اخبار السودان

القادمون من حرب الخرطوم.. ذكريات حزينة وواقع مرير

بدأ الأمل بتوقف الحرب يتلاشى وسط النازحين القادمين من حرب الخرطوم والذين تحولت نبرة التفاؤل لديهم إلى يأس من العودة لديارهم.

التغيير: ود مدني: عبدالله برير

ما زالت حكايات النازحين المأساوية عن الحرب تسترجع شريط الأهوال التي شاهدوها والأحزان التي عايشوها منذ أبريل الماضي.

وما بين من فقدوا أرواح المقربين لهم ومن فقد حصاد عمره ومنزله، تمتلئ مذكرات النازحين بقصص الوجع ويتدفق الألم بين ثنايا احرفهم.

وتواصلت معاناة النازحين القادمين من الخرطوم الي مدينة ود مدني وسط السودان هربا من الحرب الدائرة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني منذ منتصف أبريل الماضي.

معاناة مضاعفة

وتضاعفت المعاناة في دور الإيواء بولاية الجزيرة التي انحسرت الخدمات في بعضها بعد تطاول أمد الحرب وشح الدعم من المنظمات والأفراد.

وبعد أن كانت الخدمات الطبية والإعاشة منتظمة في مراكز الإيواء طرأ عليها تراجع شديد بعد زيادة عدد المدارس المفتوحة للنازحين.

نازحون في طريقهم لمغادرة الخرطوم

وتحدثت لـ (التغيير) المواطنة جميلة محمد أحمد عيسى، التي تسكن الخرطوم بضاحية الأزهري حي الانقاذ وتنتمي إلى أسرة مكونة من 10 افراد.

وتحكي “جميلة” قصتها قائلة: “خرجنا من الخرطوم في 26 ابريل أي بعد حوالي 13 يوما من بدء الحرب”.

وتضيف: “في بدايات الصراع كانت الاشتباكات عنيفة جدا حيث تقع المدينة الرياضية بالقرب منا ولكن لحسن الحظ لم يصب احد من افراد اسرتنا غير ان جيراننا من الناحيتين الغربية والشرقية تعرضت منازلهم للقصف مع عدم وجود خسائر في الأرواح، كما أن منازلنا لم يدخلها أي فرد من قوات الدعم السريع إلى غايه اللحظه بحسب ما نتابع مع جيراننا الموجودين هناك”.

فيما وصفت الوضع في دار الإيواء الحالي بمدينة ودمدني بإنه (سيء جدا)، مشيرة إلى إنهم يحتاجون ا
للمواد الغذائيه وصيانة ومراجعة نظام الصرف الصحي ونظافة الحمامات.

العودة للخرطوم

وحول رؤيتها للمرحلة القادمة تقول جميلة: “أتمنى أن تتحسن الأوضاع ونعود إلى بيوتنا.

وتختم حديثها بالقول: “هذه الحرب يجب أن تتوقف باسرع ما يمكن لأن المواطنين تشتتوا في البقاع المختلفة والأقارب اصبحوا لا يعرفون أخبار بعضهم البعض”.

اما سعدية عبد الرحيم، التي تسكن بمدينة الخرطوم حي الإنقاذ، ذكرت بأن الاشتباكات بدأت بالقرب منهم في منطقه المدينة الرياضيه ايضا.

وأضافت: “تأذى أطفالنا وتعرض منزل نجلي للقصف، لكن بحمد الله لم تحدث أي اصابات في الأرواح”.

وتابعت بالقول: “جئت إلى مدينة ود مدني في معسكر الإيواء رفقه ابنتي لكن أسرتي مشتتة ما بين ولايتي الجزيرة وولاية النيل الأزرق”.

وتختم بالقول: “لم استطع اللحاق بأهلي في الدمازين وفضلت مدينة ود مدني لأنني مصابة بمرض القلب والمتابعة الطبية هنا افضل”.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *