اخبار المغرب

الرياحي والبياز وآخرون.. دعوات تروم العناية بالوضع الصحي لقدماء اللاعبين

تتواصل معاناة العديد من اللاعبين القدامى مع المرض، منهم الذين ساهموا في متعة الكرة المغربية، كنجم فريق الرجاء الرياضي والدفاع الحسني الجديدي رضا الرياحي، وكذلك مصطفى البياز، لاعب المنتخب الوطني لكرة القدم سابقا، حيث جدد وضعهم “فتح ملف ضرورة مواكبة الجهات المسؤولة عن القطاع الرياضي للأوضاع الصحية والاجتماعية لقدماء المحاربين في الملاعب الكرويّة”.

الرياحي، الذي كان من أبرز لاعبي وسط الميدان، صار يعيش حياة متأزمة بسبب لزومه البيت بمدينة الجديدة وعدم قدرته على ممارسة العديد من الأنشطة، جرّاء جلطة دماغيّة أفقدته القدرة على الحركة. أما البياز (63 سنة) فمر بوعكة صحية جعلته يخضع لعملية جراحية؛ ورغم أن زميله في المنتخب سابقا، عزيز بودربالة، أعلن أن “البياز في وضعية اجتماعية مريحة وميسور”، فإن ذلك لم يوقف مطالب العناية الرسميّة باللاّعبين القُدامى.

إحداث تعاضدية

عزيز بلبودالي، الخبير في الشأن الرياضي، أوضح أن “نظام الهواية الذي مارس فيه اللاعبون القدامى لم يكن يضمن تأمينا مدى الحياة، بل كان تأمينا محدودا، والكثير من اللاعبين من الرعيل الأول يتعرضون لوعكات صحية باستمرار، وهو ما يجعل هذا النقاش يتجدد دائما”، مضيفا أن “اللاعب الذي قدم أشياء كثيرة للوطن يجب أن يلتفت إليه المسؤولون، ليس كإحسان وإنما كمقاربة تلقائية”.

وجدد بلبودالي التذكير بمطلب خلق تعاضدية عامة للرياضيين السابقين، يسنها المشرع وتخرج عبر المساطر المعمول بها إلى الوجود، وتكون لها قوانين تحمي اللاعبين بعد الاعتزال وتوفر لهم تأميناً حافظاً للكرامة”، مشيرا إلى أن “الجامعة الملكية لكرة القدم تتدخل بشكل سخي وكريم كلما ظهر مشكل صحي لأحد اللاعبين، لكن يجب أن يكون هذا التدخل مقننا ومؤسساتيا يكرس هيبة المؤسسات وحرمة الخدمات”.

ولفت الانتباه إلى أن “هناك لاعبين يظهرون في الواجهة لكونهم كانوا نجوما لكرة القدم، لكن آخرين غير معروفين يعانون المشكل نفسه، وهناك رياضات أخرى غير كرة القدم تعرف الإشكال ذاته”، مذكرا بـ”الدور الذي تلعبه مؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، رغم أن عدد المستفيدين منها محدود، وشروطها جد صعبة، وليست متوفرة لأغلب اللاعبين السّابقين”.

وتابع قائلا: “في ظل نظام الاحتراف والقانون الجديد 30.09 يجب أن ننتبه إلى هذه المسألة، وأن تكون لها مقاربة قانونية توقف التعامل الإحساني”، لافتا الانتباه إلى أن “الإحسان يبقى لحظيا وفي أحيان كثيرة يمس بالكرامة، وليس كل اللاعبين يقبلون بهذه الخطوة لأن لديهم عفة خاصة”. وأضاف “إذا كان الأمر قانونيا ومؤسساتيا سيكون مختلفا، خصوصا أن الأندية لا تستطيع القيام بهذا الدور لكونها غارقة في الديون”.

حالات متكررة

مصطفى الهرهار، وهو مدرب سابق في قسم الهواة وخبير بالشأن الرياضي، قال إن “الإشكال هو غياب التأهيل القانوني للقطاع الرياضي في السابق، وحتى مع وضع القانون لم تنتقل الأندية الرياضية إلى الشق المقاولاتي، الذي يجعلها عبارة عن شركة معنية بمختلف التحديات الاقتصادية من ضرائب وغيرها، وبالتالي يكون اللعب “حرفة” أو “مهنة” بالتعريف المعروف الذي يضمن للأجير كافة حقوقه”.

وأبرز الهرهار، في تصريحه لجريدة هسبريس، أن “القطاع لا يزال هاويا في جزء كبير منه، والعديد من اللاعبين القدامى يعانون من أمراض مزمنة مختلفة، ومنهم من يجد صعوبة في ضمان القوت اليومي له ولأسرته”، مؤكدا أن “هيكلة القطاع الرياضي وبلورة قوانين وتنزيلها على أرض الواقع هي التي يمكن أن تكون حلا استراتيجيا للمشاكل القديمة وحتى الحالية نظرا لكون هذا الوضع يمكن أن يستمر طويلا”.

وأفاد أن “العديد من اللاعبين القدامى كانوا يلعبون لأجل المتعة واللحظة ولأجل أنفسهم غير عابئين بالجانبين الاقتصادي والاجتماعي للعبة، لكن الإشكال أن حكومات كثيرة تناوبت ولم تعط أهمية كبيرة للقطاع الرياضي”، مبرزا أن “أسهم الرياضة المغربية ارتفعت بعد إنجاز “الأسود” في مونديال قطر، وأيضا أداء “لبؤات الأطلس” في مونديال السيدات، وهذه فرصة لتجديد النقاش لتوفير الرعاية لكل نجوم كرة القدم الوطنية”.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *