موسوعة الفكر الصوفي تدعو إلى كشف تاريخ “العرفان” في الصحراء المغربية
جزءٌ عاشر من “موسوعة الفكر الصوفي في المغرب” انطلق إعدادهُ باستكتابٍ يهم “التصوف في الصحراء المغربية”، ينسقه الباحثون محمد صلاح بوشتلة، وعمر المباركي، وأحمد الهيبة بن الحسن.
يأتي ذلك “استئنافا للجهود العلمية الجماعية في إنجاز موسوعة جديدة للفكر الصوفي بمختلف مناطق المغرب”، وفق ما أعلن “مختبر العلوم الإسلامية بكلية أصول الدين (تطوان)”.
ودعت الجهة العلمية المهتمين من الباحثين في هذا الحقل إلى المبادرة بـ”المشاركة في هذا المشروع العلمي الذي يهدف إلى التعريف بتراثنا المغربي، الروحي والثقافي، الغني وإبراز خصوبته وخصوصيته”.
ويهتم هذا الجزء بـ”ظاهرة الصلاح والولاية بمنطقة الصحراء”، و”الإسهامات العلمية والامتدادات التربوية للمدارس والزوايا بمنطقة الصحراء”، و”أعلام التصوف بالصحراء وآثارهم”.
الجزء العاشر من “موسوعة التصوف بالمغرب وامتداداته بإفريقيا والعالم” يروم أيضا الإحاطة بـ”تأثير الفكر الصوفي بالمنطقة والمجتمع، إشعاعا روحيا وأدوارا سياسية”، ويهتم بـ”التواصل الصوفي بين زوايا الصحراء وباقي الزوايا المغربية”، وبـ”نوادر المخطوط الصوفي في الصحراء”، و”الزوايا الصوفية والعمران في الصحراء”.
وتتكون لجنة تحكيم هذا المجلد من كل من الأكاديميين: رشيد كهوس، أحمد الفراك، أحمد الفقيري، الزبير الدرغازي، عبد العزيز القاسح، حمادي هباد، محمد البوغالي، سمير آيت أومغار، أنوار أصبان، النجاة ماء العينين، مصطفى ناعمي، محمد حجاوي، محمد المصطفى ماء العينين، مولاي رشيد بن السيد، منير عشقي، محمد بوزنكاض، عبد الكريم مادون، محمد سالم انجيه، وعبد البر حدادي.
هذه الموسوعة التي صدرت منها مجلدات وتستمر أخرى في الإعداد أو التحكيم، تتوجه إلى عموم الباحثين والمهتمين، وتنطلق من فكرة مفادها أن “النظرة الشاملة لخصوصيات الفكر المغربي لا تحصل دون الاطلاع على النص الصوفي”؛ لأن “المغرب استقبل مدارس فكرية متنوعة، والفكر الصوفي احتضن هذه المدارس ودمجها؛ ففي المغرب تاريخيا نكاد لا نجد متكلما أو فقيها غير صوفي، ففقهاء البلاد وعلماء الكلام والعقيدة والأصول أغلبهم كانوا صوفيين.”
إذن “بمثل هذه الطريقة في البحث سيتجدد النظر في الفكر الصوفي المغربي؛ فهو ليس فكر الانزواء وليس فكر الهروب من الواقع ولا فكرا انعزاليا، وإنما هو فكر اجتماعي، وفكر علمي مرتبط بالواقع والإنسان والمجال”.
وتؤرخ هذه الموسوعة للتصوف الإسلامي بمختلف مناطق المغرب عبر القرون، وتهتم بأسباب انتشار الفكر الصوفي وعوامل استمراره، ومختلف المدارس والزوايا، وخصائصها ووظائفها، وأعلام التصوف وآثارهم، وتأثير الفكر الصوفي بكل منطقة من المناطق وامتداداتها، فضلا عن الوظائف الإصلاحية للتصوف بكل مجال بالبلاد يهتم به جزء من الأجزاء.
وتبرز الموسوعة “الفكر الصوفي” بوصفه “أحد مكونات الثقافة الإسلامية العربية، وأحد مكونات الهوية المغربية الأصيلة التي لا يمكن الاستغناء عنها لأنها مندمجة ومنسجمة مع روح الثقافة المغربية الأصيلة”.
المصدر: هسبريس