برنامج ثوري لحل أزمة عقم الرجال بالذكاء الاصطناعي
04:27 م
الثلاثاء 12 سبتمبر 2023
يجري علماء أستراليون دراسات مهمة، لاستخدام الذكاء الاصطناعي في حل مشكلة العقم الذي يصيب نحو 7% من رجال العالم.
ونجح الدكتور ستيفن فاسيليسكو، وفريقه العلمي في تطوير برنامج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف الحيوانات المنوية في عينات مأخوذة من خصية رجال مصابين بالعقم الشديد، بشكل أسرع ألف مرة مما يمكن اكتشافه من خلال العين البشرية.
وقال فاسيليسكو، “يمكن أن يسلط برنامجنا الضوء على الحيوانات المنوية التي يحتمل أن تكون قابلة للحياة حتى قبل أن يتمكن المتخصص من فهم ما يراه في العينات”، حسب تقرير بي بي سي.
ويعمل فاسيلسكو مهندسا في الطب الحيوي في جامعة التكنولوجيا في سيدني في أستراليا، وهو مؤسس الشركة الطبية نيوجينيكس بايوساينس.
وأطلق على النظام الذي طوره وزملاؤه اسم سبيرم سيرش، وهو مصمم لمساعدة الرجال الذين ليست لديهم حيوانات منوية على الإطلاق أثناء قذف السائل المنوي، ويمثلون 10% من الرجال الذين يعانون من العقم، وهي حالة تسمى فقدان النطاف غير الانسدادي.
وفي مثل هذه الحالات عادة ما تجرى إزالة جزء صغير من الخصية جراحيا، ونقلها إلى المختبر، حتى يتمكن أخصائي الأجنة البحث يدويا عن الحيوانات المنوية السليمة في العينة.
وطور الدكتور ستيفن فاسيلسكو، وزملاؤه في جامعة سيدني للتكنولوجيا نظام ذكاء اصطناعي للمساعدة في تحديد الحيوانات المنوية القابلة للحياة، ثم استخراجها وحقنها في البويضة.
ويقول الدكتور فاسيلسكو، إن هذه العملية يمكن أن تستغرق 6 أو 7 ساعات عمل يقوم به عدد من الموظفين، وهناك خطر من إصابتهم بالإرهاق وعدم الدقة في رصد الحيوانات المنوية.
ويوضح أنه عندما ينظر عالم الأجنة إلى أسفل المجهر، فإن ما يراه “هو مجرد هذه الفوضى الكاملة مشهد نجمي من الخلايا”.
ويضيف فاسيلسكو: “تظهر دماء وأنسجة. قد يكون هناك بالفعل 10 حيوانات منوية فقط في كل هذا، ولكن يمكن أن يكون هناك ملايين من الخلايا الأخرى. إنها مثل البحث عن إبرة في كومة قش”.
وأكد أن برنامجه المطور سبيرم سيرش، يستطيع العثور على أي حيوانات منوية صحية في ثوان فقط، عند تحميل صور العينات على الفور إلى الكمبيوتر.
ولتحقيق هذه العملية بسرعة، درب الدكتور فاسيلسكو وزملاؤه الذكاء الاصطناعي على التعرف على الحيوانات المنوية في عينات الأنسجة المعقدة، من خلال عرض آلاف من هذه الصور عليها.
وقال فريق الهندسة الطبية الحيوية في جامعة سيدني للتكنولوجيا، في ورقة علمية منشورة، إن اختبار البحث عن الحيوانات المنوية كان أسرع بـ 1000 مرة من أي بحث يقوم به عالم خبير في الأجنة.
وتقول الدكتورة سارة مارتينز دا سيلفا، المتخصصة في الطب التناسلي بجامعة دندي، إن هذه السرعة في العثور على أي حيوان منوي أمر حيوي لأن “الوقت أمر بالغ الأهمية”.
وتضيف “إذا كان لديك شخص قام بجمع البويضات، وهناك بالفعل بويضات تحتاج إلى تخصيب، فهناك فترة زمنية صغيرة حتى نتمكن من القيام بذلك. وسيكون تسريع العملية مفيدا للغاية”.
ومع انخفاض أعداد الحيوانات المنوية على نطاق واسع بمقدار النصف خلال العقود الأربعة الماضية، لا يزال العقم يمثل مشكلة متنامية.
وتشير التقارير إلى أن العوامل المسببة لانخفاض خصوبة الرجال تشمل كل شيء بدءا من التلوث والتدخين، وحتى الوجبات الغذائية السيئة، وعدم ممارسة التمارين الرياضية بشكل كاف، والكثير من التوتر.