن 500 درهم لا تساوي شيئا مقابل 90 ألف درهم التي يتقاضاها رئيس الحكومة الأسبق من دون أن يقوم بأي شيء”، وأضاف: “هذا المبلغ يعادل الدعم الموجه لـ180 أسرة فقيرة”.
كما حمل النائب ذاته بنكيران مسؤولية النيل من القدرة الشرائية للمواطنين المغاربة، إذ قال: “كان السبب في تدمير القدرة الشرائية للمواطنين المغاربة بإصلاح جريء لم يواكبه بالإجراءات اللازمة والضرورية”، مدافعا عن رئيسه في الحزب والحكومة، عزيز أخنوش، بصفته مستثمرا في قطاع المحروقات.
وزاد المتحدث ذاته: “لولا شجاعة رئيس الحكومة بصفته مستثمرا في قطاع المحروقات لما كان التوازن في القطاع، الذي كانت المقاولات الأجنبية ستفتك بالمغاربة بسببه”، مؤكدا أن “استثمارات أخنوش في مجال المحروقات تشكل قيمة مضافة للبلاد”، حسب تعبيره.
في الاتجاه نفسه سار برلماني حزب الأصالة والمعاصرة عادل بيطار، الذي لم يفوت فرصة مناقشة مشروع قانون المالية دون مهاجمة بنكيران، بسبب بيان الزلزال الشهير وربطه بالعقاب الإلهي، إذ قال: “أفزعني موقف أحد الأحزاب السياسية من خلال بلاغ أقل ما يمكن أن نقول عنه إنه نشاز”.
وأضاف بيطار: “لا يمكن أن لا نقف عند ما جاء في هذا البلاغ، لأنه بلاغ رسمي صادر عن جهة دبرت البلاد لعشر سنوات في حكومتين متتاليتين”، مشددا على أن هذا الأمر “مؤسف”، وزاد: “أعرف أن هناك مرجعية تحكم هذا البلاغ، لكن في المقابل هناك عمل سياسي ومسؤولية سياسية أمام المغاربة والله”.
واعتبر نائب الأصالة والمعاصرة في مداخلته التي خصص جزءا مهما منها لانتقاد بنكيران وحزبه أن هذا “النوع من المواقف يثير الاشمئزاز”، مردفا: “لا أجد قولا للرد على هذا البلاغ صراحة”.
وتابع بيطار موضحا: “جهة سياسية شاركت في الحياة السياسية ودبرت الانتخابات والشأن العالم في أعلى مستوى من موقع رئاسة الحكومة والجماعات المحلية يفترض أن تعطينا الحصيلة لا أن تقول هذا الكلام”، مؤكدا أن “الحصيلة كشفها زلزال الحوز، ونتيجة 10 سنوات من التدبير هي الهشاشة والفقر واللا عدالة مجالية، والطريقة العشوائية في تدبير الدعم الاجتماعي”.
ولم يقف المتحدث عند هذا الحد في هجومه على رئيس الحكومة الأسبق، إذ قال: “صاحب هذا البلاغ عنده مسؤولية أمام الله والمغاربة، لأنه مسؤول عن هذا التدبير الذي ربما ساهم في إزهاق أرواح المغاربة”، في إشارة إلى أن بنكيران يتحمل جزءا من المسؤولية في الهشاشة الواضحة التي كشفها زلزال الحوز المدمر.
المصدر: هسبريس