«التعليم الأخضر» ينطلق من الإمارات إلى العالمية
تغيُّرات مناخية عاتية يشهدها العالم مع التطور المتسارع في المجالات كافة، ما استدعى التفكير الجاد من الحكومات في اتخاذ خطوات عملية لمواجهة هذه التغيرات، وكانت الإمارات في طليعة الدول التي اعتمدت «الاستدامة» ضمن المحاور الرئيسة في استراتيجيتها التنموية، وانطلاقاً من ذلك تُفرد «الإمارات اليوم» هذه المساحة لقضايا الاستدامة والتغير المناخي والأمن الغذائي.
تواصل دولة الإمارات دورها البارز في قطاع التعليم المستدام والمباني المدرسية الخضراء، إذ أطلقت وزارة التربية والتعليم شراكة التعليم الأخضر استعداداً لمؤتمر «كوب 28»، التي تركز على أربعة محاور رئيسة هي: التعليم الأخضر، والمدارس الخضراء، والمجتمعات الخضراء، وبناء القدرات الخضراء، بهدف تطوير مواد تعليمية ومناهج مراعية للبيئة، وتأهيل المعلمين والطلبة بيئياً، وتأسيس مدارس صديقة للبيئة، بجانب تعزيز الوعي بشأن ترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وإدارة المخلفات.
وتفصيلاً، سيشهد «كوب 28»، إطلاق أول جناح تعليمي في تاريخ مؤتمرات الأطراف، حيث سيتم افتتاح جناح خاص بالتعليم تحت إشراف الوزارة، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، بهدف عرض ممارسات التعليم الأخضر المتميزة على مستوى العالم، ووضع التعليم كأحد أهم الموضوعات التي تناقشها دول العالم، وستشارك منظمة «اليونسكو» مع الوزارة ومبادرة التعليم المراعي للبيئة في تصميم الجناح التعليمي.
وأكدت وزارة التربية والتعليم أن التعليم باعتباره عاملاً أساسياً في تشكيل الثقافة البيئية لدى المجتمع بكل أطيافه الآن وفي المستقبل، وانطلاقاً من إدراكها لمحورية دور التعليم في مواجهة تداعيات أزمة المناخ، تعمل وزارة التربية والتعليم على محاور متعددة لتضمين قضايا المناخ ضمن المنظومة التعليمية، وذلك من خلال تطوير مواد تعليمية ومناهج مراعية للبيئة، وتدريب وتأهيل المعلمين والمسؤولين التربويين، وتأسيس مدارس صديقة للبيئة تشكل محركاً لبناء مجتمعات خضراء مستدامة.
وحددت وزارة التربية والتعليم، مستهدفات بيئية ومناخية لتحقيقها قبل انطلاق قمة «COP28»، شملت الالتزام بأن تكون 50% من المدارس والجامعات في الدولة خضراء مع انطلاق القمة، وتدريب وتأهيل أكثر من 2800 معلم و1400 مسؤول تربوي، وتأهيل 100% من المسؤولين التربويين وبناء قدراتهم في مجال التعليم المناخي، حيث وقّعت الوزرة اتفاقيتي تعاون مع منظمتي «اليونسكو» و«اليونيسف» لتفعيل دور التعليم في مجالات العمل المناخي.
وسيتم إطلاق مبادرة صوت الأطفال لتوفير التدريب المناسب والإسهام في إعداد الأطفال، وتفعيل إسهاماتهم في عملية صناعة القرار المتعلق بمستقبلهم البيئي، ومبادرة صوت المعلمين التي تسلط الضوء على جهود الكوادر التعليمية في تعزيز الوعي ومواجهة التغيّر المناخي والاستعداد لتأثيراته، وتأهيل وتعليم الشباب وغرس أسس حب الأرض والحفاظ عليها في قلوبهم وعقولهم ليكونوا روّاداً للعمل البيئي في مجتمعاتهم.
وتشمل المبادرات البيئية لوزارة التربية والتعليم أيضاً، التعاون مع «اليونسكو»، لإنشاء صندوق الأمم المتحدة الاستئماني المتعدد الشركاء، من أجل شراكة التعليم الأخضر، حيث ستعمل الإمارات كدولة رائدة في هذا الإطار، كما تتعاون الوزارة مع «اليونيسف» في محور «بناء القدرات الخضراء»، لتزويد الأطفال والشباب بالتعليم المناخي والمهارات المراعية للبيئة، ومساعدتهم في التكيف مع آثار تغيير المناخ والاستعداد لمواجهتها، ومن خلال هذه الشراكة وفي الطريق إلى «COP28» سيتم تدريب المديرين والمعلمين والمعلمات، لتوفير التعليم المناخي في جميع المدارس، إضافة إلى إعداد الموارد المفتوحة المصدر للمعلمين في دولة الإمارات وخارجها.
مدارس مستدامة
نجحت مبادرة المدارس المستدامة، التي أطلقتها هيئة البيئة في أبوظبي عام 2009، في ضم جميع مدارس أبوظبي إلى المبادرة الرائدة، وتعمل حالياً لضم 700 مدرسة من جميع أنحاء الدولة إلى مبادرة المدارس المستدامة بحلول نهاية العام الجاري، بالتعاون مع شركائها في وزارة التربية والتعليم، ودائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، حيث تركز المبادرة على تطبيق ممارسات صديقة للبيئة في المدارس، منها إعادة التدوير، وتوفير المياه والطاقة، وتحسين نظام الإضاءة والتهوية، وأظهرت نتائج المبادرة تحسّناً كبيراً في البيئة المدرسية، وزيادة في الوعي البيئي لدى الطلاب والمعلمين.
مؤتمر الأطراف «28 COP»
أول تقييم عالمي لأهداف «اتفاقية باريس»
يشهد مؤتمر الأطراف «COP28»، الذي يُعقد خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر المقبلين في «مدينة إكسبو دبي»، التقييم العالمي الأول لمدى تحقيق أهداف «اتفاقية باريس» منذ اعتمادها عام 2015، لاتخاذ إجراءات محورية لمواءمة جهود العالم في التصدي لتغيّر المناخ، مع تقييم شامل لتلك الجهود الجماعية، وتُعدّ دولة الإمارات الأولى في المنطقة التي توقع وتلتزم باتفاق باريس للمناخ، الذي تم تبنيه خلال مؤتمر «COP21» في العاصمة الفرنسية.
ويهدف اتفاق باريس للمناخ إلى الالتزام بخفض درجات الحرارة العالمية إلى ما هو «أقل بكثير» من درجتين مئويتين، والسعي الجاد إلى الحد من الاحتباس الحراري حتى لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية، لضمان حماية كوكب الأرض من تبعات كارثية يسببها تغيّر المناخ.
وتُعدّ الإمارات الأولى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعلن عن مبادرة استراتيجية بعنوان «المبادرة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050»، لتمثل محركاً وطنياً يهدف إلى خفض الانبعاثات والحياد المناخي بحلول 2050، حيث ستوفر المبادرة فرصاً جديدة للتنمية المستدامة والتقدم الاقتصادي، كما تسهم في ترسيخ مكانة الدولة وجهة مثالية للعيش والعمل وإنشاء المجتمعات المزدهرة.
الأمن الغذائي
توظيف تكنولوجيا الابتكار لدعم الأمن الغذائي العالمي
وقّعت وزارة التغيّر المناخي والبيئة، وبرنامج الأغذية العالمي، ووادي تكنولوجيا الغذاء، مذكرة تفاهم للتنسيق والتعاون في مجال الابتكار، لتعزيز إدارة منظومة الغذاء والزراعة المتطوّرة في دولة الإمارات، ومواكبة كل التقنيات الحديثة المستخدمة في قطاع الزراعة وسلسلة القيمة الغذائية، بما يخدم تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، وذلك ضمن استعدادات الوزارة لـ«كوب 28».
واتفقت الأطراف الثلاثة على استكشاف الفرص لعمليات برنامج الأغذية العالمي، للاستفادة من دعم توسيع نطاق الممارسات والأدوات والتقنيات المبتكرة ذات الصلة التي يدعمها وادي تكنولوجيا الغذاء، وتعزيز التعاون الاستراتيجي والتعاون في مجالات ريادة الحلول المبتكرة لتحديات الأمن الغذائي العالمية والإقليمية، والتطوير والتعاون في القيام بمشروعات فاعلة تحقق الأهداف المشتركة.
ويهدف التعاون إلى توظيف الأموال والموارد لتنفيذ الأنشطة أو المشروعات أو البرامج المتفق عليها بشكل متبادل، وبحث سُبل التعاون لتبادل المعلومات بشأن المبادرات الابتكارية الرئيسة، وفرص التعاون ذات الصلة التي تعزز الأولويات المشتركة بين وزارة التغيّر المناخي والبيئة ووادي تكنولوجيا الغذاء و«مسرع الابتكار»، التابع لبرنامج الأغذية العالمي، وتبادل المعرفة بشأن الابتكارات التي تدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
بيئة الإمارات
«محمية قصر السراب».. سياحة بيئية مستدامة
تُعدّ «محمية قصر السراب» من أهم المحميات للسياحة البيئية، يتجول فيها المها العربي بحُرية، في منطقة الربع الخالي، وتبلغ مساحتها 308 كيلومترات مربعة من الكثبان الرملية الطبيعية والمسطحات الملحية، وتجاور منطقة قصر السراب المحمية فندق «قصر السراب» في منطقة الظفرة، الذي تم بناؤه بين الكثبان الرملية في قلب صحراء ليوا، ويهدف إلى تنشيط السياحة البيئية والتراثية في الصحراء وفق معايير جديدة. وتضم هذه المنطقة أكثر من 30 نوعاً من الطيور و13 نوعاً من الزواحف و10 أنواع من الثدييات، بما في ذلك المها العربي، الذي أعادته أبوظبي من حافة الانقراض، وتمت إعادة توطينه بنجاح في البرية.
عدد من المها العربي في «محمية قصر السراب». أرشيفية
«سوربون أبوظبي» تبحث آثار الاحتباس الحراري
ناقشت جامعة السوربون أبوظبي، بالتعاون مع مختبر الأبحاث الفرنسي من جامعة السوربون في باريس «Laboratoire Médiations»، التخفيف من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري وفتح آفاق الفرص الجديدة لتحقيق الاستدامة، وذلك ضمن البرنامج التحضيري لمؤتمر الأطراف «كوب 28».
وأطلقت الجامعة مبادرة SUAD Youth COPK للسماح للطلاب من جميع أنحاء العالم بالمشاركة في مناقشات «كوب 28»، حيث سيقوم الطلاب بإعداد وثيقة طموحة وشاملة لمعالجة آثار الاحتباس الحراري والموضوعات الملحة حول المحيطات، وآليات الخسائر والأضرار، وانتقال الطاقة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم