اخبار المغرب

الفارون من اكتظاظ وصخب المناطق الساحلية يختارون عروض السياحة الجبلية

وسط الهجرة الجماعية للمغاربة في فصل الصيف نحو الشواطئ قصد الاستجمام، هناك صنف آخر من المغاربة يقصدون وجهات أخرى لقضاء العطلة، من أبرزها الجبال والمرتفعات التي تغريهم بسحرها وطبيعتها الخلابة، بعيدا عن الازدحام والضوضاء اللذين يميزان المدن الساحلية.

حسن، ابن مدينة طنجة المعروفة بشواطئها الساحرة، واحد من المغاربة الذين تستهويهم السياحة الجبلية، حيث فضل قضاء العطلة رفقة أسرته بشلالات أوزود، بإقليم أزيلال في تجربة فريدة من نوعها.

حكى حسن تجربته لهسبريس قائلا: “السياحة الجبلية أمر ممتع وفريد من نوعه، يمنحك فرصة أكبر للاسترخاء والهدوء بعيدا عن ضوضاء الشواطئ والمدن الكبرى”.

وأضاف الرجل الذي زار الشلالات الشهيرة رفقة زوجته وأربعة أبناء: “روعة المكان وطيبة الناس والهدوء الذي يعم الفضاء يمنحك تجربة مميزة تبدأ التفكير في إعادتها قبل مغادرة المكان”.

وبدا حسن، وهو القادم من طنجة الصاخبة في الصيف، جد مرتاح وهو يروي قصته للجريدة، إذ قال: “فرق كبير بين هذا الفضاء والمدن الساحلية. أنا وأسرتي قضينا أسبوعا سيبقى عالقا في الذهن. جمال هذا المكان لا يمكن أن تصادفه في المدن الساحلية، التي تفتقر للهدوء الموجود هنا”، مؤكدا أنه سينصح جميع أصدقائه بزيارة الشلالات وتجربة قضاء العطلة في الجبل عوض البحر.

محمد الديش، رئيس الائتلاف المدني من أجل الجبل، اعتبر أن الإقبال الضعيف الذي تسجله السياحة الجبلية مقارنة بالمناطق الساحلية “طبيعي ونتيجة حتمية، لضعف البنيات التحتية والمسالك في المناطق الجبلية”.

وأضاف الديش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المناطق الجبلية “يمكن أن تكون مصدر جذب للسياح إذا توفرت لها الظروف الأساسية، لأن المناطق التي يمكن أن تكون مصدر جذب ليست سهلة الولوج”.

وأفاد الناشط المدني بأن المناطق الجبلية “أقل جذبا للاستثمار الخاص، لأن فيها استثمارات عمومية ضعيفة، إن على مستوى البنيات التحتية أو الترويج لها”، مؤكدا أن هذه المناطق تبقى “آخر ما يمكن أن تفكر فيه الحكومات المتعاقبة، فالسياحة الجبلية من الواجهات التنموية المغيبة، رغم توفرها على مؤهلات كبيرة”.

وزاد الديش موضحا أن المناطق الجبلية “يفترض أن تسجل إقبالا كبيرا عليها، خاصة أن المناطق الشاطئية مكتظة بشكل كبير، والناس يبحثون في العطلة عن الراحة والاطمئنان والاستجمام وليس إضافة ضغط على ضغط”، مشيرا إلى أن التغيرات المناخية أثرت بدورها على عدد من الوجهات التقليدية، كسد بين الويدان، والبحيرات الطبيعية مثل ضاية عوا ومنابع أم الربيع التي أضحت جافة بسبب توالي سنوات الجفاف.

وانتقد المتحدث “تقاعس السلطات وعدم حمايتها المناطق الرطبة”، متهما لوبيات الفلاحة الموجهة للتصدير بـ”العمل على استنزاف مياه البحيرات وتوظيفها في سقي الفلاحة الموجهة للتصدير، الأمر الذي جعلها جافة وصحراء قاحلة”، وفق تعبيره.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *