سانشيز يقترب من “قصر المونكلوا”.. فييخو يفشل في حصد الأصوات الكافية بالبرلمان

شاهد الإسبان، يوم أمس الأربعاء، ما سمعوه منذ تكليف العاهل الإسباني لألبيرتو نونييز فييخو، زعيم الحزب الشعبي بهذا البلد الأوروبي، بتشكيل الحكومة؛ وهو “الفشل في حصد الأصوات الكافية داخل البرلمان”، وهو السيناريو الذي من المرتقب أن يعاد يوم غد الجمعة.
بعد الجمعة وإذا جاء الحدث “غير المفاجئ في فشل فييخو رسميا في تشكيل حكومة إسبانية”، ستبدأ رحلة سانشيز الرسمية في بحث مفاتيح قصر المونكلوا، والتي تبدو أنها جاهزة بعد حديث عن خروج قرار العفو العام في حق بودجيمون، زعيم انفصاليي كاتالونيا.
وفي الوقت الذي يبدو فيه الشارع السياسي الإسباني “مرهقا” من انتظار خروج حكومة جديدة، لا يزال سانشيز مؤمنا بحظه هاته المرة، والذي يقترب من أن يصبح واقعا فعليا بعد طول انتظار؛ إلا في حالة حدوث “معجزة” يوم الجمعة، وهي من السيناريوهات التي تبقى بعيدة طالما ترفض الأحزاب الانفصالية قول نعم لحكومة اليمين.
رحلة سانشيز تبدأ
عبد الحميد البجوقي، كاتب ومحلل سياسي مختص في الشأن الإسباني، قال إن “يوم الجمعة سيكون تكرارا ليوم الأربعاء بالنسبة لفييخو، والأرقام التي نرها اليوم لن تتغير”.
وأضاف البجوقي لهسبريس أن “ما حدث يوم الأربعاء دحض ما كان يشاع حول وجود مفاجآت في جيب اليمين، من خلال التعويل على وجود انقسامات داخل الجسم الاشتراكي ترفض وضع تنازلات أمام الأحزاب الانفصالية”.
“مقايضة العفو العام مقابل قول نعم لحكومة سانشيز هو عنوان اللعبة السياسية الجديدة والمرتقبة في الجارة الشمالية، وهو السيناريو الذي حاول فييخو اللعب عليه من خلال القول إن “سانشيز يبيع إسبانيا مقابل الوصول إلى الحكم”؛ لكن رغم ذلك لم تحدث مفاجآت”، سجل المتحدث ذاته.
وشدد الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسباني على أن “فييخو لم يخرج منهزما كما يشاع؛ فهو كسب صورة زعيم اليمين، وأبان عن كونه رجل دولة حقا، لكن رغم كل شيء لم يخرج عن ثوب رجل المعارضة، وحتم عليه البقاء هناك وفق قواعد السياسة بإسبانيا”.
وبخصوص الهجوم على تقارب سانشيز مع الأحزاب الانفصالية، أكد المتحدث سالف الذكر أن “هذا الأمر لم يكن السبب في فشل فييخو؛ لأن من يقولون له لا في البرلمان كانوا معروفين منذ الأول، لأن زعيم اليمين كان واضحا في مسألة العفو العام، وهو من المحرمات لديه”.
أما فيما يتعلق بحديث فييخو عن ضرورة التحقيق في موقف إسبانيا من الحكم الذاتي، شدد البجوقي على أن “هذا الأمر كان إيجابيا عكس ما كان يقال عنه؛ لأن ذلك أقصى التنازلات التي أطلقها اليمين تزامنا مع التخلي عن طموح سحب هذا القرار”.
لا تريد مدريد سيناريو باريس
من جانبه، اعتبر محمد العمراني بوخبزة، خبير في العلاقات الدولية والشأن الإسباني، أن “ما حدث لفييخو كان يعلمه الجميع، حتى هو بنفسه. وحاليا، إسبانيا تستعد لسيناريو سانشيز”.
وأورد بوخبزة لهسبريس أن “ما يهم المغرب من هذا الأمر هو أن تغيير موقف مدريد من الحكم الذاتي لا يرغب فيه أي مكون سياسي إسباني، حتى اليمين بنفسه، إذ يعلم الإسبان جيدا عواقب خسارة العلاقة مع الرباط”.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن “فييخو كان في المعارضة، ولزم نفس النهج من خلال التشكيك في كل شيء قام به سانشيز، حتى الاعتراف بالحكم الذاتي بالمغرب، والذي يريد منه بالأساس قنوات أفضل للاستفادة منه بشكل شخصي”.
وزاد: “فييخو لا يريد سحب الموقف الإسباني، بل يريد معرفة مضمونه، إلى جانب إقرار سانشيز بأن الأمر جاء بدون تشاور مع اليمين”.
واستبعد بوخبزة، في الأخير، أن “يتأثر الموقف الإسباني بما هو قادم، سواء نجاح فييخو يوم الجمعة بشكل مستحيل أو دخول سانشيز المتوقع إلى قصر المونكلوا؛ لأن الإسبان تعلموا درس التخلي عن شراكة المملكة، ولا يريدون عيش السيناريو الفرنسي المثير للشفقة”.
المصدر: هسبريس