اخبار الإمارات

مدارس تُلزم ذوي الطلبة بتحضير الدروس منزلياً قبل شرحها في الصف

شكا ذوو طلبة في مدارس خاصة، من إلزام المدارس للطلبة وذويهم بتحضير الدروس قبل شرحها داخل الصف، لاسيما لطلبة صفوف الحلقات المتقدمة، معتبرين أن الأمر يمثل صعوبة بالغة على الطلبة وذويهم، لعدم إلمامهم الكامل بالمنهاج، وصعوبة تدريسه في المنزل قبل شرحه في المدرسة.

فيما أكد تربويان أن تحضير الدرس في المنزل قبل شرحه في الفصل يعد أمراً ذا أهمية، حتى يتيح للطالب الإلمام بالدرس قبل شرحه وتكوين فكرة عنه، لكنه قد يمثل أيضاً جانباً سلبياً، لأنه يفوّت على المعلم مهارة التحدي التي يقدمها للطلبة، ويقلل دوره في تعزيز مهارات التفكير الناقد.

وتفصيلاً، قال ولي أمر طالبين في الصفين الخامس والحادي عشر، ياسر عبدالخالق: «يدرس ابناي في مدرسة خاصة في عجمان، وبعض معلمي المدرسة يُلزمونهما بتحضير الدروس قبل شرحها في الصف، واعتدنا طوال السنوات الماضية مساعدتهما في تحضير بعض الأنشطة الصفية قبل تنفيذها في المدرسة، لكن هذا العام طلب معلمون الاستعداد للدرس المقبل من خلال تحضيره وقراءته أكثر من مرة وتدوين ملاحظات عليه، وهو أمر يشكّل أحياناً صعوبة عليهما».

وأضاف: «هذه المسألة تحمل خطأ كبيراً، لأننا نرسل أبناءنا ليتعلموا ودورنا مساعدتهم على مراجعة الدرس، أما مسألة تحضيره قبل الشرح في الفصل فتشكّل صعوبة علينا، وحينما تحدثت إلى معلمة الصف لأحد أبنائي قالت لي: إذا لم يعجبك القرار تحدّث مع المشرفة».

وقال ولي أمر طالبتين في مرحلتين دراسيتين مختلفتين، محمد وجيه، إن «المدرسة تلزمنا بتحضير الدروس قبل شرحها صفياً، وهذا الأمر يمثل صعوبة أحياناً، لاسيما أن ابنتيّ في مدرسة تدرّس المنهاج البريطاني، وهذا الأمر يشكل صعوبة بالغة علينا، لعدم استيضاح التفاصيل وعدم وضوحها لابنتيّ قبل شرحها داخل الفصل».

بدورها أكدت ولية أمر، نورا عبدالله، أن مدرسة أبنائها طلبت هذا العام تحضير الدروس داخل المنزل قبل شرحها في المدرسة، بحيث يقوم الطلبة بقراءة الدرس أكثر من مرة وتكوين وجهة نظر عنه، ثم سؤالهم داخل الفصل عما فهموه منه، وتقديم أي استفسارات أو أسئلة قبل شرحه، معتبرة أن هذا الأمر أحياناً يساعد أبناءها على تكوين فكرة عامة عن الموضوع، لكنه في الوقت ذاته، يشكّل عبئاً عليهم من ناحية فهم الموضوع، وربما يصيبهم عدم فهمه بالقلق أثناء شرحه في الصف.

من جهته، قال الخبير التربوي الدكتور أحمد عيد، إن وجهة النظر العلمية شيء، وآلية التنفيذ شيء آخر، فمسألة تحضير الموضوع منزلياً من وجهة النظر العلمية مهمة، لكن بشرط تحديد ما يسمى «خريطة المفهوم»، أي أنه على المعلم داخل الفصل شرح المطلوب تحضيره بصورة مفصلة، وتحديد العلامات الشارحة، بما يسهّل الأمر على الطلاب وذويهم.

وأضاف لـ«الإمارات اليوم»، أنه بعد الالتزام بهذه الخريطة تزداد المعلومات عما كانت عليه، ومن ثم تساعد في إدراك الموضوع حتى ولو بصورة جزئية، فالهدف من التحضير هو أن يكوّن الطالب فكرة عامة عن الموضوع من خلال القراءة التي أسمّيها «قراءة الصحف»، لأن الهدف منها أخذ فكرة عامة عن الموضوع عبر القراءة فقط وليس الحفظ، لأعرف أين أنا من الموضوع، وحينما يتم شرحه داخل الفصل يكون الطالب مُلماً ببعض المعلومات عنه، الأمر الذي يساعده على سرعة الاستيعاب.

وتابع: «بعد شرح الموضوع داخل الفصل تزداد المعلومات عما كانت عليه، وتبدأ الخبرات في التزايد بناء على المعلومات التي تتم إضافتها للطالب»، مؤكداً أن تحديد النقاط شيء مهم، والمطلوب من هذا التكليف هو قراءة الموضوع في 10 دقائق فقط وليس حفظه.

وأوضح عيد أن الخطأ في هذا التكليف هو «الرسالة الخطأ»، بحيث يطلب المعلم من الطالب تحضير درس دون أي تفاصيل أخرى تساعده على عملية التحضير، ومن ثم فإن إرسال التكليف دون شرحه لأولياء الأمور أو الطلبة يمثّل عبئاً كبيراً، لكن حينما تتوفر المعلومات المساعدة يعطي ذلك الطالب ثقة بنفسه، من خلال سؤال المعلم عما لا يفهمه من الموضوع، فالطريقة والأسلوب يختلفان في توصيل الرسالة.

من جانبه، قال الخبير التربوي، ومدير المدرسة الأهلية الخيرية في عجمان، الدكتور ماهر حطاب، إن التعليم تطوّر في أيامنا هذه، وتغير دور المعلم والطالب في الحصة الصفية، فلم يعد الطالب متلقياً ولا مسترجعاً لما يحفظه، بل أصبح محوراً للعملية التعليمية ومبادراً فيها، كما انتقل دور المعلم من معلم للمعارف إلى معلم لمهارة التفكير العليا، من أجل تهيئة الطلبة للحياة العملية ما بعد المدرسة.

وأضاف أن الحصة الصفية لم تعد مخصصة لمراجعة المعارف ولا لتسميع المحفوظ، وإنما لطرح مشكلات حياتية فيها تحدٍ لمهارات التفكير العليا للطلبة، وأصبحت الحصة الصفية مكاناً للبحث والتأمل والتوقع والتقييم والابتكار، وكل هذا لا يتحقق إلا من خلال أنشطة تعلم مثيرة للتفكير داخل الحصة، بحيث يستخدم الطالب مهارة الابتكار والإبداع ومهارات التوقع والتأمل. وعليه فإنني أرى أن تكليف الطلبة بتحضير المادة مسبقاً والإجابة عن أسئلة الكتاب قبل وقت الحصة، يضيّع فرصة تنمية وتطوير مهارات التفكير العليا داخل الصف ويفوّت فرصة تطوير مهارات التأمل والتوقع وتقييم الآراء والمقترحات الفورية.


إعداد الدرس مسبقاً يجعل دور الطالب داخل الحصة سلبياً

قال الخبير التربوي، ومدير المدرسة الأهلية الخيرية في عجمان، الدكتور ماهر حطاب إن إعداد الدرس مسبقاً من أجل جمع المعارف وفهم المحتوى، يجعل دور الطالب داخل الحصة الصفية سلبياً، لأنه سيعتمد أسلوب الاسترجاع والتذكر، لكن بعد الحصة يمكن للمعلم أن يكلّفه بمزيد من الأنشطة البحثية المتعلقة بالمادة التي تم شرحها، ومناقشتها خلال الحصة، لمزيد من التوسع والتعمق في المحتوى، ولكي يكون قادراً على استخدام ما تعلّمه في سياقات حياتية مختلفة.

 

Google Newsstand

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

المصدر: الإمارات اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *