تقرير إسباني يهتم بتدخلات الجيش المغربي بعد ساعات من “زلزال الحوز”

منذ الساعات الأولى عقب زلزال الحوز سارعت القوات المسلحة الملكية إلى تعبئة كل مواردها البشرية واللوجستية من أجل تقديم المساعدة العاجلة والضرورية للساكنة المتضررة من جراء هذه الفاجعة الأليمة، التي تسببت في وفاة حوالي 3000 مواطن مغربي وتضرر أكثر من 2900 دوار.

في هذا الصدد سلط تقرير لموقع “ديفينسا” الإسباني، المتخصص في الشؤون العسكرية، الضوء على التدخلات الجوية للقوات المسلحة الملكية التي حشدت قدراتها اللوجستية على غرار المروحيات والطائرات بدون طيار للوصول إلى المناطق المتضررة ذات الطبيعة الجبلية، وهو ما مكنها من تحقيق الاستجابة السريعة في المناطق المعنية.

وأشار المصدر عينه إلى أن الجيش المغربي استخدم أكثر من 20 طائرة مروحية في الساعات الأولى من هذا الكارثة الطبيعية، إضافة إلى أنواع مختلفة من الطائرات المسيرة التي كان قد حصل عليها المغرب في وقت سابق من موردين مختلفين، لافتا إلى أن غالبية المروحيات المستخدمة في عمليات الإنقاذ ونقل المساعدات للمتضررين هي من طراز “CH47D CHINOOK” التي تنتجها شركة “بوينغ”، بالإضافة إلى مروحية النقل المتوسطة من طراز “SA330L PUMA”، التابعتين للقوات الجوية المغربية.

ولفت الموقع العسكري المتخصص إلى استخدام مروحية النقل المدني من طراز “EC225 SUPER PUMA” التي تنتجها شركة “إيرباص هيلوكوبتر”، إضافة إلى المروحية متعدد المهام من طراز “EUROCOPTER EC145″، التابعتين للدرك الملكي، مسجلا أن هذه الطائرات المروحية نفذت ما بين 35 و40 مهمة بشكل يومي انطلاقا من قاعدة مدرسة القوات الجوية بمراكش في اتجاه المناطق المنكوبة، حيث مكنت هذه المعدات العسكرية من نقل فرق الإنقاذ والإمدادات الغذائية إلى السكان المتضررين، فضلا عن إجلاء المصابين إلى مستشفيات مدينة مراكش.

وبالإضافة إلى استخدام الطائرات المروحية، سجل المصدر عينه الاستعانة بالطائرات المسيرة التي تضمها ترسانة الجيش المغربي في عمليات البحث عن الناجين وتحديد المناطق المتضررة والمحجوبة بسبب الانزلاقات الصخرية التي نجم عنها انقطاع بعض المسالك والطرقات، مشيرا في هذا الصدد إلى استخدام الطائرة التركية المسيرة من طراز “BAYRAKTARTB2” التي لعبت دورا مهما في عمليات البحث وإنقاذ خمسة أشخاص من مربي الأغنام علقوا في إحدى المناطق لقرابة 72 ساعة.

كما حضرت الطائرات المسيرة الإسرائيلية خلال عمليات الإنقاذ والبحث، إذ استخدم الجيش المغربي كذلك طائرات بدون طيار من طراز “WANDERBVTOL”، وهي التي تصنعها شركة “BLUE BIRD AERO SYSTEMS” الإسرائيلية؛ واستخدمت لتحديد المناطق المتضررة ونقل الصور المرتبطة بها إلى مركز قيادة عمليات القوات المسلحة الملكية.

يذكر أن الترسانة الجوية للقوات المسلحة الملكية تضم عددا من المروحيات والطائرات المسيرة التي حصلت عليها الرباط من كل من إسرائيل وتركيا والصين، إذ سجل خبراء إستراتيجيون تحدثوا لهسبريس في وقت سابق أن المملكة المغربية باتت تركز على امتلاك الدرونات بالنظر إلى فعاليتها في ساحة المعركة وتكلفتها المنخفضة، إضافة إلى قابليتها السريعة للتشغيل؛ فيما أشارت تقارير متعددة إلى أن المغرب يتفاوض مع عدد من الدول للحصول على أحدث صيحات الطائرات المسيرة في العالم.