ضمير صندل ومصلحة جبريل!! السودانية , اخبار السودان
أطياف
صباح محمد الحسن
ضمير صندل ومصلحة جبريل!!
لم تصادف صحوة ضمير الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة سليمان صندل، إحساساً بالذنب عند وزير المالية الانقلابي رئيس الحركة د. جبريل إبراهيم الذي كان يتوقع أن الانتماء للحركة والمصالح أقوى من مشاعر الإنسانية
وفات عليه أن شعور الرحمة والألم لمعاناة الناس أقوى الأحاسيس التي تجعلك مطمئناً على (آدميتك)، وأن يستيقظ الضمير عند صندل بعد غفوة خير من استمرارية (اللاشعور) عند جبريل حتى هذه اللحظة.
وصندل رفع شعار الحركة ليطالب بالعدل ورفع الظلم عن الناس، واختار أن يشاطر وطنه الآلام والأوجاع، فقال إن الحرب اللعينة يقودها طرف ثالث، فبالرغم من أنه لم يسم الطرف لكن يكفيه الاعتراف للتاريخ، قال إن الطرف الثالث ما زال مصمماً على استمرار الحرب ودعا السودانيين للتحرك والتوحد لوقف ما أسماه بالمحرقة، وصندل لخص ما يحدث في أخطر كلمتين في حديثه (التصميم والمحرقة) وهذه هي الجريمة، أن يكون ثمة من يصمم على إحراقك مع سبق الإصرار والترصد!!
الأمر الذي لم يعجب جبريل، لأن (الكلام دخل الحوش) فجبريل نفسه يُذكر كلما ذُكر الطرف الثالث وينسب له من الجُرم ما ينسب للحركة الإسلامية،
لذلك سارع بالرد على تصريح صندل وكتب مغرداً (ما قاله سليمان صندل يعبر عن رأيه الشخصي وليس عن مواقف الحركة).
عن أي مواقف يتحدث جبريل وأهله في دارفور تُعد لهم المقابر الجماعية لمواراة جثامينهم، بعد ما تسبب الطرف الثالث في قتل الآلاف من دارفور وشردوا الملايين وأعادوا سيناريوهات الظلم الذي ارتكبوه في الماضي بذات السلاح (الجنجويدي) في عهد البشير، ولكن مصيبتهم الأكبر في ذهاب البشير رئيساً وبقاء ابنهم جبريل وزيراً!!
فجبريل باع دارفور الآن مقابل رسوم جمركية ومساعدات إنسانية على شاطئ البحر الأحمر، فماذا يعني له قتل أهل دارفور والخرطوم، لطالما (العداد ماشي)،
ففي كل التصريحات والمواقف السياسية يمكن أن يُجرد جبريل صندل من مواقفه لأنه خالف قواعد الحركة أو خالف (اللائحة) لكن لا يمكن أن يجرد صندل من إنسانيته هذه وحدها ليست بيده!!
فجبريل كان من الأفضل أن يحاسب صندل على موقفه سراً دون أن يجهر بالقول والذنب، ليخبر العالم كله أنه ليس ضد هذه الجرائم الإنسانية وأنه مع قتل الآلاف من المواطنين، مع (البل) للقضاء على الجنجويد حتى لو قتل معهم الآلاف من المواطنين، أما كان يكفي جبريل أن يكون شريك حكم ومؤامرة وانقلاب وسلطة وتهريب وفساد، فلماذا يريد أن يكون شريك جريمة!!
فالتاريخ لن يرحم الذين حرضوا الأطراف على القتل وكل نفس مؤمنة تنهش لحمها الكلاب الآن في شوارع دارفور والخرطوم سيسأل الله عنها كل عسكري وسياسي وإعلامي ومواطن صفق لهذه الحرب وقال لا للسلام، (وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم)!!.
طيف أخير:
#لا_للحرب
ذكرنا أمس الأول أن عودة الجيش لطاولة التفاوض قريبة واليوم نقول إنها أصبحت أقرب.
* الجريدة
المصدر: صحيفة التغيير