اخبار السودان

آلاف النازحين يواجهون خطر تمدد الحرب في السودان خارج الخرطوم

يواجه آلاف السودانيين النازحين جراء الحرب بين الجيش والدعم السريع، خطر فقدان حياتهم نتيجة تمدد العمليات العسكرية خارج العاصمة الخرطوم.

التغيير: وكالات

امتد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع جنوب الخرطوم باتجاه ولاية الجزيرة، مما يعرض للخطر حياة آلاف الأشخاص الذين فروا اليها من العاصمة. ويشتد الصراع أيضًا في ولاية جنوب كردفان، حيث تهاجم الحركة الشعبية لتحرير السودان ثكنات الجيش بلا هوادة. وتشهد دارفور، حيث اتُهمت الميليشيات العربية المدعومة من قوات الدعم السريع أو التابعة لها بتنفيذ عمليات إرهابية، حملة وحشية من العنف العرقي.

وكان لإغلاق المدارس في جميع أنحاء السودان تأثير على حوالي 20 مليون طفل. ومن المعروف أن قوات الدعم السريع تقوم بتجنيد الأطفال الأكبر سناً من الضواحي الجنوبية للخرطوم، في حين يقوم الجيش بتجنيد الشباب والشابات من القبائل في المناطق التي يسيطر عليها في الشمال.

واندلع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023 بسبب توترات مرتبطة بالانتقال إلى الحكم المدني.

وبعد أشهر من تعليق الوسطاء للمفاوضات، لا يبدو أن هناك منتصرا واضحا او نهاية تلوح في الأفق للحرب التي أدت إلى نزوح أكثر من 5.75 مليون شخص وإزهاق أرواح الآلاف وتدمير مدن كبرى.

وتحاول قوات الدعم السريع الآن التحرك جنوبًا نحو ولاية الجزيرة، وهي منطقة زراعية رئيسية ومركز سكاني كبير. وقد انتقل إلى هناك مئات الآلاف من الأشخاص، فضلاً عن بعض الجهات الحكومية والإنسانية النازحة من الخرطوم. وفي الأسبوع الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على العيلفون، وهي بلدة كبيرة تقع على أحد الطرق المؤدية إلى مدني.

وفي ذات الوقت يكافح عمال الإغاثة للوصول إلى المناطق المتضررة بشدة في الخرطوم ودارفور، كما تم الإبلاغ عن حالات من الحصبة والملاريا وحمى الضنك والكوليرا في جميع أنحاء البلاد.

وقال خالد صالح البالغ من العمر 29 عاماً “الجميع ضعفت بنيتهم، بل ويعانون عقلياً أيضاً. هناك مواد غذائية محدودة في الأسواق التي تغلق أبوابها مبكراً بسبب المخاوف من تعرضها للقصف من قبل الجيش. ويخشى الناس أيضًا من الاعتقال والاستجواب من قبل قوات الدعم السريع. انها اوضاع قاتمة.”

وقال صالح إنه مثل العديد من الرجال الآخرين، بقي في أم درمان لحراسة منزل أسرته، بينما فرت النساء والأطفال في عائلته إلى مناطق أكثر أماناً في البلاد.

وقالت عائشة عبد الرحمن، البالغة من العمر 62 عاماً والتي تعيش في منطقة الحاج يوسف شرق الخرطوم، إنها لا تزال تعاني من الغارات الجوية التي شنها الجيش على حيها في أواخر سبتمبر. وأضافت “لقد صدمت مما رأيت. لقد قتلوا أطفالاً كانوا يلعبون كرة القدم وقطعت أجسادهم إلى أشلاء”.

وقالت عبد الرحمن، التي تمكنت من إرسال ثلاثة من أطفالها الأحد عشر إلى تشاد، إن الغارات أدت لقطع  الكهرباء والإنترنت والهاتف عن حيها لمدة 10 أيام متتالية.” واضافت “يبدو أن الجيش وقوات الدعم السريع يريدان  تهجيرنا دون أن يقولوا ذلك”.

وتسيطر قوات الدعم السريع الآن على معظم أنحاء الخرطوم، ولا يوجد للجيش أي وجود تقريباً في الشوارع، وتكتيكاته الوحيدة هي استهداف مواقع قوات الدعم السريع من الجو واستخدام المدفعية الثقيلة من بعيد مما يؤدي غالبًا إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين.

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) يوم الأربعاء أنها توصلت لأدلة جديدة على العنف العرقي الوحشي في دارفور، بناءً على تحليل بيانات الأقمار الصناعية ووسائل التواصل الاجتماعي التي أجراها مركز مرونة المعلومات، وهي هيئة بحثية تمولها الحكومة البريطانية جزئيا.

وقالت بي بي سي، إن التحليل أظهر أن الميليشيات المسلحة أضرمت النيران في 68 قرية على الأقل في دارفور منذ بدء الحرب الأهلية. وتعهد مسؤولو الجيش ومؤيدوهم بسحق قوات الدعم السريع على الرغم من الانتكاسات التي لحقت بهم في ساحة المعركة، بينما لم يبدوا أي اهتمام بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وفي ذات الوقت، تواصل دول أخرى توريد الأسلحة لطرفي القتال حيث ترسل مصر وتركيا طائرات بدون طيار إلى الجيش، وتقوم الإمارات العربية المتحدة بتزويد قوات الدعم السريع عبر تشاد. وقد تضاءلت الجهود الإقليمية والدولية لوقف الحرب، ويقول الناس في الخرطوم إنهم يخشون أن تؤدي الحرب بين إسرائيل وحماس إلى صرف الانتباه الدولي عن محنتهم.

وقال الطاهر حجر، زعيم احدى حركات دافور المتمردة سابقا وعضو المجلس السيادي الذي يرأسه قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، إن العقبات الرئيسية أمام وقف الحرب هي الإسلاميون المؤيدون للديكتاتور السوداني السابق عمر البشير ومن  وصفهم ب “العنصريين” في الجيش.

وقال حجر “المشكلة تكمن في قيادة الجيش. إن قرار وقف الحرب ليس في يد الجنرال البرهان، بل في أيدي الإسلاميين والعنصريين الذين يريدون أن يحكموا هذا البلد مرة أخرى. ولم تفهم أي من المجموعتين الدرس القائل بأن السودان لن تحكمه الحماقة السياسية مرة أخرى.”

وقال كاميرون هدسون، وهو محلل ومستشار في قضايا السلام والأمن والحكم في أفريقيا وشغل منصب كبير معاوني المستشارين والمبعوثين الرئاسيين الأميركيين المتعاقبين إلى السودان إن “الإرهاق من السودان” قد ظهر في وسائل الإعلام الدولية وبين بعض الدبلوماسيين.

وأضاف “هناك شعور بأن السودان في حالة دائمة من الانقلابات والعنف. لكن المشكلة هي أن السودان لم يتعرض قط للتهديد كما هو عليه اليوم. إن وجوده في حد ذاته صار موضع تساؤل”.

المصدر: الجزيرة الإنجليزية

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *