والله دي مشكلة كبيرة السودانية , اخبار السودان
عمر عشاري
كان هذا رد موظف السفارة السودانية بالقاهرة و الذي يجيب على الاستفسارات حينما سألناه
” محتاجين شنو بعدين لولدنا الصغير جدا والذي ولد قبل الحرب بأيام قليلة لو دايرين نعمل ليهو جواز ؟! ”
رد قائلا ” شهادة الميلاد ”
قلنا ليهو ” لكن هو ماعندو شهادة ميلاد عندو افادة بس ”
فقال والله دي مشكلة
قلنا ليهو والله مشكلة ياخ
اها حلكم ليها شنو
فقال بحيرة ” والله ماعارف ”
ذهبنا لموظف اخر في الممر المكدس بالناس من اجل توثيق الشهادات الجامعية
فقال ” والله لازم شهادة الميلاد ”
عرفنا ان السفارة السودانية حاليا لاتعرف ، ولم تناقش ، وليس لديها حلول لمئات الأطفال المضافين في جوازات امهاتهم عبر الافادات لتعثر استخراج شهادات الميلاد في هذه الفترة العصيبة
ويقيني ان هذا الموضوع بدهي جدا وينبغي ان تفكر فيه السفارة كواقع افرزته الحرب قبل انفجاره حينما تفتح السفارة التقديم للجوازات
حينما ساق الرئيس ونائبه بلادا كاملة الى الحرب بالغباء والشتارة وضيق الافق وعدم التحلي بصفات القادة
في هذا المجال فقط
حمل النساء بالاطفال
كان هناك اطفال ولدوا قبل ايام قليلة ولم تستخرج لهم شهادات ميلاد
وولد البعض تحت ضرب الدانات وقصف الطائرات
وتعرضت النساء لمخاطر جادة في البيوت المحاصرة بالرصاص وهن في طريقهن الخطر الى المستشفيات القليلة التي مازالت تعمل وقتها وبعضهن وضع في البيوت بشكل غير امن
قصص هذه الولادات المستحيلة كانت مرعبة فعلا ومؤلمة وهناك قصص كثيرة كانت بالفعل مميتة
اطفال ولدوا في قارعة الطريق
في البيوت التي هربوا اليها بحثا عن الامان
ليس من احد وقتها يعمل ليستخرج لشخص شهادة ميلاد
وحتى الان في الخرطوم وفي الجنينة وفي مناطق اخرى هذا غير ممكن
ولو افترضنا ان فريقا من الاحصاء ليس واقيات الرصاص ذهب الى العمل ليستخرج هذه الشهادات
فليس من ام عاقلة بعد ان نجى وليدها من موت محقق ان تعرضه للموت مرة اخرى من اجل شهادة ميلاد
اذ ان الميلاد نفسه والحفاظ عليه اهم من ورقة تثبته في هذه الظروف
على السفارة وموظفيها في مثل هذا الشأن ان يجترحوا الحلول ، ويسهلوا الاجراءات ، يكفي الناس المبالغ الفلكية التي قررت لاستخراج الجواز
لا يمكن للموظف ان يحدثنا كشخص محتار
” والله دي مشكلة ياخ ”
طيب حلها ياعزيزي
بعضهم حالفهم الحظ وخرجوا للحياة
في مدن النزوح
وبلدان اللجوء
فحصلوا على مايثبت حضورهم في هذا الوقت العصيب
ولكن مئات الأطفال ولدوا قبل الكارثة بقليل
واثناء الكارثة
وبعدها بقليل
واثناء الهرب منها
وكثير منهم بلا شهادات ميلاد
بلا افادات حتى
وهؤلاء ايضا حالفهم الحظ في النهاية
ذلك ان بعضهم اخترق الرصاص اجسادهم الغضة
وبعضهم بسبب الفاجعة تعثرت ولادتهم ففارقوا الحياة اصلا .
المصدر: صحيفة التغيير