اخبار السودان

رسوم استخراج الجواز السوداني.. مواطنون يشكون: «تكلفة تعجيزية»

أعلنت سلطات الأمر الواقع، رسوم وإجراءات استخراج جواز السفر السوداني بعد فترة التوقف لعدة أشهر، لكنها كانت عالية وصادمة للكثيرين وأثارت ردود فعل واسعة.

 التغيير: عبد الله برير

أثارت رسوم استخراج الجواز السوداني التي تم الإعلان عنها أمس الأربعاء، ضجة واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر كثيرون أن التكلفة مبالغ فيها ولم تراعِ حالة الحرب والظروف القاسية التي يعيشها المواطن السوداني.

وأعلنت وزارة الداخلية من بورتسودان شرقي البلاد أمس، إجراءات ورسوم استخراج الجواز بعد فترة التوقف التي فرضتها حرب 15 ابريل بين الجيش والدعم السريع.

وبعد إعلان الرسوم الجديدة ضجت مواقع التواصل بالمنشورات والتعليقات الرافضة للتكلفة، ورأى أصحابها أنها غضت الطرف عن ظروف عدم صرف الرواتب وفقدان الكثيرين لمصادر الدخل، ووصفوها بأنها تعجيزية.

وكانت وزارة الداخلية، أعلنت في مؤتمر صحفي الأربعاء، استئناف العمل في استخراج الجواز السوداني، وحددت الرسوم للكبار بمبلغ 150.000 جنيه وللصغار 75.000 داخل السودان.

وبلغت تكلفة استخراج الجواز خارج السودان 250 دولاراً للكبار و150 للصغار.

وعزت الداخلية الرسوم العالية لارتفاع تكلفة إنتاج الجواز والتي ذكرت أنها تصل إلى 110.000 جنيه سوداني.

«التغيير» استطلعت آراء عدد من المواطنين السودانيين بشأن التكلفة الجديدة لاستخراج الجواز، والتي لا تقارن بالتكلفة السابقة والتي لم تكن تتجاوز الـ50 ألف جنيه، وأجمع المستطلعون على أن رسوم الاستخراج باهظة ولا تراعي الظروف المحيطة بالمواطن والمعلومة للحكومة.

ظروف قاهرة

واعتبر بلال بابكر وهو صحفي في حديثه لـ«التغيير»، أن الرسم المحدد مبالغ فيه، وقال إنه لم تراع فيه الظروف القاهرة التي يعيشها المواطن حالياً على حد تعبيره.

وأضاف: بدلاً عن التخفيف على المواطن بفرض رسوم معقولة، يأتي القرار بفرض كهذه.. رسوم يصعب على الكثير من الناس توفيرها لاستخراج وثيقة سفر وخاصةً للطلاب والمرضى إذا ما استثنينا المقيمين في الخارج مثلاً.

اما «وصال»، وهي معلمة فقد وصفت التكلفة المحددة مقارنة بآخر رسم للجواز بأنها حدثت فيها زيادة مهولة وقفزة كبيرة غير مبررة.

وأضافت: الشعب السوداني يعاني ظروفاً قاهرة وطاردة بسبب الحرب التي أفقدت الناس كل شيء.

وختمت بالقول: الكثيرون لا يستطيعون توفير ثمن الجواز وكأن الحكومة لا تريد منهم أن يفروا من الحرب وهي بذلك تدفعهم للموت.

ابتزاز للمواطن

من جهته، استنكر عاصم حبيب موظف حكومي تحديد هذا المبلغ لاستخراج الجواز.

وتساءل في حديثه لـ«التغيير»: بحسب علمي ماكينات الطباعة منحة مجانية من دولة قطر فلماذا تكون الرسوم باهظة إلى هذا الحد؟

اما اللاعب السوداني الدولي السابق التاج إبراهيم، فوصف تكلفة استخراج الجواز بأنها مجرد ابتزاز للمواطن البسيط.

وقال لاعب الهلال والمريخ السابق لـ«التغيير»: هذا المواطن أصبح مضغوطاً من جميع الجبهات وأصبح يعاني الأمرين.

وأضاف: الرسوم غير المنطقية التي فرضها وزير المالية الحالي جبريل إبراهيم لن تكون في استطاعة المواطن إلا بذهاب هذا الوزير.

وانشغلت المجالس طوال يوم أمس بقضية رسوم الجواز ودارت نقاشات في التجمعات حول الطريقة التي تفكر بها حكومة الأمر الواقع وهي تفرض مثل هذه الرسوم الباهظة على الخدمات، فضلاً عن الجبايات والجمارك العالية المستمرة أصلاً، سيما في ظروف الحرب التي ضاعفت معاناة المواطنين. وتوقع البعض أن تجري مراجعة لهذه الرسوم، لأنها مبالغ فيها ويصعب على الأسر الراغبة في استخراج الجوازات والسفر توفير هذه المبالغ الضخمة.

المصدر: صحيفة التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *