مابعد الإستقالة !! السودانية , اخبار السودان
صباح محمد الحسن
تفتح إستقالة فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة (يونيتامس) بالسودان نافذة جديدة ربما تأتي برياح عاتية تزعج خصومه يكون تأثيرها أكبر من وجود الرجل في المنصب فمخطيء من يعتقد إن فولكر تقدم بإستقالته لأن ليس لديه مايقدمه، على العكس قدم فولكر كل شي عنده ومن بعدها تقدم بالإستقاله، فالبعض يجهل إن عمل البعثة الأممية هو تسهيل عملية الإنتقال الديمقراطي وليس تحقيق التحول الديمقراطي
هذا الفهم المغلوط هو الذي أجج الحماس في نفوس الفلول ودفعها لطرد الرجل، وعاد وسيطر عليها الأمس مجددا لتهلل فرحا بذهابه !!
فإعلام الفلول تأبط الخبر لكن تجاهل ما وراءه اما جهلا، او قصداً حتى ينال نصيبه من التصفيق بعملية (التبشير).
وتفتح إستقالة فولكر نافذة جديدة لأن الخطاب الذي بعث به الدكتور عبد الله حمدوك لمجلس الأمن يطلب فيه بعثه سياسية توقع بين سطوره عرقلة عمل البعثة للحيلولة دون إكمال عملها لذلك أشار الي إنه اذا فشلت مهمة البعثة يجب الإنتقال الي البند السابع.
فالذي يأتي خلفا لفولكر لن يأتي بتفويض أقل منه، كما أن البعثة السياسية ستستمر في عملها برئاسة جديدة، لكن الأخطر هو إستبدالها ببعثة عسكرية وهو أمر أقرب للحدوث من غيره في بلد تشتعل فيها الحرب.
فرحيل فولكر أشبه برحيل أوكامبو الذي حاربته الفلول وطالبت برحيله، فغادر بعد أن دفع بكل التقارير الخطيرة عن كل ما إرتكبه نظام البشير من فظائع بإقليم دارفور فتفاجأ الناس بقرار المحكمة الجنائية ضد البشير بعد القرار الذي إستند على تقرير اوكامبو وليس على بقاءه ووجوده
وفولكر عندما تقدم البرهان الي الأمم المتحده بطرده لم يستجب غوتيريس وقال أنه يثق فيه، وهذا يعني أن إستقالة فولكر لم تأت إستجابة لطلب الحكومة السودانية بدليل أن فولكر بعدها واصل عمله من مكتبه بأديس أبابا واكمل تقاريره من هناك وخاطب جلسة لمجلس الأمن
إذن لم تنته اللعبة بعد، ومضحك أن تفسر الفلول ذهاب فولكر أنه إنتصار للدبلوماسية السودانية فنجاح الدبلوماسيات يجسده العمل على منع القرارات الدولية وإفشال عملية إنزال العقوبات والحد من تأثير التقارير السالبة التي ترفع ضد البلاد، نجاحها ليس في طرد المبعوثين، فإن كانت الدبلوماسية السودانية ناجحة إذن نحن ننتظر إنجازها في الحد من وقوع قرارات قادمة، وإن كانت (مبسوطة) الآن بإستقالة فولكر وتعده نجاحا لها فمن الأفضل لها أن تأتي لتفتح محلات في (سوق العيش) بالقضارف.
ولم تأت إستقالة فولكر صدفة جاءت بترتيب دقيق وقبولها يعني إتجاه الأمم المتحدة للموافقة على دخول قوات دولية سيما أن التوقيت الآن مناسب جدا للإنتقال من خيار الحل السياسي الي الحل العسكري
لهذا فإن الخبر ليس في إستقالة فولكر، الخبر مابعد الإستقالة، وعند إدراك هذه الحقيقة يجب الإدراك أيضا أن ليس هناك فرصة جديدة لممارسة هواية التضليل وطرد من يأتي بعد فولكر، او مناهضة أي قرار جديد، حتى لم تعد الطرق آمنه في الخرطوم لزحف أخضر الي مكاتب الأمم المتحدة، إنتهى الوقت.
طيف أخير:
شكل التوقيع على مسودة جدة لن يختلف عن التوقيع على مسودة نيفاشا، وقتها قالت الحكومة إنها لن توقع وانسحب الوفد وعاد الي السودان، عندها طلب المجتمع الدولي تفويض أعلى فدفعت الدولة بعلي عثمان ووقعت الحكومة فما أشبه عثمان بالبرهان في الليلة والبارحة !!
نقلاً عن صحيفة الجريدة
المصدر: صحيفة التغيير