تحت أنقاض إعلام متحيز السودانية , اخبار السودان
تحت أنقاض إعلام متحيز
وجدي كامل
بتغطيات قناتي الحدث والجزيرة لحدث زلزال المغرب المأساوي بهذه الأيام تنخفض نسبة الاضطلاع والإحاطة والمعرفة بمجريات زلزالنا الوطني العنيف على نحو ملحوظ يكشف عورة إعلامنا وغيابه الفعلي عن حقيقة المعارك تاركاً الباب مفتوحاً لمروجي الحملات البائسة الشرسة المغرضة، والبروباغاندا الصاخبة من الطرفين المتنازعين.
في المقابل يقع الرأي العام المحلي صريعاً لنزعات الأخبار الزائفة والمتناقضة.
الحرب ووفق ذلك الغياب تستحق وصف العقاب الضروري الذي ربما نستحق جراء تفريطنا في تأسيس وتمتين بناء المؤسسات الوطنية المدنية بشكل عام، دعك من مؤسسات الإعلام الوطنية العقلانية الأمينة الذكية في خدماتها.
الآن تستقبل منصات السوشال ميديا المواد الخبرية والتقريرية المنحازة الباحثة عن المكاسب السياسية الآنية بدافع الاستقطاب وإحراز نقاط تستهدف تحسين الموقف التفاوضي (المرتقب) ولكن بتركيز على عنصري الخداع والتمويه.
ازاء كل ذلك الانشغال للإعلام المرئي الإقليمي الممثل في عدة قنوات كالعربية الحدث والجزيرة الإخبارية ومباشر وقنوات مثل العربي والشرق تنخفض بورصة المعلقين السياسيين وتتجمد حساباتهم بنحو اضطراري نتيجة حال العطلة المفاجئة التي داهمتهم بسبب طغيان ما هو أهم قد أصبح لتلك القنوات من حرب السودان.
هذه الهدنة الجبرية الحرجة تجيئ بمثابة الفرصة أيضاً للإدارات ولمكاتب الاتصال بالقنوات لمراجعة قوائم المعلقين السودانيين على الحرب الناشبة، والبحث عن معلقين جدد أشد كفاءة ومهنية.
اما الدرس الخاص من هذه العطلة التي داهمت الخدمات الصحفية والإعلامية للحرب فيجب أن تستفيد منه تجمعات المجتمعات المدنية من احزابها ومنظماتها وشخصياتها للبحث عن حلول إعلامية سودانية مؤسسية طالما ظلت مختفية ومختبئة من وراء واقع الإنابة والوكالة الإعلامية والذي ومهما تضخم دوره فسيظل مجرد اهتمام تقتضيه مصالح القنوات الإقليمية المتمثلة في السياسات الإعلامية لها وما تحتاجه من مواد تؤيد إثارة الضجيج والتأجيج للصراع وجذب المشاهدة الكثيفة بدلاً عن البحث عن حلول تساعد في إيقاف أواره واطفاء ناره.
فمن الناس من لا يزال على اعتقاد أن دور وسائل الاتصال في الإبلاغ والنقل وتسليط الأضواء على أفكار وآراء المختصين، بينما يحوز الإعلام المتوازن النزيه على طاقات أبعد تتمثل في قدرته على فتح الأفكار على بعضها البعض بدلاً عن صب الزيت عليها، وفيما بينها رغبة في إيقاف سعير الخلاف ومن ثم النتيجة منه.
المؤسسات الإعلامية الوطنية المستقلة هي من يدها في النار، وهي من يجب أن تسعى نحو ذلك الهدف الذهبي وليس إطالة زمن الحرب والتكسب من ذلك.
* نقلاً عن صحيفة مداميك
المصدر: صحيفة التغيير