“تأخّر” أجوبة سفارة البرتغال بخصوص تأشيرات عمل يغضب مواطنين مغاربة
“تسويف” و”تعقيدات” في إصدار عدة تأشيرات متعلقة بالعمل بالبرتغال تثير غضب العديد من المغاربة الذين كانوا يخطّطون لوقفة احتجاجية أمام السفارة البرتغالية بالرباط هذا الأسبوع، معتبرين أن “الأمر لم يعد مقبولا، نظرا للمزاجية والتعقيدات البيروقراطية” التي تتعامل بها سلطات منح تأشيرة ولوج دولة “البرطقيز”.
واعتبر كثير من المعنيين الذين تواصلت معهم هسبريس أن “هذا الوضع الذي يراوح مكانه، مع بقاء جوازات السفر عالقة”، أربك تحركاتهم، بل اعتبروا أن استمرار هذا الإشكال يمثل نوعا من التقييد لحقّهم في التّنقل والعمل، “بعدما طال أمده وحافظ على الوتيرة المتلكئة ذاتها دون أي جديد”.
وقالت شريفة، من أصيلة، إحدى المشتكيات، إنها توصّلت بوعد عمل بالبرتغال منذ بداية السنة الجارية، وكان يتضمن السّكن، وجمعت كل الأوراق المطلوبة بشكل يستوفي لشّروط التي تنص عليها السّلطات البرتغاليّة، وزادت موضحة: “الجواز ظل في السّفارة منذ وضعناه لدى خدمة منح التأشيرة، وحين نستفسر يقولون إن علينا الانتظار”.
وتابعت شريفة في تصريح لجريدة هسبريس: “وضعيتنا فيها نوع من المعاناة، لأنه ليس لدينا أي جواب، إيجابا أو سلبا، وننتظر كل يوم وكل أسبوع وكل شهر بدون معلومات جديدة”، مردفة: “الكثيرون منا فقدوا الأمل، وحتى لو حاولنا سحب جوازات سفرنا فعلينا وضع طلب السحب، وبالتالي الانتظار مرة أخرى”.
ودعت المتحدثة ذاتها السلطات البرتغالية إلى “معالجة هذه المزاجية وهذا الإشكال الذي صار مستفزا وشاذا لا يسمح للكثير من المغاربة بممارسة حقوقهم في السفر والتنقل”، موضحة أن “السنة الآن اقتربت من نهايتها وجواز السفر مازال لديهم، وهو ما يؤرق البال ويفتح المستقبل على كثير من الأجوبة التي لا نتوفر عليها”، وفق تعبيرها.
ولا يختلف وضع مصطفى من الناظور عن شريفة، بل ربّما يبدو بالنّسبة له “أعقد”، لكونه تقدم بطلب التأشيرة منذ غشت 2022، بعدما توصّل بدوره بوعد عمل من مُشغل برتغالي، ليلتحق بفريقه الخاص بالبناء تحديدا، وظل ينتظر لمدة قبل أن تتواصل معه السفارة لتطلب منه تجديد العقد الذي انتهت مدته وهو بحوزتها، بما أنه موسمي، وطلبوا تذكرة العودة أيضا وقدمها.
بعدها، تواصلت السّفارة مع مصطفى “لتقديم بيانات المُشغل للتواصل معه، وفي النهاية كان هناك مشكل في السكن تم حله بحجوزات في الفندق”، لكن منذ ذلك الحين لم يتوصّل بأي رد حتى الآن، وزاد: “كلما تواصلت معهم لا يجيبون، وهو ما يجعلني أتخوّف أكثر وأطرح الكثير من التساؤلات. هذا الإشكال أصبح محوريّا في حياتي”.
الإشكال نفسه يواجهه المهدي، من مكناس، الذي يشتغل في النّجارة، وقد قدم طلبه منذ شهر مارس، ولم يحصل على أي جواب حتى على برده الإلكترونيّة التي ظل يبرقها للسّفارة إلى حدود اليوم، مبينا أنه حتى مشغّله بالبرتغال راسل الجهات المختصة مراراً، “لكن بلا أي رد مطمئن سلبا أو إيجابا”، وسجل أن معه زميلين في العمل يعانيان من المصير نفسه.
وأوضح المهدي، في تصريحه لجريدة هسبريس، أن “عدد الذين يواجهون هذا الإشكال يقدر بنحو 40 شخصا، كلهم ينتظرون جوابا ينهي الانتظار، وكانوا يعتزمون تنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة في الرباط”، مردفا بأن “القلة القلية توصلت بجواب، والغالبية مازالت تواجه الإشكال القديم”.
وتواصلت هسبريس مع مصادر من سلطات منح تأشيرة البرتغال، قالت إن “الأمر لا يتعلق بأي تسويف أو تعقيد بقدر ما هي مسطرة عادية لمنح التأشيرة تأخذ وقتا ربما يكون طويلا، لكن ذلك ما يجري به العمل عادة”، موضحة أن “أي طلب يتم الانتهاء منه يتم الاتصال بصاحبه تلقائيا ليتسلم جواز سفره مع رد السفارة”.
يشار إلى أن السلطات المغربية ونظيرتها البرتغالية صادقت في يناير 2022 على اتفاقية بشأن تشغيل وإقامة المغاربة في البرتغال، في إطار تعزيز الإطار القانوني للتعاون بين البلدين؛ وذلك بعد مباحثات بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الشؤون الخارجية البرتغالي، أوغوستو سانتوس سيلفا.
المصدر: هسبريس