بالصور.. أول خريطة للمادة المظلمة قد تثبت خطأ أينشتاين
01:16 م
الأحد 20 أغسطس 2023
أنشأ عدد من الباحثين أكبر خريطة من نوعها للمادة المظلمة، ويقول الفريق العلمية إنها ربما توحي بأن نظرية النسبية التي وضعها عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين كانت خطأ.
“المادة المظلمة” مادة غير مرئية إذ يعجز البشر وأدواتهم التقنية عن رصدها، ويعتقد أنها تمثل 80% من مجموع مادة الكون.
ويؤدي وجود المادة المظلمة إلى تقوس (أو انحناء) نسيج المكان والزمان أو ما يسمى “الزمكان” حولها، الأمر الذي يسمح لعلماء الفلك أن يرسموا خريطة لوجودها عبر النظر إلى الضوء الآتي إلى الأرض من المجرات البعيدة.
ويشير انحراف الضوء إلى وجود مادة أمامه، تتسبب في انحنائه أثناء اتجاهه نحونا.
واستخدم فريق بقيادة باحثين من “كلية لندن الجامعية” ذكاء اصطناعياً لتحليل صور 100 مليون مجرة، وتفحص شكلها، وبقع الضوء المكونة من 10 بكسلات أو نحو ذلك، لمعرفة ما إذا كانت قد تمددت.
ويشير تحليل جديد أجراه العلماء للسنوات الثلاث الأولى من “مسح الطاقة المظلمة” إلى أن المادة موزعة في مختلف أنحاء الكون بطريقة تتوافق مع التوقعات في “النموذج الكوزمولوجي المعياري”، وهو أفضل نموذج حالي متوفر للكون.
لكن الباحثين وجدوا أيضاً إشارات، إلى أن الكون ربما يكون أملس بنسبة أكثر قليلاً مما كان متوقعاً.و
وتوصل العلماء إلى هذا التوقع بعد تحليل الضوء المتبقي مما يعرف بـ”الانفجار العظيم”.
ونقلت “بي بي سي” عن الباحث المشارك في الدراسة، الدكتور نيال جيفري، من قسم “الفيزياء وعلم الفلك” في “كلية لندن” قوله: “إذا كان هذا التباين صحيحاً، فربما كان أينشتاين مخطئاً.”
ويضيف “ربما تعتقد أن ذلك أمر سيئ، وربما تكون النظرية الفيزيائية قد نقضت، ولكن بالنسبة إلى عالم الفيزياء، نحن إزاء اكتشاف مثير جداً للاهتمام.. معظم المادة في الكون من نوع المادة المظلمة. ومن المدهش حقاً أن نلقي نظرة على تلك التكوينات الشاسعة المخفية عبر جزء كبير من سماء الليل”.
وجرى اكتشاف تلك التكوينات باستخدام الأشكال المنحرفة لمئات الملايين من المجرات البعيدة مع صور التقطت بواسطة “كاميرا الطاقة المظلمة” في تشيلي، وفقا لإندبندنت.
يقول جيفري: “في خريطتنا، التي تظهر المادة المظلمة بالدرجة الأولى، نرى نسقاً مماثلاً لما نشهده مع المادة المرئية فقط، عبارة عن بنية تشبه الشبكة مع كتل كثيفة من المادة تفصل بينها فجوات فارغة كبيرة”.
ويوضح أن “رصد تلك التكوينات ذات الحجم الكوني يساعدنا في الإجابة عن أسئلة أساسية عن الكون”.
طوال عقود من الزمن، اشتبه علماء الفلك في وجود مواد في الكون أكثر مما في استطاعتنا رصده.
في الواقع، تبقى المادة المظلمة، على غرار الطاقة المظلمة، مكوناً غامضاً، إنما يستدل على وجودها عبر مجرات تتصرف بطرائق غير متوقعة (بمعنى أنها تطرح تأثيرات على مواد نستطيع رؤيتها).
و”تتشكل المجرات المرئية في أكثر مناطق المادة المظلمة كثافة”، حسب الباحث المشارك في الدراسة البروفيسور أوفر لاهاف، من قسم “الفيزياء وعلم الفلك” في “كلية لندن”، ورئيس كونسورتيوم “مسح الطاقة المظلمة” في المملكة المتحدة.
وأضاف شارحاً: “عندما ننظر إلى سماء الليل، نرى ضوء المجرة ولكن ليس المادة المظلمة المحيطة بها، مثل النظر إلى أضواء المدينة في الليل.”
عبر احتساب مدى الانحناءات التي تحدثها الجاذبية في الضوء، وهي تقنية تعرف باسم “عدسة الجاذبية في علم الفلك الفيزيائي، نحصل على الصورة كاملة، أي المادة المرئية ونظيرتها غير المرئية كلتاهما.
ويرى البروفيسور أن الخريطة “تجعلنا أكثر قرباً إلى فهم مكونات الكون وكيفية تطوره”.