سياسة ماكرون الاستعلائية تكلف فرنسا خسارة الشركاء التقليديين في إفريقيا
أكدت تصريحات إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، خلال حديثه أمام سفراء بلاده، الاثنين، دخول باريس في عزلة نتيجة تراجع حضورها في مجموعة من الدول الإفريقية والمغاربية؛ أهمهما المغرب والجزائر.
وبالرغم من محاولته إخلاء مسؤولية فرنسا عن الوضع، فإن ماكرون اعترف، في معرض حديثه، بأن “العلاقات الثنائية ليست على المستوى الذي ينبغي أن تكون عليه مع دول مثل المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر، بالإضافة إلى دول أخرى في الشرقين الأدنى والأوسط”.
ويفكر الرئيس الفرنسي، الذي يواجه رفضا واسعا ببلاده لسياساته الداخلية والخارجية لاسيما في علاقة باريس بالرباط والجزائر، في “إعادة التفكير بعمق في شراكات فرنسا مع بلدان المغرب العربي والبحر الأبيض المتوسط”.
العباس الوردي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، قال إن التصريحات الأخيرة لماكرون “تثبت بالملموس استشعاره خسارة شركاء فرنسا الاقتصاديين، في ظل التعامل الفرنسي الاستعلائي مع هذه الدول التي تستفيد منها فرنسا أكثر مما تستفيد هي من ثروات معدنية وبترولية وغازية”.
وأضاف الوردي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “فرنسا تعي جيدا بأنها أمام معادلة صعبة؛ الأمر الذي تأكد خلال الزيارات السابقة لماكرون إلى مجموعة من الدول الإفريقية التي أبانت عدم رغبتها في التعامل مع فرنسا الكولونيالية، وبحثها عن علاقات متوازنة ربحيا، مبنية على الوضوح والاحترام المتبادل”.
ووصف الخبير في العلاقات الدولية مرحلة إيمانويل ماكرون على رأس الجمهورية الفرنسية بـ”السوداء”، مذكرا بمجموعة من نتائج الاستطلاعات الرافضة لسياسته تجاه العديد من الملفات وفشله في الانتقال بعلاقات باريس مع إفريقيا إلى المستوى الذي وصلت إليه علاقات الأخيرة مع الصين والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
من جانبه، ربط خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، الخرجات الأخيرة للرئيس الفرنسي بـ”خسارته لمجموعة من المواقع في إفريقيا نتيجة استحداث الشركاء التقليديين لفرنسا لرؤية تعاملهم معها، موازاة مع التدافع الذي تقوده روسيا والصين في القارة”.
وأضاف شيات، ضمن تصريح لهسبريس، أن الدول الإفريقية تشدد على “رفضها السياسة الانتفاعية والتبعية الصرفة لفرنسا دون تحقيقها لمزايا ومنافع، راهنة علاقاتها الخارجية بضرورة تحقيق منطق رابح رابح الذي تعتمده مجموعة من الدول المنافسة للقوى الاستعمارية التقليدية”.
واعتبر الخبير في العلاقات الدولية أن إيمانويل ماكرون “لم يعد قادرا على استيعاب التحولات التي طرأت بمستعمرات فرنسا السابقة؛ وهو ما انعكس سلبا على محاولته كسب الجزائر على حساب علاقاته مع المغرب”.
المصدر: هسبريس