اخبار المغرب

توحّل السدود المغربية يستدعي مقاربات استباقية في تحسين القدرات التخزينية

يضيّع المغرب كميات هائلة من المياه السطحية بسبب توحّل السدود. ويرى البعض أن الظرفية الحالية قد تكون مناسبة لتنقية السدود من الأوحال، من أجل الرفع من قدرتها التخزينية، بعد أن انخفض منسوب المياه في أغلبها إلى مستويات دنيا غير مسبوقة؛ غير أن الخبراء يَعتبرون أن هذا الخيار مكلف جدا، ما يستدعي البحث عن حلول أخرى.

محمد سنان، الخبير في الموارد المائية والبيئة وتغير المناخ، أوضح أن عملية تنقية السدود من الأوحال في الفترة الحالية تتسم بالصعوبة وجد مكلفة، وقد تضاهي تكلفتها كلفة بناء سد جديد، لما تتطلبه من إمكانيات تقنية، معتبرا أن العملية قد تكون أسهل إذا كانت حقينة السد مرتفعة، حيث يسهل التخلص من الأوحال بتصريفها مع الماء.

وتفيد المعطيات الرسمية الصادرة عن وزارة الماء والتجهيز بأن حجم المياه الضائعة في المغرب بسبب توحل السدود يبلغ 45 مليون متر مكعب سنويا، في حين أن هناك تقديرات أخرى تتحدث عن أزيد من 75 مليون متر مكعب.

هذا الرقم متداول منذ سنة 2006، وهو ما يرجح أن تكون كميات المياه السطحية التي يفقدها المغرب سنويا أكبر، إذا تم الأخذ بعين الاعتبار زيادة عدد السدود التي تم إنشاؤها في المملكة خلال العقدين الأخيرين، بحسب إفادة سنان لهسبريس.

وتقرّ السلطات الوصية بأن توحل حقينات السدود يعد من أبرز إشكاليات استدامة الموارد المائية التي تختزنها سدود المملكة، وهو ما أكده وزير التجهيز والماء، نزار بركة، في جلسة مساءلة الحكومة بمجلس المستشارين شهر يوليوز الماضي.

وتشتغل وزارة التجهيز والماء، بتنسيق مع الوكالة الوطنية للمياه والغابات، على تهيئة الأحواض بعالية مواقع السدود من أجل التخفيف من حدة انجراف التربة، ومن نسبة توحُّلها.

ومع انحسار مستوى المياه في السدود إلى مستويات قاربت النضوب التام، بعد انخفاض نسبة الملء العامة إلى 28.32 في المائة، اعتبر الخبير محمد سنان أن من أهم الإجراءات التي ينبغي اتخاذها في الفترة الراهنة منع الحرث في الأماكن التي غادرتها مياه السدود، لأنه يجعل التربة هشة، ومن ثم يسهل انجرافها بعد هطول الأمطار لتشكّل أوحالا داخل حقينة السد.

إجراء آخر يرى سنان أنه كفيل بالحد من توحل السدود، وهو التشجير، في إطار المشاريع المندمجة، لافتا إلى أن هناك ضرورة لتكثيف التنسيق بين الوزارة الوصية والوكالة الوطنية للمياه والغابات، وذلك عن طريق توحيد مخطط عملهما في مجال بناء السدود وتهيئة محيطها.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن تشجير محيط السدود لا يفضي فقط إلى الحيلولة دون انجراف التربة، بل يمكّن أيضا من تنقية المياه، وبالتالي تقليل نسبة الأوحال التي تصل إلى السد، مؤكدا أن الإجراءات الاستباقية هي الحل الأمثل لهذا المشكل.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *