منتدى الإعلام العربي ..متحدثون: العالم يقف على مفترق طرق بين استمرار القطبية الأحادية أو التحول إلى عالم ثنائي الأقطاب
الثلاثاء، ٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣ ١١:٤٤ م
دبي في 26 سبتمبر /وام/ ضمن فعاليات اليوم الأول من الدورة الـ21 لمنتدى الإعلام العربي في دبي استعرض خبراء أكاديميين ومحللين سياسيين آفاق مشهد النظام العالمي الراهن وفرص بزوغ نظام عالمي جديد، في ضوء التحولات الجيوسياسية الحالية التي قد يعتبرها البعض بداية لعودة العالم إلى نظام القطبية الثنائية أو عالم متعدد الأقطاب.
وفيما توقع مشاركون في جلسة” هل نحن مقبلون على نظام عالمي جديد؟” استمرارية النظام العالمي الراهن الذي تقوده الولايات المتحدة وأوروبا لسنوات مقبلة في ظل استمرار نفوذها السياسي والاقتصادي الواسع واستحواذهما على الحصة الأكبر من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أشار آخرون إلى بداية تشكل ملامح خريطة جديدة لنظام عالمي يلتقي فيه الشمال بالجنوب ويتزايد فيه دور التكتلات الاقتصادية.
واتفق المشاركون في الجلسة التي أدارتها الإعلامية نوفر رمول، من “دبي للإعلام”، وجمعت كل من الدكتور محمد الرميحي، أستاذ الاجتماع السياسي، جامعة الكويت وعبد العزيز الخميس، كاتب وباحث في شئون السياسة العربية، و أحمد المسلماني ، كاتب ورئيس مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، و إياد أبو شقرا، كاتب في صحيفة الشرق الأوسط، على أهمية الدور المؤثر الذي تلعبه كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في المشهد الاقتصاد العالمي الراهن في ظل قيادة تغلّب المصالح الوطنية على أي أجندات أخرى من خلال الانفتاح على جميع القوى والانضمام إلى التكتلات التي تحقق مصالحها الاقتصادية والتنموية.
وفي مستهل حديثه استبعد الدكتور محمد الرميحي بزوغ نظام عالمي جديد يكون بديلاً عن النظام العالمي الراهن الذي تقوده الولايات المتحدة وأوروباً مشيراً إلى ان هذا النظام مازال هو الأكثر قوة والأكثر نفوذاً وتأثيراً في المشهد العالمي، وذلك لعدة أسباب أوجزها في قوة الاقتصاد الأميركي الذي يشكل وحده ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي منذ أكثر من 35 عاماً، فضلا عن امتلاك الولايات المتحدة لأكبر 5 شركات في العالم في مجال البحث والتطوير، والدور الكبير الذي لعبته الشركات الأميركية خلال جائحة كوفيد19 بإنتاج أكثر اللقاحات فعالية.
وأضاف الرميحي أن من بين أهم العوامل التي تؤكد استمرارية النظام العالمي الراهن، من وجهة نظره ما تتمتع به كل من الولايات المتحدة والغرب من حريات غير متاحة لدى القوى الأخرى المنافسة، لافتاً إلى أن الهجرة التي يشهدها العالم لا زالت تتجه نحو الغرب.
واتفق عبد العزيز الخميس مع ما ذهب إليه الدكتور الرميحي، مؤكداً أن الولايات المتحدة لا تزال هي القطب الأوحد في النظام العالمي الراهن وستظل لسنوات مقبلة، وذلك على الرغم من الحديث عن بزوغ الصين كقوة اقتصادية عالمية.
وتطرق عبد العزيز الخميس إلى الحديث عن التحولات الإقليمية واتجاه الدول الرئيسية في الشرق الأوسط وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة للتعاون مع القوى الجديدة مثل الصين، في السنوات الأخيرة، والذي قد يراه البعض تحولاً في سياسات هذه الدول، مشيراً إلى أن هذا التوجه لا يشير اطلاقاً إلى استبدال نظام بنظام آخر، وانما يأتي في سياق النضج السياسي والاقتصادي الذي بلغته المنطقة وقدرتها على اتخاذ قراراتها بناء على مصالحها وأهدافها الخاصة، من خلال الانفتاح على جميع القوى، في اطار من المصالح المشتركة والانفتاح، لكن لاتزال الهيمنة للولايات المتحدة في المقام الأول القطب العالمي الأكبر والأهم.
بدوره أشار أحمد المسلماني إلى أن العالم يتجه نحو نظام عالمي جديد يجمع بين الشمال والجنوب بعد التقاء الشرق والغرب في النظام الراهن، أو ما اطلق عليه ثنائية الشمال والجنوب، موضحاً أن حتمية التاريخ تشير إلى التقلب الدائم في موازين القوى، فمنذ نحو 200 عام وخلال الفترة من 1820 وحتى 1920 عاش العالم القرن البريطاني، ومنذ العام 1920 وحتى 2020 عاش العالم القرن الأميركي، في حين مازالت الصورة غير واضحة بشأن القرن القادم من 2020 وحتى 2120، فهل سنستمر في القرن الأميركي، أم نحن بصدد نظام عالمي جديد تتقاسمه الولايات المتحدة ومعها أوروبا أو الصين ومعها روسيا، لكن تبقى فرص الصدام في هذا القرن أقوى بكثير من فرص السلام.
من جهته لفت الكاتب إياد أبو شقرا، إلى أنه على الرغم من أنه لا جدال في أن الولايات المتحدة مازلت هي القوة العظمى في العالم سياسيا وعسكريا واقتصاديا وعلميا، وهي من تتصدر مشهد النظام العالمي الراهن، إلا أنه من المهم مراقبة كافة المؤشرات حول بدايات الوهن في المنظومة العالمية وعلى رأسها الويات المتحدة، فالقوى والحضارات لا تنهار فجأة بل يدب فيها الوهن تدريجياً، فالولايات المتحدة في رأيه اليوم تبدو غير قادرة على مواجهة الصعود الصيني القوي في مجال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة.
عماد العلي
المصدر: وكالة انباء الامارات