تكوين صارم يستهدف “مؤطري التخييم”
في خضم الضجة التي أثارها تعرُّض صبيان للتحرش الجنسي من طرف رئيس جمعية رياضية في مدينة الجديدة خلال رحلة ترفيهية، تسود قناعة لدى الجمعيات المرخص لها بتنظيم المخيمات بأن الحادثة لن تؤثر على ثقة آباء وأمهات الأطفال فيها.
وتخضع الجمعيات التي تحصل على ترخيص من وزارة الشباب والثقافة والتواصل لتنظيم المخيمات الصيفية لشروط صارمة، سواء في ما يتعلق بفضاءات استقبال الأطفال، أو على مستوى المؤطرين الذين يتعيّن أن يكونوا حاصلين على تكوين خاص يجعلهم مؤهّلين للقيام بهذه المهمة.
ويخضع المؤطرون لتكوين يبدأ بالتدريب التحضيري، ثم المرحلة التجريبية داخل المخيم، وإذا نجح المرشح لتولي مهمة مؤطر في المرحلتين المذكورتين، يخضع لتكوين تطبيقي، ثم يجتاز امتحانا كتابيا بموجبه يُمنح صفة مدرب.
وخلال مرحلة التدريب، يخضع المؤطرون لتكوين في أدق تفاصيل التعامل مع الأطفال، “لأنه لا يمكن لأي كان أن يأتي ويتعامل مع الأطفال بدون تكوين صارم، لأن التكوين هو ضمانة لحماية الأطفال”، بحسب إفادة مصطفى الفلولي، رئيس جمعية الرسالة للتربية والتخييم.
ومن بين الشروط التي يجب أن تتوفر في أي مرشح لتولي مهمة تأطير الأطفال في المخيمات، أن يبلغ 18 عاما فما فوق، وأن يكون حاصلا على شهادة الباكالوريا، وأن يكون سجلّه العدلي خاليا من أي سوابق.
وتُلزم اتفاقيات الشراكة التي تجمع الوزارة الوصية على القطاع بالجمعيات هذه الأخيرة بتوفير مربٍّ واحد لكل عشرة أطفال، ويتعين أن يكون ملف الاستفادة من البرنامج الوطني للتخييم مشفوعا بالوثائق المتعلقة بالمؤطرين، من بطاقة وطنية وديبلومات والسجل العدلي.
وأثار انتشار مقطع فيديو يظهر فيه مسؤول جمعية رياضية يقوم باعتداء جنسي على طفل خلال رحلة في شاطئ مدينة الجديدة ضجة واسعة في المغرب خلال الأيام الأخيرة، وازتها مطالب بالتشدد في مراقبة الجمعيات.
في هذا الإطار، اعتبر مصطفى الفلولي أن “واقعة الجديدة” لن يكون لها تأثير سلبي على ثقة الأمهات والآباء في الجمعيات المشرفة على المخيمات الصيفية المرخص لها من طرف الوزارة الوصية على القطاع.
وقال: “هناك تقييم يقوم على مبدأ الفعل ورد الفعل، فالطفل الذي يجد أن التغذية، مثلا، داخل المخيم غير مناسبة، أو أن هناك عنفا داخل المخيم، سيُخبر والده أو أمه بذلك، ولا يمكن أن يرسلاه مع الجمعية نفسها مرة أخرى، أما إذا كان في أيْدٍ أمينة ويلقى الرعاية اللازمة، فإنه سيبقى مع الجمعية”.
وانطلاقا من تجربة الجمعية التي يرأسها، تابع المتحدث ذاته قائلا: “الجمعيات الجادة تحافظ على ثقة الأطفال المستفيدين من التخييم وأوليائهم، ويستمرون معها إلى أن يبلغوا السنّ التي ينتهي فيها حقهم في الاستفادة. أما الجمعيات غير الجادة، فتعلّق إعلانات التخييم الصيفي في دُور الشباب ولا تجد مَن يُرسل معها أطفاله”.
المصدر: هسبريس