عودة إلى شكّارة الكيزان: انبعاثات كربونية من مفاعل الرمم!
د. مرتضى الغالي
ليطمئن الشاب الأنيق الذي يظهر في فيديوهاته (صوت وصورة) وهو يدافع عن الكيزان ويقول ما معناه (إنهم ليسوا بهذه الدرجة من السوء) لعله يقصد أنهم (ما كعبين خالص) فليطمئن أن سيرة الكيزان قد عبرت الحدود وأوشكت أن تصبح (ماركة عالمية) في السوء، يهرب الناس منها هروب السليم من الأجرب. ومثال لذلك أن احد اللبنانيين الذين يتابعون مجريات الأحوال في السودان وصف “رياض سلامة” بأنه (كوز لبناني) فما هي الحكاية..!!
رياض سلامة هو حاكم مصرف لبنان المركزي وهو متهم بنهب البنك إلى حد الإفلاس وكاد أن (يعفشه بالكامل) بل لقد أصاب لبنان كلها بالإفلاس نتيجة ما قام به من جرائم تشمل الاختلاس وغسيل الأموال والثراء غير المشروع هو وإخوانه ومساعدوه..!! كان رياض سلامة قد بدأ عهده (الزاهر) بالإعلان عن منح المودعين فوائد بنسبة 47% وكان شعاره (الأجمل أن تصدق رياض سلامة)..! فنقل اللبنانيون للمصارف ذخيرة عمرهم.. وهنا بدأت مغارف رياض سلامة عملها في الودائع طوال أعوام .. إلى أن أصبح المودعون الآن يبحثون في البنوك عن (بعض ليرات) من أرصدتهم الضائعة ثمناً للدواء والطعام فلا يجدونها..! وهو مطارد الآن ومتهم بجرائم رهيبة ولكنه لا يزال يقول في (برود كيزاني أصيل): حتى الآن لم توجه لي أي تهمة رسمية..!! رد عليه الصحفي اللبناني الكبير “سمير عطا الله” وقال له: لقد تم توجيه ما هو أسوأ إليك: مذكرة اعتقال من الانتربول ومذكرات تحقيق من سبع دول..!
نفس المزاعم السخيفة التي يرددها كيزان السودان فما تحدث شخص عن سرقاتهم ونهبهم المشهود إلا وردوا عليه في تلاحة وبجاحة: (عندك وثائق)..؟! كيف يحصل الناس على وثائق في دولة كيزان مدير بنكها المركزي حرامي ومساعدوه مرتشون ومفتي ديارها الحقيقي لص ووزراؤها بلطجية ونائبها العام (ناموسيته كحلية) ورئيس مخابراتها مجرم وقاتل بشهادة، ورئيس جمهوريتها مدموغ باستلام المال المسروق ونقل الخزينة العامة وقروض الدولة إلى غرفة نومه..؟!
الغريب أن ما فعله رياض سلامة بمصرف لبنان المركزي هو عين ما فعله الكيزان بالبنك المركزي في السودان ولكن بأساليب غاية في الإجرام لا يبلغها رياض سلامة وشيعته.. ولا يزال ملف ما صنعه كيزان الإنقاذ بالبنك المركزي بعيداً عن العيون ويعيداً عن التحقيقات والقضاء والنيابة في حين أن الجرائم في البنك المركزي السوداني أكبر وأفظع بمئات المرات من النهب الذي أوقعه رياض سلامة بالمصرف اللبناني..!
هناك الكثير من شواهد افتضاح ممارسات الكيزان في السودان في الصحافة العربية والإفريقية والإقليمية والعالمية وفي مراكز الإعلام ومؤسسات الرصد والرقابة والمال والأعمال حول الدنيا. ولن تفلح هذه الفيديوهات المخدومة في إزالة وصمة الكيزان حتى في جانب المال والنهب وسرقة الموارد والمعادن والمصارف والسلع والواردات، دعك من (جرائمهم في الدماء) فتلك مما لا يقوى على محوَه آلاف من صنف هذا المتحذلق (الفيديوابي) الذي يريد أن يموّه علينا صنائع الإنقاذيين الكيزان في ذات الوقت الذي تسيل فيه دماء السودانيين من خناجرهم ورصاصهم….!!
أما صاحب التسجيل الآخر بالأمس الذي يدافع عن أزلام الإنقاذ عن طريق التهديد والشتائم والسباب البذئ الساقط فـ(طائره في عنقه)..!! وهو دون مستوى الرد، وإذا كانت فطرة الله قد حرمته من استواء النظر فلا عذر له في الزيغ وانسداد البصيرة والتخبط في الوحل.. ولا تدري كيف كان يعمل في نظام الإنقاذ المُجرم في مناصب تفرض عليه التجسس على الناس وتجميع المعلومات عنهم وهو يغلط أغلاطاً مركّبة في معلومات مبذولة يعرفها الغاشي والماشي..! ومثل هذه الشاكلة من البشر تحسب أن كل الناس خُلقوا ليسرقوا ويرتشوا، ونحن بفضل الله معصومون من السرقة لأن أهلينا لا يقبلون بأن تدخل أموال الحرام بيوتهم، كما أننا والحمد لله في منعة من العيش الحلال..!
وتبلغ بجاحة هذا (الشتام اللقلاق) أن يوصفنا بالعمالة للسي أي ايه وهو الرجل الذي أرسلت إليه المخابرات الأمريكية طائرة خاصة للاتفاق على تسليم أصحابه من “المجاهدين” الذين قال إن الواحد منهم يعادل عبدالله بن رواحة وزيد بن حارثة.. وجعفر الطيار… الله لا كسّبكم…!
المصدر: صحيفة التغيير