البرلمان الأنديني يتجاوز مناورات الجزائر ويتطلع إلى تطوير العلاقات مع المغرب
طمس البرلمان الأنديني ذكريات غلوريا فلوريس، رئيسته السابقة، التي حاولت جر أعضائه إلى أطروحة البوليساريو، بعد انتخاب كريستينا رييس هيدالغو رئيسة جديدة، وهي التي “تحرص على جعل العلاقات مع المملكة المغربية في مستويات عالية”.
وأشادت هيدالغو خلال انعقاد دورة البرلمان الأنديني لشهر غشت، التي عرفت مشاركة أعضاء الشعبة البرلمانية الوطنية، بما يشمل المملكة المغربية، بدور الأخيرة في “تقريب القارة الإفريقية من المنطقة اللاتينية، وذلك من خلال الشراكة جنوبجنوب”، مشددة على “ضرورة الاستفادة من الخبرة المغربية في مجال الطاقات البديلة، وإدماج المهاجرين”.
وبذلك تذهب محاولات فلوريس في تغيير موقف البرلمان الأنديني من قضية الصحراء المغربية في “طي النسيان”، وهي المحاولات التي رافقها “شجب واضح” من رئاسة البرلمان، على رأسها نائبها السابق سيرخيو غاهورا، الذي شدد على أن “أعضاء هذا البرلمان اختاروا تتبع القانون الدولي، وبه يرون أن مخطط الحكم الذاتي المغربي هو الحل الأكثر واقعية لملف الصحراء المغربية”.
أمام هذا الأمر يبدو أن المغرب يوظف بيسر دبلوماسيته البرلمانية في المنطقة اللاتينية، التي نجحت بشكل ملحوظ في الحفاظ على أصوات داعمة للموقف المغربي داخل مؤسسات التشريع بدول معروفة بأيديولوجيتها الانفصالية اليسارية.
محمد الغواطي، محلل سياسي، يرى أن “مناورات الجزائر في دعم أطروحة الانفصال، سواء بالعتاد أو بمختلف الوسائل، بدأت تغيب في ظل التحولات التي تحدث حاليا، والتي بدأت تشهد تواجدا مغربيا في جل معاقل الانفصال، في مقدمتها المنطقة اللاتينية”.
وأضاف الغواطي لهسبريس أن “العلاقات بين المغرب وأمريكا اللاتينية تعود لزمن طويل، خاصة عبر المبادلات التجارية؛ واليوم فشلت بشكل كبير محاولات الجزائر في تعكير هذه العلاقات التاريخية التي تجمع الرباط بمختلف الفاعلين من المنطقة، بما يشمل البرلمان الأنديني”.
وأشار المحلل السياسي عينه إلى أن “مناورات الجزائر وجبهة البوليساريو أصبحت مكشوفة، خاصة بعد فشل طموحاتهما في تغيير موقف البرلمان الأنديني، الذي يضع التعاون مع المملكة في المقدمة”.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن “الدبلوماسية البرلمانية المغربية نجحت في اقتحام معاقل تاريخية لأطروحة الانفصال بأمريكا اللاتينية، بعد عمل دؤوب ومتواصل”.
من جانبه سجل عبد النبي صبري، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن “حضور فلوريس في دورة الجزائر السابقة لم يكن بالأساس قانونيا، لأن ذلك لم يكن باستشارة المجلس التنفيذي لمنظمة التعاون الإسلامي”.
وأضاف صبري لهسبريس أن “هاته التصريحات عرقلت التعاون البرلماني بين المغرب ودول البرلمان الأنديني، غير أن الزمن سرع من هذا التعاون بعد تبين محاولات الجزائر وجبهة البوليساريو”.
“هذا الأمر أصبح يتجلى في جل المنتديات الإقليمية والدولية، التي باتت تعرف مناورات جزائرية مفضوحة”، يتابع المتحدث عينه، مبرزا أن “الدبلوماسية البرلمانية نجحت في اختراق مناطق مهمة، مع السعي بشكل قوي إلى تعزيز العلاقات مع الدول اللاتينية”.
تجدر الإشارة إلى أن البرلمان الأنديني هو منظمة برلمانية أنشأت سنة 1979، وتتكون من 25 عضوا منتخبا بمعدل 5 برلمانيين من كل دولة (بوليفيا وكولومبيا والإكوادور والبيرو والشيلي).
المصدر: هسبريس