طلبة يشتكون انشغال ذويهم عنهم بمتابعة «التواصل الاجتماعي»
حرصت معلمات في مدارس خاصة بالمنطقة الشرقية على الاجتماع مع آباء في مسعى لتعزيز الصحة النفسية للطلبة، وتوطيد التواصل الأسري بعد أن كثرت شكوى طلبة في المرحلة الابتدائية من انشغال أولياء أمورهم بالهواتف الذكية ومتابعة مواقع التواصل الاجتماعي في البيت، وحذرن من أن هذا يؤثر على نموهم النفسي والجسدي.
وتفصيلاً، ذكرت معلمة اللغة الإنجليزية في مدرسة خاصة بالمنطقة الشرقية، إيلين جينيفر، أن «المعلمة تقوم في المدرسة بدور تربوي وتعليمي، إذ تحاول قدر الإمكان تقويم سلوك الطلبة غير المحبب وتعزيز السلوك الإيجابي، مع خوض الحوارات المباشرة مع الطلبة»، منوهة إلى أن عدداً من الطلبة يشتكون دائماً انشغال والديهم عنهم من خلال متابعة برامج التواصل الاجتماعي على هواتفهم في البيت.
وذكرت أن الأسرة تواجه تحدياً جديداً، وستكون له أبعاد سلبية مستقبلاً، وهو انشغالهم بأجهزة الهواتف الذكية، ما سيؤثر على العلاقات الأسرية وتربية الأبناء، فالتواصل الفعال يتطلب وقتاً وانخراطاً، لتشجيعهم على تنمية مهاراتهم وجعلهم يتخطون التحديات التي تواجههم.
وأضافت: «قمت بشكل خاص بالاجتماع مع آباء يشكو أبناؤهم انشغالهم الدائم عنهم، وتوضيح مدى حاجة أبنائهم لقضاء الوقت معهم والتفرغ لهم خلال اليوم، بدلاً من تعويضهم فقط في إجازة نهاية كل أسبوع»، لافتة إلى تجاوب الأسر بشكل إيجابي على الرغم من تخوفها من ردة فعل بعض الآباء، فيما قالت معلمة الفصل للمرحلة الابتدائية بمدرسة خاصة في إمارة الفجيرة، ياسمينة محمد: «قمت باستغلال الاجتماع الدوري الذي تقيمه المدرسة لأولياء الأمور ومخاطبة بعض الأمهات والآباء بضرورة الالتفات إلى عدد الساعات التي يقضونها على هواتفهم الذكية، ما يجعلهم محفزاً أساسياً لإدمان أبنائهم على الأجهزة الذكية والألعاب الإلكترونية، لانشغالهم عنهم».
وذكرت أن انخراط الآباء على الهواتف الذكية، سواء بفعل الأعباء العملية أو اعتماداً على التكنولوجيا كوسيلة للتسلية، يمكن أن يؤدي إلى انقطاع الاتصال الحقيقي في ما بينهم وبين أبنائهم، فهذه الواقعية الرقمية المتسارعة تطرح تحديات مهمة تتعلق بترسيخ القيم الأسرية، وبناء ذكريات تستمر للأجيال المقبلة، فيما أكدت معلمة اللغة العربية بإحدى المدارس الخاصة في إمارة الفجيرة، نور محمد، أنه «قد لا يشعر الشخص بمدى انشغاله بمواقع التواصل الاجتماعي وقضاء ساعات طويلة من خمس إلى تسع ساعات يومياً، إذ يمكن ملاحظة تأثير انشغال الآباء عن أبنائهم بهواتفهم الذكية من خلال المشكلات السلوكية التي يواجهها بعض الطلبة، وقلة تركيزهم في الحصص الدراسية، كما يكونون أقل قدرة على بناء علاقات مع الآخرين، وغير مدركين لمهاراتهم ومواهبهم».
وأضافت: «على الآباء أن يخصصوا وقتاً يومياً للتواصل مع الأطفال دون استخدام هواتفهم الذكية، إذ إن بعض الآباء قد لا يرون أن هناك مشكلة في انشغالهم عن أبنائهم بهواتفهم الذكية، معتقدين أن هذا السلوك لا يؤثر على صحة أبنائهم النفسية، خصوصاً أن المعلمات حين يقمن بنصح الطلبة لاستغلال أوقاتهم في تنمية مهاراتهم وحل الواجبات تكون الشكوى الصريحة من بعض الطلبة بانشغال آبائهم عنهم بهواتفهم الذكية».
• معلمات حرصن على الاجتماع مع آباء لتعزيز الصحة النفسية للطلبة، وتوطيد التواصل الأسري.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم