حيوانات الطَّاهر بن جلُّون
.”الحيوانات لم تكن لِتَفعَل ذلك”
إيه صدقتَ سي الطَّاهر..
أيُّ حيوانٍ يمكن أن يقصف مستشفى فوقَ رؤوس مرضاهُ وأطقُمِه، مهما بلغت حيوانيته؟!
هل سمعتَ عن هكذا جريمة، يعافُها الضَّمير الإنساني؟!
محرقة.. وإرهاب.. ودعشنة..
ألف طفل وامرأة.. وعدَّاد الموت في غزة ينزف شلّال دماء..
مطمئنًّا أنَّ ضمير العالم.. بلا ضمير.
ينتظر تحقّق “بِشارتك” بموت القضيّة الفلسطينية، فوحده هذا الموت، سيُعلن ميلاد هذا الكيان المجرم.
وما دام الفلسطيني لم يمت بعد، فالقضية حيّة، وهو شاهد إثباتها الوحيد.
لذلك رابط في الأرض..
استعصى على الإبادة..
وما زال يورِّث مفتاح بيته المُغتصب، لأطفاله.
الحيوانات لم تكن لتفعل ذلك” ”
والله صدقَ الطاهر بن جلون.. فأيُّ حيوانٍ، مهما “تحيْوْنْ” يمكن أن يسجن مليوني آدمي ويزيد، لمدّة ستة عشر عاما، ويقطع عنهم حين يُصابُ بالسُّعار الماء، والكهرباء والغذاء.. والدّواء
يقطع عنهم الحياة.
وقد ألهمته إبادة الهنود الحمر.. إبادة كل حرف فلسطيني..
كل تاريخ..
كل موروث..
كل اسم..
كل حجر..
كل شجر..
كل عرق لا يزال ينبض أن الاسم فلسطين.
“الحيوانات لم تكن لتفعل ذلك”
وأيُّ حيوان ابن ستّين كلب، “يا سي الطاهر”، ذاك الّذي يعطي الأمان لمدنيين، ليتحرَّكوا نحو الجنوب هربا من مذابحه، ثمّ يتلقَّفهم برصاصه الحي في الطريق.. فيسقط العشرات بسلاح الغدر.. تحت أعين العالم.
كيف أصبحت إنسانيتك.. وأنت تشرب هذا الخبر؟
عساها بخير..
عساه ضميرا.. لا ضمير له..
وعسانا نقيم حدادك.. نحن الذين كم صفقنا لك.. فلم تعد تجمعنا بك قرابة القضية الفلسطينية.
وأما أقرباؤنا في القضية.. فقد انتصروا لفطرتهم.. التي ما زالت ترى الحق حقا..
والظلم ظلما..
والاحتلال احتلالا..
والمقاومة مقاومة..
والحيوان.. حيوانا..
المصدر: هسبريس