الولايات المتحدة تبقي الاعتراف بمغربية الصحراء شوكة في خاصرة دمى الجزائر
في رد جديد على المشككين في مصداقية الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، شددت واشنطن على أن موقفها الصادر سنة 2020 لم يطرأ عليه أي تغيير، مؤكدة بذلك أن “هذا القرار جار به العمل حتى بعد انتهاء ولاية ترامب”.
نظرت البوليساريو والجزائر إلى قرار ترامب بنوع من “الغضب”، غير أن مجيء إدارة بايدن وصمتها “المطبق” حيال الأمر في بداية ولايتها، أعاد الشك لقصر المرادية حيال صحة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، لكن تأكيدات ماثيو ميلر المتوالية تبرز من جديد رسمية الموقف الأمريكي.
ويبقى الموقف الأمريكي من قضية الصحراء المغربية في عهد الرئيس الحالي، جو بايدن حبيس دعم القرارات الأممية، وفي الوقت ذاته يلزم سياسة “حذرة” تجاه الاعتراف الذي أطلقه ترامب، وذلك بحسب تقارير متطابقة “خشية فقدان المصالح الاقتصادية بالجزائر، الأخيرة التي تعتبر إلى جانب البوليساريو طرفا أساسيا في النزاع المفتعل”.
ومع حديث ميلر الجديد عن عدم تغير الموقف الأمريكي من قضية الصحراء المغربية، يرى مراقبون أن ذلك “يتزامن وسط امتعاض من قبل البيت الأبيض من تحركات تبون الأخيرة في كل من الصين وروسيا، الأخيرة التي لم يخفي منها دعمه للكرملين تجاه الخناق الغربي”.
لحسن أقرطيط، خبير في العلاقات الدولية يرى أن ” هذا التصريح تثبيت للموقف الأمريكي من قضية الصحراء المغربية، كما أن العديد من التأكيدات جاءت قبله وكلها تصب في دعم الموقف المغربي”.
وأورد أقرطيط في حديث لهسبريس أن ” الولايات المتحدة الأمريكية تعرف تقاليدا مترسخة فيما يهم السياسة الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالقضايا التي عليها إجماع، وتأتي من خضم توجهات الدولة العميقة، والتي لا تتغير مع تغير الإدارات”.
بحسب المتحدث ذاته فإن ” عهد إدارة بايدن عرف زيارات وازنة لدى العديد من المسؤولين الكبار بالولايات المتحدة الأمريكية، والذين أجمعوا على دعم الموقف المغربي من قضية الصحراء، وهو في حد ذاته مؤشر هام على الدعم الأمريكي للمغرب في هذا الملف”.
“المغرب نقطة ارتكاز أساسية لدى صناع القرار بالولايات المتحدة الأمريكية على المستوى الإفريقي”، يتابع الخبير في العلاقات الدولية عينه، مبينا بذلك أن ” الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء هو مصلحة أمريكية قومية، خاصة على المستوى الأمني والعسكري”.
وخلص المصرح لهسبريس إلى أن ” هذا التأكيد الأمريكي ليس ردا على زيارة تبون إلى روسيا والصين، بل هو موقف راسخ، وله أبعاد سياسية حيوية بعيدة عن أي صراعات أخرى”.
من جانبه أفاد محمد ضريف، محلل سياسي أن ” التأكيد الأمريكي يأتي من أجل زيادة الزخم الدولي تجاه قضية الصحراء المغربية، بناء على سيادة الرباط على أقاليمها الجنوبية”.
وأضاف ضريف لهسبريس أن ” واشنطن طيلة فترة بايدن كانت داعمة بشكل قوي للموقف المغربي من النزاع المفتعل، سواء عبر إبقاء قرار ترامب، أو من خلال دعم مبادرة الحكم الذاتي”.
المحلل السياسي عينه أشار إلى أن ” قرار ترامب رافقته تشكيكات من قبل جهات معروفة، غير أن مرور الوقت أكد أن هذا الموقف ليس موقفا فرديا، بل يعبر بشكل واضح عن رأي المؤسسات الأمريكية”.
ووفق ضريف فإن ” الإدارة الأمريكية الجديدة كانت ملتبسة في الأول فيما يخص قرار ترامب، غير أن الوقت الراهن أكد أن بايدن عازم عل استمرار هذا الموقف التاريخي”.
المصدر: هسبريس