الترامسة: ادعاءات جديدة خائبة لخلط الأوراق وتبرئة الاخونجية من دماء السودانيين
الترامسة: ادعاءات جديدة خائبة لخلط الأوراق وتبرئة الاخونجية من دماء السودانيين
د. مرتضى الغالي
روى كاتب صحفي أن أحد النقاد المصريين استخفّ بكتابات نجيب محفوظ وقال له “أحسن لك تبيع ترمس” ولم يأخذ محفوظ بالنصيحة..واستمر في دأبه إلى أن حاز على نوبل للآداب..عندها عاد صاحب الترمس وقال إن إسرائيل هي التي منحت محفوظ هذه الجائزة.. !!
والشاهد هذا الهراء الذي يشيعه الآن الفلول (الترامسة) وإعلامهم وجماعة الانقلاب ولجنة الإنقاذ الأمنية ومعهم قادة بعض (حركات السوء) عن اتهام قوى الثورة بمناصرة مليشيا صنعوها بأيديهم و(دوعلوها)..ثم أشعلوا نيران هذه الحرب العبثية اللعينة على رءوس الناس..!
هذه التخريجات التي تصدر من صحافة الفلول ومن تصفهم جماعة الإنقاذ بـ(انتلجنسيا الإنقاذ) هي تخريجات معلومة صدرت في أوان معلوم وبتنسيق معلوم مع الاخونجية دعاة الحرب..وقد بلغت هذه التخريجات من البلاهة و(قلة الحياء) إلى القول بأن مركزي الحرية والتغيير هو الذي قام بالانقلاب…وعندما فشل الانقلاب أمرت قوى الحرية والتغيير الدعم السريع بإشعال الحرب فأطاع..! هذه درجة بليغة من (الخيابة) ومن سوء الظن بعقول السودانيين..!
أحاديث تدعو إلى الغثيان وقلب المعدة..!! يا ترى بكم فرقة عسكرية شارك مركزي الحرية والتغيير في الانقلاب والحرب..؟! عندما أخبر رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشيرشل الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين أثناء مؤتمر يالطا 1945 بأن بابا الفاتيكان أعلن الحرب على هتلر..أجابه ستالين ساخراً: “كم دبابة عند بابا الفاتيكان”..؟!”
هل من الصدفة أن تتواتر مثل هذه (الشهادات الفالصو) التي تدعي الذكاء والمعرفة والفهلوة صدفة من خمسة من كبارهم الذين يسميهم بعضنا (عقلاء الإنقاذيين) من باب “حسن الظن العريض”…؟!
كل هذا غثاء فجماعة الانقلاب التي اختطفت أرادت أن تجعل منه مليشيا إنقاذية على ذات الطريقة التي صنعت بها الإنقاذ الدعم السريع..ثم تكفل جماعة الانقلاب برعايته وإدخاله الخرطوم وأجزلوا له الدعم والسلاح والمال والمقرات..! هذه هي ثمار انقلاب البرهان الذي جاء من أجل “إصلاح مسار الفترة الانتقالية”..!
الانقلاب مثل الإنقاذ لا يصنع غير الفاسدين والفاشلين..من لصوص يرتدون أزياء رجال أعمال ووعاظ فاسدون يقبضون المال المسروق بالعملات الأجنبية ويصدرون فتوى بقتل الخصوم السياسيين (راجع أقوال وفتاوى عبد الحي يوسف الأخيرة عن جواز قتل المدنيين بغير محاكمة وبغير تردد) وإعلاميين يأكلون مال مؤسسات الدولة وخزينة والهيئات التي جعلتهم الإنقاذ على رأسها ويريد بعض المرضى الموتورين من رعايا الإنقاذ و(هواملها) الذين استطابوا أكل السحت أن يتزعموا بمنطق مراسيم الانقلاب نقابات الصحافة ومجالس الإدارات بغير مؤهلات غير تكحيل العيون وتسريح الشعور والظهور بالعمائم المطرزة مثل (مهرجي السيرك).. ورجال هلاهيل يسيئون إلى أولادهم وعائلاتهم بالظهور في صورة الخبراء الاستراتيجيين وينادون بحرق البلاد (قال رجل لا يراعى شيبته جعلته الإنقاذ (فريق أول) عبر قناة تلفزيونية أمام العالم: لا يمكن أن تنتهي هذه الحرب حتى ولو أدت إلى حرق السودان كله)..!! وآخرون جاءت بهم الإنقاذ وجعلت منهم عقداء وفرقاء ومشيرون وأركان حرب وأغرقتهم بالأوسمة والنياشين مثل التي كان يضعها (عابدين الدرويش) في المحطة الوسطى.. هؤلاء لا يعرفون معنى للضمير العسكري وشرف المؤسسة التي يمثلونها ويمثلون بها,,!
هذا هو حصادنا اليوم مع جهلاء الإنقاذ الذين يملؤون أثير الوسائط الاجتماعية والصحائف بما يندى له جبين العار..وهم ليسوا سوى (هوادة بيعة خاسرة) اشتراهم الانقلاب وجماعة الإنقاذ بتراب المال العام..ومع هؤلاء وزراء (من منازلهم) كلفهم الانقلاب بما لا يطيق العيب احتماله.. فأصبحوا يتحدثون باسم الانقلاب والفلول ويصدرون البيانات التي تحرّض على الحرب والقتل وتدمير ما تبقى من الوطن..وبين هؤلاء امن ارتضى اختطاف وزارة الخارجية وتجييرها للانقلاب حتى أصبحت البيانات والتصريحات التي تصدر باسمها مجافية لأبسط مقومات الدبلوماسية وتقاليدها ومنافية لشروط السيادة السودانية وتعهدات مواثيق حقوق الإنسان ومواثيق الأمم المتحدة حتى في قواعد النزوح واللجوء وحماية المدنيين بل أصبحت بياناتهم وتصريحاتهم تنافس أسلوب (جداد الإنقاذ الاليكتروني) وتهاجم المنظمات التي ينتسب السودان لعضويتها مثل الاتحاد الإفريقي والإيقاد لمجرد إنها تحدثت عن ضرورة وقف الحرب.. وأصبح وزير خارجية الانقلاب (علي الصادق) يتحدث في المنصات الدولية بلسان الفلول ويردد ذات ما يردده (أردول والحوري والأعيسر والهندي وعبد الحي يوسف ومن هم في شاكلتهم) عن ضرورة استمرار الحرب والانقضاض على المدن وقتل المدنيين.. وإلا ماذا يعني حديثه عن الاستمرار في الحرب ورفض نداءات وقف الحرب والانسحاب من الاجتماعات التي تدعو إلى الامتناع عن قتل المدنيين..؟!
المؤسف أن تنضم إلى هذا الخليط من دعاة الحرب ومناصري الفلول أقلام من داخل صفوف الثورة ومن مقاعد النشطاء ومنتسبي الأحزاب والمثقفين..وإذا كان مقصد الفلول دعاة الحرب معلوماً ومنطقياً مع أهدافهم في حرق البلاد من أجل العودة للسلطة فما هي حكاية هؤلاء الإخوة من دعاة التغيير وأنصار الثورة..؟! ما بال بعضهم يقع طواعية في حبائل الإنقاذيين ويقف مع الفلول في خندق واحد وكأنهم يدعو إلى استمرار القتل والموت والتدمير..!! وإذ نربأ بهم أن يكونوا من أهل الغفلة التي لا ينتفع منها غير الفلول..فإنهم يثيرون حيرتين وتساؤلين؛ هل وراء هذا الموقف الغريب دوافع ذاتية أو تنظيمية لا تبرير لها…أم إن الأمر من أمور علم النفس المعقدة…ولسنا بشؤونها عالمين..؟!!
سواء أكان الأمر هذا الأمر أو ذاك..وسواء كانت الدعوة إلى استمرار الحرب صادرة من الإنقاذيين والانقلابيين والفلول أو من بعض هؤلاء الثوريين الذين يخدمون خط الفلول بعلمهم أو يغيره..فإنه بالرغم من فظائع الحرب التي وقعت على رأس كل أسرة سودانية ثكلت في أولادها وبناتها وأطفالها وكبارها أو طالها تدمير مسكنها ونهب حرزها وفقدان (دخيرة عمرها)..فإن الثورة سوف تنتصر وسيخرج الشعب من هذا الرماد وهو يعرف ببصيرته ووعيه النفاذ من هم أصدقاؤه ومن هم أعداؤه مثلما يعرف طريقه نحو الحرية والعدالة والمدنية…!
ستبقى ثورة ديسمبر العظمى وسوف ينتصر الوطن على أعدائه ولن يرضخ للانقلابيين ولا للمليشيات.. !! لا للحرب ..لا للحرب,,لا للحرب….والثورة منتصرة بإذن واحد أحد.. جفت الأقلام وطويت الصحف… الله لا كسّبكم..!!
المصدر: صحيفة التغيير