الاستقرار والاقتصاد والقيم.. ركائز رئيسة في السياسة الخارجية للإمارات
خلال جلسة رئيسة ضمن أعمال منتدى الإعلام العربي المقام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أكد المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، الدكتور أنور بن محمد قرقاش، ارتكاز السياسة الخارجية لدولة الإمارات على ثلاث ركائز أساسية هي: الاستقرار والازدهار والقيم، وهي الركائز التي أسهمت جميعها في ترسيخ المكانة العالمية لدولة الإمارات وتعزيز تنافسيتها الاقتصادية.
وشدد على أهمية توجه المنطقة نحو منح الأولوية للعوامل الجيواقتصادية وتقديمها على العوامل الجيوسياسة، والسعي لتعزيز التعاون المشترك في المجالات المختلفة والتوسُّع في بناء الشراكات التي تعود بالنفع والازدهار على الجميع، لافتاً إلى أن نهج دولة الإمارات يقوم على الانفتاح وبناء جسور غير محدودة من العلاقات مع دول العالم كافة.
ونوّه قرقاش بالدور المحوري لكل من السعودية ومصر على الصعيد العربي، وقال إنهما يُشكلان عمود خيمة السياسة العربية.
جاء ذلك، خلال الجلسة الحوارية التي حملت عنوان «المنطقة العربية: السيناريو والمستقبل»، وأثنى قرقاش في مستهلها على المكانة الكبيرة التي وصل إليها منتدى الإعلام العربي والإنجازات التي حققها على صعيد تعزيز دور الإعلام في دولة الإمارات والمنطقة على مدى أكثر من عقدين.
3 ركائز
وتفصيلاً، قال المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة: إن «توجهات السياسية الخارجية لدولة الإمارات تقوم على ثلاث ركائز رئيسة هي: الاستقرار والازدهار الاقتصادي والقيم»، موضحاً أن السياسة الخارجية معنية بالاستقرار للإمارات والمنطقة.
وأشار قرقاش إلى أن الركيزة الثانية للسياسة الخارجية الإماراتية تتمثل في الازدهار الاقتصادي، مؤكداً أن النجاحات الكبيرة التي حققتها دولة الإمارات في سياق تعزيز تنافسيتها الاقتصادية، انعكست في تجاوز الناتج المحلي الإجمالي للإمارات هذا العام حاجز الـ500 مليار دولار للمرة الأولى لدولة لا يتجاوز عدد سكانها الـ10 ملايين نسمة. وأضاف أنه إلى جانب تعزيز التنافسية الاقتصادية، تعمل دولة الإمارات على بناء شراكات اقتصادية مختلفة والتوسع في الانفتاح على العالم، من خلال اتفاقيات التجارة الحرة.
وأشار قرقاش إلى أن الركيزة الثالثة في السياسة الخارجية لدولة الإمارات تتمثل في القيم، فأي سياسة خارجية يجب أن تشتمل على مجموعة من القيم الثابتة والواضحة، لهذا فإن السياسة الخارجية لدولة الإمارات تتسم بقيم تعكس هويتها العربية والإسلامية.
وأضاف أن منظومة القيم في السياسة الخارجية لدولة الإمارات تتضمن أيضاً إعلاء قيم التسامح الديني واحترام التنوع والتعدد، وما يندرج تحتها من مبادئ احترام حقوق الإنسان، منوهاً بما حققته دولة الإمارات خلال العقود الماضية من نجاحات في مجال تمكين المرأة في كل المجالات الدبلوماسية والاقتصادية.
الازدهار المشترك
وفي ما يتعلق بمشاركة الدول الأخرى نهج السياسة الخارجية لدولة الإمارات نفسه في ما يخص الازدهار، أوضح قرقاش أن جميع الدول تسير على خط مشترك، وأن دولة الإمارات تأخذ دائماً زمام المبادرة وهي المحرك الأول في كثير من الأوقات إدراكاً منها بأهمية التعاون المشترك، وتتمتع دائماً بالقدرة على الحركة والمبادرة والإبداع، مؤكداً أن جل مباحثات دولة الإمارات مع شركائها ينصبّ على التنمية والاستثمار والازدهار المشترك، وتحويل ذلك إلى واقع عبر مشاريع مشتركة، وهذا ما يعكس أهمية التركيز على الخطاب الجيواقتصادي في إطار البحث عن المشترك.
وتطرق إلى الاستهداف الأخير للقوة البحرينية في المنطقة الحدودية بين المملكة العربية السعودية واليمن، ووصف هذا الهجوم بالغادر والمفاجئ، خصوصاً أنه جاء في وقت كانت كل المؤشرات توحي بأننا إزاء الوصول إلى تفاهمات تؤدي إلى استدامة وقف إطلاق النار في اليمن بجهد سعودي كبير وخلاق، مشيراً إلى أن هذا الحادث يحمل رسالة مهمة تشير إلى وجود مجموعة في الجانب الحوثي لا تريد لهذه الحرب أن تنتهي.
وأوضح أنه في ما يتعلق بالعلاقات مع إيران فإننا نتجه إلى مسار التركيز على المشترك، حيث لا يمكن السير على مسارين في الوقت ذاته مسار النمو ومسار المواجهة، في منطقة تقبع خلف الركب العالمي خصوصاً مسار التكنولوجيا والتقدم، الأمر الذي يتطلب لنهوضها التركيز على الركائز الثلاث الراسخة في سياسية الإمارات الخارجية المتمثلة في الاستقرار والازدهار والقيم.
التقارب العربي السوري
وأشار الدكتور أنور قرقاش إلى أن القرار العربي بشأن عودة سورية إلى جامعة الدول العربية هو قرار صائب، وجاء في إطار توجه استراتيجي عربي نحو سورية، وذلك بعد غياب للدور العربي دام لأكثر من عقد، مشدداً على أهمية قيام سورية بمعالجة الموضوعات التي تشغل الدول المجاورة لها.
التعاون العربي
واستعرض قرقاش تجربة دولة الإمارات التي يمكن الاستفادة منها، والتي ترتكز على الاستقرار السياسي والانفتاح الاقتصادي والاجتماعي ووجود نظام قضائي فعال يحظى بالثقة ويعزز الطمأنينة بين أفراد المجتمع، مؤكداً أن التجربة الإماراتية متاحة لكل من يودّ الاستفادة منها في مجال التنمية الاقتصادية المستدامة.
ونبّه خلال الحوار الذي أدارته الإعلامية لارا نبهان من قناة الحدث، إلى ضرورة العمل على إعادة رسم صيغة جديدة للتعاون العربي بعيداً عن الصيغة الأيديولوجية القديمة، فدولة الإمارات لديها القناعة بأهمية الشراكة في الملفات كافة سواء الدولية أو العربية، مؤكداً أن جزءاً رئيساً من نهج وسياسة دولة الإمارات يضع في الاعتبار أن المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية يُشكلان عمود خيمة السياسة العربية، وأن أي نجاح تحققه المملكة العربية السعودية أو مصر هو نجاح عربي، وبالتالي يجب البناء عليه من خلال الشراكات.
«كوب 28» بصمة إماراتية
في ما يتعلق باستضافة دولة الإمارات لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن المناخ (كوب 28)، أكد المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة الدكتور أنور قرقاش، أهمية هذا المؤتمر الذي سيناقش أحد أهم التحديات التي تواجه العالم، لافتاً إلى أن دولة الإمارات تتعامل بإيجابية كبيرة مع ملف المناخ من خلال اهتمامها بالاستثمار منذ سنوات طويلة في مجالات الطاقة الشمسية والانتقال إلى الطاقة المستدامة، متوقعاً أن يُشكل المؤتمر خطوة أخرى ناجحة في تعامل البشرية مع أحد أهم التهديدات الوجودية، وأن تضع دولة الإمارات بصمتها في هذا الملف.
دور رئيس للإمارات في الممر الاقتصادي
قال المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة الدكتور أنور قرقاش: إن «دولة الإمارات لعبت دوراً رئيساً في بلورة مشروع الممر الاقتصادي الذي تم الإعلان عنه أخيراً في قمة العشرين، والذي سينطلق من الهند إلى الإمارات والسعودية مروراً بالأردن وإسرائيل وصولاً إلى أوروبا، مشيراً إلى أن هذه الممرات تعكس أهمية القطاع اللوجستي الذي يُشكل الحمض النووي لدولة الإمارات في التجارة والاقتصاد. وأردف أن الإمارات أضافت مسارات الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والاستدامة لترسيخ تنافسية الاقتصاد».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
المصدر: الإمارات اليوم