مستشفى بشائر بالخرطوم مهدد بالتوقف بعد انسحاب الكوادر و«أطباء بلا حدود»
يواجه مستشفى بشائر بمنطقة جنوب الحزام في العاصمة السودانية الخرطوم، خطر التوقف تماماً عن العمل حال عدم توفر الإمدادات الطبية والكوادر الصحية.
الخرطوم: التغيير
حذرت غرفة طوارئ جنوب الحزام بالعاصمة السودانية الخرطوم، من أن مستشفى بشائر الذي يخدم سكان المنطقة، يواجه شبح الخروج عن الخدمة.
وعزت ذلك إلى انقطاع الإمدادات الطبية وانسحاب الكادر الطبي، بمن في ذلك منظمة «أطباء بلا حدود» المسؤولة عن قسم الجراحة في المستشفى، فيما أعلنت المنظمة تعليق دعمها للأنشطة الجراحية بالمستشفى بعد منع السلطات العسكرية نقل المواد الجراحية لأكثر من شهر.
ويعتبر بشائر أكبر وأهم مستشفى في منطقة جنوب الحزام، وظل يقدم خدماته للمرضى والجرحى والمصابين جراء حرب 15 ابريل بين الجيش والدعم السريع طوال الأشهر الماضية.
مناشدة عاجلة
وقال الناطق باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام محمد كندشة في تصريح صحفي، إن مستشفى بشائر يواجه شبح الخروج عن الخدمة بسبب انقطاع الإمدادات الطبية وانسحاب الكادر الطبي لديه بما في ذلك أطباء بلا حدود.
ودعا السلطات المسؤولة عن حجز الإمدادات الدوائية لمستشفى بشائر إلى فتح مسار آمن لوصولها، ليتمكن من إنقاذ المزيد من الأرواح وعلاج المصابين والمرضى.
وأضاف بأن المستشفى يعمل على تقديم الخدمات الصحية للمواطن بالتعاون مع غرفة طوارئ جنوب الحزام ومنظمة أطباء بلا حدود، وأن انسحاب المنظمة من المستشفى يعني توقف قسم الجراحة الذي نفذ خمسة آلاف تدخل طارئ وثلاثة آلاف عملية جراحية منذ مايو، تضمنت جراحة للإصابات وعمليات قيصرية.
ووصف توقف هذا القسم بأنه يعني تعرض المدنيين للموت نتيجة للمضاعفات الناجمة عن الإصابة أو عدم التدخل العلاجي فوراً، وناشد الجهات ذات الصلة والمهتمة بإنقاذ حياة المدنيين بتسهيل إجراءات دخول الحصص الدوائية القادمة نحو بشائر من مدينة ود مدني إلى الخرطوم وفك حجزها بأسرع طريقة ممكنة لضمان استمرار عمل مستشفى بشائر.
تعليق أنشطة
وكانت منظمة أطباء بلا حدود، أعلنت تعليق دعمها للأنشطة الجراحية المنقذة للحياة في مستشفى بشائر التعليمي، بما في ذلك خدمات جراحة الإصابات البالغة والعمليات القيصرية، بعد أن منعت السلطات العسكرية نقل المواد الجراحية من ود مدني إلى جنوب الخرطوم منذ أكثر من شهر.
وعبر المرجع الجراحي في أطباء بلا حدود د. شازير مجيد عن الفجيعة لاضطرارهم إلى وقف دعم الرعاية الجراحية المنقذة للحياة في مستشفى بشائر. وأشار إلى أن الاحتياجات مهولة، “وحجب الأدوية والمواد اللازمة لإجراء العمليات الجراحية يحرم الناس من الرعاية الصحية التي هم في أمس الحاجة إليها”.
ونوهت المنظمة إلى أنها بدأت بالتعاون مع طاقم عمل وزارة الصحة والمتطوعين في مستشفى بشائر في منتصف شهر مايو، ومنذ 8 سبتمبر، رفضت السلطات العسكرية السماح لأطباء بلا حدود بإحضار إمدادات جراحية جديدة من مستودعاتها في ود مدني، وأنه مع نفاد إمدادات أطباء بلا حدود الجراحية في مستشفى بشائر، أصبحت مواصلة دعم الأنشطة الجراحية مستحيلة.
وقال منسق العمليات في السودان ميشيل هوفمان: “بعد أسابيع من المناقشات، أُبلغنا، يوم الأحد الأول من أكتوبر أنّ السلطات العسكرية في ود مدني لن تسمح بعد الآن بنقل أيّ إمدادات جراحية، بما في ذلك تلك التي تتعلق بعمليات الولادة القيصرية، إلى المستشفيات في جنوب الخرطوم”.
وأكدت المنظمة أنها ستواصل دعم رعاية الأمومة والطوارئ ومرضى العيادات الخارجية في مستشفى بشائر.
ونبهت إلى أنها تواصل تقديم الرعاية الطبية في ثلاثة مستشفيات رئيسية أخرى في الخرطوم وأم درمان ودعمها، ولكن الإمدادات في بعض هذه المستشفيات بدأت تنفد أيضاً.
المصدر: صحيفة التغيير