الذكرى الرابعة لمجزرة الأبيض.. القتلة خارج الزنازين
أربعة أعوام مرت على مجزرة الأبيض التي أصبح مرتكبوها من قوات الدعم السريع خارج الزنازين، على الرغم من حكم الإعدام الذي كان قد قضى باعدامهم شنقا حتى الموت.
التغيير: فتح الرحمن حمودة
وبعد أيام من اندلاع الحرب بين الجيش الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى من بينها مدينة الابيض، التى كان يوجد بها المدانون ببلاغ المجزرة بعد ان وجدوا انفسهم لاحقا مع اعداد كبيرة من المنتظرين والمحكومين بالاعدام خارج السجن الكبير لحاضرة ولاية شمال كردفان غربي السودان.
وكانت قيادة الجيش بمدينة الأبيض قد أطلقت سراح جميع النزلاء والذين من بينهم مدانين بجرائم قتل شوهدوا وهم يحملون امتعتهم في الشوارع بعد ان كانوا داخل السجن الكبير للمدينة والواقع شرق قيادة الفرقة الخامسة مشاه.
وقال رئيس هيئة الاتهام عثمان صالح لـ«التغيير» إن افلات المجرمين الذين ارتكبوا جرائم بحق الشعب السوداني أصبح واحدا من المسائل التي صاحبت التاريخ السياسي في البلاد خصوصا في ظل الحرب الحالية التي من نتائجها هروب المجرمين من المنتظرين والمدانين وهذا ما يؤثر على مسألة الإفلات من العقاب.
وأكد صالح، أن هروب المجرمين ليس نهاية المطاف ولكنهم سوف يعملون مع جميع الذين يؤمنون بحكم القانون على اساس القاء القبض على المتهمين الهاربين دون محاباة وتميز حتى يتم تطبيق حكم القانون والمحاسبة عليهم.
وبحسب حديث العديد من المواطنين كان بعض المدانين من قوات الدعم السريع عقب خروجهم من السجن اطلقوا عدد من التهديدات بالقتل لعدد من المحامين في هيئة الاتهام في بلاغ المجزرة.
وفي هذا الصدد، اشار صالح إلى ان مسألة الاستهداف والاغتيالات من قوات الدعم السريع ليست بغريبة، لأن هنالك كثيرا من الشواهد بانهم لا يتورعون عن ارتكاب كل المجازر وتصفية الحسابات خارج إطار القانون.
بينما قال احد اعضاء هيئة الاتهام في البلاغ فضل عدم ذكر اسمه لـ«التغيير» ان المدانين من قوات الدعم السريع شأنهم شأن كل المدانين تحت المادة «130» من القانون الجنائي تم اطلاق سراحهم بعد الحرب ولا يمكن ان يتم العثور عليهم بالسهولة.
وأضاف قائلا اذا انتهت الحرب واستأنفت الاجهزة العدلية إما أن يتم العثور عليهم بالمصادفة أو يسلمون انفسهم طواعية وهذا ما استبعده، لذلك لا يمكن العثور عليهم باي شكل من الاشكال فتصبح دماء الشهداء ضاعت كما ضاعت الكثير من الانفس جراء هذه الحرب العبثية.
وأصبح التاسع والعشرون من يوليو ذكرى تحييها اسر الشهداء والثوار من المواطنين بمدينة الأبيض كل عام، الا ان هذا العام مرت عليهم وهم في اتون جحيم الحرب خصوصا بعدما اصبحت مدينة الأبيض احدى مدن الاقتتال الرئيسية بين الجيش وقوات الدعم السريع.
اختلال مسار العدالة
“مسار العدالة في البلاد مختل تماماً مهما كانت بشاعة الجريمة” هكذا كتب محمد خليل عضو لجان المقاومة بمدينة الأبيض على صفحته ب«الفيسبوك» قائلا إن ” كلنا تابعنا قضية شهداء مجزرة الأبيض إلى ان تم النطق بالحكم وكل واحد فينا كان مقتنع تماما انه ما حيكتمل مسار القضية دي خصوصاً لما يتواطأ الجيش ويحمي مليشيا ذي دي وللأسف كل مره كانت بتكبر لحدي ما وصلت مرحلة الحرب الحالية “.
بينما كتب الشاب معاذ النيل على صفحته قائلا “تمر علينا اليوم ذكرى شهداء مجرزة الأبيض الجريمة الوحشية التي إرتكبها الجنجويد في حق الأطفال العزل، الذين كان سلاحهم الوحيد وعيهم ضد الظلم، وذنبهم إن أحلامهم كانت بوطن كريم معافي”.
أما محمد سعد الله وصف يوم التاسع و العشرون من يوليو باليوم الدامي قائلا « 29 يوليو 2019 لقد كان يوماً دامياً، لعن الله كل من تسبب فيه».
المصدر: صحيفة التغيير