العبدالله أنماط الكراهية والتحريض المتزايدة ضدنا كمسلمين أفعال جبانة رغم سطوتها
- دعوة مؤسسات المجتمع المدني الإسلامية للجوء إلى المحاكم المحلية في الدول التي يتم فيها تنفيذ مثل هذه الجرائم
شارك وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله في اجتماع الدورة الاستثنائية الافتراضية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي بشأن جريمة التدنيس المتكررة لنسخ من المصحف الشريف وآخرها التي وقعت في مملكتي السويد والدنمارك والذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي والمسموع، وذلك لتبني الإجراءات الكفيلة بوضع حد لمثل هذه الجرائم المستنكرة وإيقاف تكرار تلك الأفعال التي تبث الكراهية وتتنافى مع كل المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية وتهدد السلم والأمن والوئام العالمي.
وألقى وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله كلمة الكويت في هذا الاجتماع جاء نصها على النحو التالي:
يسرني في مستهل حديثي أن أعرب لأخي معالي محمد سالم ولد مرزوك وزير الشؤون الخارجية والتعاون للجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة رئيس دورتنا الاستثنائية هذه، وأخي صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وأخي معالي فؤاد محمد حسين نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية جمهورية العراق عن جزيل الشكر وعميق التقدير على الدعوة لعقد هذا الاجتماع الهام والطارئ.
كما أعرب عن بالغ الشكر لمعالي الأخ حسين إبراهيم طه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي وكافة كوادرها على سرعة التنظيم والإعداد المميزين.
أصحاب السمو والمعالي،
بداية، يرتبط محور اجتماعنا اليوم للأسف الشديد باعتداءات خبيثة ومتكررة على مصحفنا الشريف.. نبراس الحق والهدى.. حيث مست هذه الاعتداءات وجدان العالمين العربي والإسلامي والعالم الحر المنادي إلى التعايش واحترام الآخر مهما كان مختلفا.
ثانيا: رغم أن أنماط الكراهية والتحريض المتزايدة ضدنا كمسلمين.. هي أفعال جبانة.. رغم سطوتها.. ورغم وقعها إلا أنها باتت تتطلب ألا تكون محل إدانة ورفض واستنكار دولي فحسب بل ينبغي مواجهتها من قبل منظمتنا وذلك من خلال العمل على اتخاذ خطوات إجرائية وعملية تتصدى لهذه الأفعال المرفوضة لكي لا نسمح بتكرارها.
ولعل أولى هذه الخطوات هي النظر في تكليف الأمين العام بتوجيه رسالة خطية وموحدة تحمل تواقيع كل وزراء خارجية منظمتنا إلى وزراء خارجية الدول التي تسمح بالممارسات التي تندرج تحت إطار الإسلاموفوبيا أو كراهية الأديان.. وتتضمن استنكارنا وإدانتنا لتلك الأفعال الشنيعة والمطالبة بعدم تكرارها.
أما ثانيها، فيكون عبر انتهاج خطاب إعلامي موحد وفعال من كافة الدول الأعضاء يتصدى لأصحاب العقول الضيقة التي تدعو إلى الكراهية والفرقة.. ويوضح للعالم أجمع بأن التعرض للمقدسات الدينية عمل يتنافى مع كافة الكتب السماوية ويعارض روح المواثيق الدولية التي ارتضيناها حكما لعلاقاتنا الانسانية.
ثالثا: التأكيد على أن الحق في حرية التعبير عن الرأي ينطوي على مسؤوليات محكومة بما ورد في ميثاق الأمم المتحدة.. والقوانين الدولية التي تحظر أي تحريض على الكراهية الدينية والتعصب والتمييز.
وعليه، ندعو حكومات السويد والدنمارك والنرويج وغيرهم من الحكومات إلى العمل فورا على نزع فتيل الأزمة والعمل على وقف دعوات الكراهية والإساءة للرموز الدينية ومحاولة تدنيسها.
رابعا: أهمية العمل على سن قوانين وتشريعات محلية ودولية تحرم الإساءة إلى المعتقدات الدينية وتجرم مرتكبيها.
ختاما أصحاب السمو والمعالي.. أؤكد وبكل وضوح أن الاعتداءات والانتهاكات التي يقودها المتطرفون على مقدساتنا ورموزنا سنواجهها في الكويت بكل حزم وقوة وبجميع الوسائل الديبلوماسية والقانونية المتاحة ولن ندخر أي جهد في التصدي لها وصولا إلى منعها ووقفها بشكل تام ونهائي.
أخواتي وإخواني الوزراء،
العالم اليوم يشاهدنا واجتماعنا هذا هو تحت أنظار العالم بأسره، وعليه فلابد لنا أن نتخذ خطوات عملية تثبت جديتنا في الدفاع عن معتقداتنا ووضع حد قاطع لجميع الممارسات التي تسيء إلى ديننا الحنيف.
المصدر: جريدة الأنباء الكويتية