اخبار المغرب

اختلالات تسلب الأرواح في دمنات

إثر حادثة اليوم الأحد التي وقعت على الطريق غير المصنفة الرابطة بين الطريق الجهوية 302 ودمنات، في إقليم أزيلال، وذهب ضحيتها 24 راكبا، طالب حقوقيون بضرورة وقف نزيف حوادث السير بالإقليم، ومراقبة وسائل نقل الركاب، مؤكدين أن المسؤولية مشتركة بين عدة أطراف وتستلزم ربط المسؤولية بالمحاسبة.

في هذا الصدد قال عمر أوزياد، ناشط حقوقي، إن “عدد ضحايا النقل بالإقليم في تزايد مستمر”، مشيرا إلى “فاجعة أزيلال” التي خلفت 24 قتيلا، من ضمنهم امرأتان وطفل، وقبلها حادثة آيت عباس التي خلفت حوالي ستة ضحايا وعدة جرحى؛ و”حوادث أخرى ناجمة عن وضعية الطرق المزرية والحالة الميكانيكية للسيارات والسرعة القاتلة وغياب المراقبة الأمنية وضعف التشوير”.

وتابع أوزياد ضمن تصريح لهسبريس: “غياب المراقبة والتساهل أحيانا مع سائقي المركبات يسهمان في هذه الكوارث”، لافتا إلى أن “غض النظر عن بعض اختلالات القطاع تحت يافطة قلة وسائل النقل العمومية، خاصة سيارات الأجرة، ليس مبررا كافيا حتى لا يتم ربط المسؤولية بالمحاسبة”.

وشدد الناشط ذاته على “أهمية مراقبة وسائل النقل المستخدمة لنقل الناس من دواويرهم نحو الأسواق المحلية، في ظل وجود تجاوزات في الخدمة، وجراء استخدام حافلات جد مهترئة والتساهل في حمل أكثر من العدد المسموح به من الركاب”.

ودعا الحقوقي ذاته إلى “وضع حل لمعضلة نقل الركاب بالمناطق الجبلية، وتوفير وسائل نقل تضمن السلامة وكرامة الناس”، مرجحا أن يكون “غياب التعاطي الجدي مع ظاهرة النقل السري، الذي بقدر ما يخلف قتلى وضحايا بقدر ما يغدق أموالا على محترفيه، سببا في توالي هذه الفواجع المؤلمة”.

كما أورد الناشط في تصريحه لهسبريس: “على كل الجهات المعنية، بما فيها المجتمع المدني والركاب، تحمل المسؤولية في هذا الإطار”، مؤكدا أن النتائج في مثل هذه الحوادث تكون مركّبة وصادمة، ولها وقع على نفسية أسر الضحايا وعلى المجتمع أيضا.

وطالب المتحدث المنتخبين بالترافع لدى مراكز القرار من أجل تنمية الإقليم وتأهيل الطرق، والكف عن هدر المال العام في مواسم الفن والمهرجانات التي ليس وقع إيجابي على الساكنة، مشيدا بدور عامل الإقليم الذي نال ثقة المواطنين، وأضحى وجهة لكل الذين يشكون من فشل وعود بعض المجالس الجماعية.

بدوره قال المدير الجهوي للصحة والحماية الاجتماعية بجهة بني ملال خنيفرة في تعليقه على الحادث: “إن فاجعة حادثة دمنات استنفرت كل المصالح المعنية، خاصة عناصر الدرك والسلطات المحلية والإقليمية والوقاية المدنية التي انتقلت إلى المكان”، داعيا كافة مستعملي الطريق إلى توخي الحيطة والحذر واحترام السرعة وعدد الركاب المسموح به.

جدير بالذكر أن مستشفى القرب بجماعة دمنات عرف زيارة عامل إقليم أزيلال، محمد عطفاوي، من أجل تقديم واجب العزاء ومواساة أسر الضحايا، إلى جانب رئيس جماعة دمنات الذي حل منذ صباح اليوم الأحد بالمرفق ذاته، فيما جرى تسجيل غياب وجوه سياسية معروفة.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *