الصراع على مواقع السلطة يفاقم الخلافات داخل جبهة “البوليساريو” الانفصالية
تعيش مخيمات تندوف على وقع خلاف حاد بين قيادات جبهة “البوليساريو” في ظل الصراع على مواقع السلطة، إذ وصل الأمر إلى درجة اغتيال القيادات المعارضة لتوجهات إبراهيم غالي، حسب إفادات منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف.
وقال المنتدى إن قيادة البوليساريو باتت “تستعمل العنف ضد من يعارضها، وضد من ثبت تورطه في السعي لوقف الحياة في كيان البوليساريو المتهالك والضعيف ضعف القائمين عليه”، مضيفا أن “وفاة أحد القياديين البارزين، المدعو النعمة الجماني، أعادت ملف التصفيات إلى الواجهة”.
وذكر المصدر عينه أن مواقف القيادي السابق بالجبهة أدت إلى “تغير التعامل معه من طرف الرفاق، وأصبح معزولا وممنوعا من التجمعات الكبرى والاجتماعات المصيرية، لكنه استمر في اللقاءات الفردية مع بعض القادة، وكان لا يتوانى عن التصريح بأفكاره أمامهم دون حرج”.
وأوضح المنشور عينه أن “القيادة تفطنت إلى ضرورة إسكات المتوفى بأي ثمن، لتشهد حالته الصحية لاحقا تدهورا غير منطقي، ويعاني من وعكات غير مفهومة، تزامنت ومنعه من حضور المؤتمر الأخير لجبهة البوليساريو، قبل أن يتم نقله إلى إسبانيا من أجل العلاج”.
في هذا الإطار، قال محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إن “الصراع داخل أوساط القيادات الانفصالية بات ينعكس على شاكلة صدامات بين المجموعات القيادية، حيث تحاول استغلال الطابع القبلي للجبهة من أجل الحصول على الحماية”.
وأضاف سالم عبد الفتاح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “القيادات الانفصالية تحاول استغلال نفوذها لتحصيل الأرباح من الجريمة المنظمة”، مبرزاً أن “الخلافات تتركز على التنافس الثنائي للظفر بمواقع قيادية تدرّ الثروة، خاصة ما يتعلق بالمهام الأمنية المتعلقة بالتهريب والجماعات المسلحة في الساحل”.
وأورد الخبير عينه أن “الصراع يتركز أيضا على تدبير مخازن الأدوية والسلاح والمحروقات لأنها توفر منافع مادية للقيادات الانفصالية”، مؤكداً أن “ضعف زعامة البوليساريو يعمق الخلافات لأنها تفتقر إلى الكاريزما والشرعية والحضور، خاصة منذ الفضيحة التي لاحقت تهريب إبراهيم غالي إلى إسبانيا”.
وتابع شارحاً بأن “الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تورطت فيها القيادات، خاصة بعد القضايا المرفوعة ضدها في الجنايات الدولية، جعل صورة القيادة محترقة في الأوساط الشعبية نظراً إلى النهب الممنهج للمساعدات الإنسانية، وما تعيشه المخيمات من أوضاع اجتماعية صعبة”.
وخلص إلى أن “تطورات قضية الصحراء المغربية وما تبعها من هزائم متتالية للجبهة، عمقت الترهل التنظيمي لجبهة البوليساريو، لا سيما في ظل فشل الدعاية الحربية التي روج لها الخطاب الانفصالي، وهو ما دفع العناصر القيادية إلى استغلال العصبيات القبلية لحشد الدعم”.
المصدر: هسبريس